أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نصير شمة لـ ( زمان الوصل ) : الصحف العراقية المتأمركة شنت علي هجوما شرسا لكن العراقيين وقفوا مع الحملة

نصير شمة في دمشق يعزف للاجئ العراقي

من الحنين إلى الوطن ومعاناة المهاجر وقسوة الغربة إلى الشوق والأمل في العودة إلى وطن يقبع هناك في بحور من الدمار والقتل بعد أن مزقته الحروب والفتن ، عزف الفنان العراقي الكبير نصير شمة بريشته الساحرة على أوتار عود كثيرا ما أبكى الحضور لكنه أعاد إليها الأمل أيضا .
سوريون وعراقيون وفلسطينيون وأجانب تجمهروا بالآلاف لسماع نصيرشمة في دار الأوبرا بدمشق أول أمس بمناسبة يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف 20 حزيران الجاري ، في حفل خصص ريعه لدعم اللاجئين العراقيين في سوريا .
بمقطوعة (مولانا جلال الدين الرومي) التي جسد فيها الجانب الروحي والصوفي بدأ شمة العزف ، ثم معزوفة (طاب صباحك بغداد ) ، ثم عزف بيد واحدة هي يده اليسار مقطوعة (شقلاوة) تلك المدينة العراقية الجميلة .

ثم حاور أبو خليل القباني في مقطوعة ( حوار مع الكبار) ، ثم (ياطيرة طيري) ، وفي نهاية الجزء الأول من الحفل قدم ( زهرة المدائن ) لفلسطين التي كانت حاضرة أيضا في الحفل .
وبعد أن استراح شمة لمدة 10 دقائق ، عاود العزف بمقطوعة (رحيل القمر ) ، ثم أعلن شمة تغييرا طرأ على البرنامج بناء على طلب الجمهور فعزف مقطوعة (رقصة الفرس) ، ثم ( حقيبة المهاجر ) التي قال إنها تعزف لأول مرة في دمشق وهي تتحدث عن الأشياء الثمينة التي يحملها المهاجر إلى غربته وتمثل لديه ذكريات معينة عن الوطن ،مثلا رسالة من حبيبية أو كتاب مقدس ..الخ ، ثم معزوفة لينهي الحفل بمقطوعة ( العراق على مقام واحد ) .
وبين كل مقطوعة وأخرى كان نصير يتحدث إلى الجمهور و يطلب  الدعم وتقديم المساعدات إلى الشعب العراقي شاكرا سوريا على رحابة صدرها في استقبال أشقائهم العراقيين .
وقال شمة في المؤتمر الصحفي الذي عقده بدار الأوبرا برفقة فيليب ليكلير القائم بأعمال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين : عملت مع الجامعة العربية ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوربية لمساعدة المهجرين والنازحين ، وعندما بدأت الحملة كان هناك رد فعل عنيف ضدي وضد الحملة من بعض الجهات داخل العراق ، كما لم تتحرك أي جهة رسمية داخل العراق لمساعدة اللاجئين إلا منذ حوالي أسبوعين فقط ، لأنهم وجدوا أنه لابد من مواجهة المشكلة ، لكن الحملة الآن نجحت ولي شرف تحريكها.
وفي سؤال لــ ( زمان الوصل) عن الجهات التي ضغطت عليه قال شمة : إن بعض الصحف العراقية (المتأمركة) شنت هجوما شرسا علي وعلي الحملة ، لكن العراقيين في كل مكان وقفوا مع الحملة وهاجموهم وأخرسوا كل هذه الألسنة ، وقد جاءتني آلاف الرسائل التي نشروها في التلفزيون تطالبني برئاسة العراق لمجرد مسح الألم والتخفيف من معاناتهم - يضحك شمة ممازحا - قائلا : ربما هذه النقطة هي التي دفعت الحكومة لأن تتحرك الآن بمعنى أنها قد تكون خافت على الرئاسة .
وطلب شمة من الإعلاميين حث الفنانين لرصد جزء من أعمالهم لدعم الصندوق ، مشيرا أنه في عام 1950 كان عدد سكان العراق حوالي 4.5 إنسان بمايعني أن الشعب العراقي جميعه لاجئ .
وأضاف شمة : أنا هنا لتقديم الشكر للشعب السوري الذي سمح لأخيه العراقي أن يشاركه الخبز المدعوم من الدولة ، أعرف معاناتكم لتحمل مليون شخص ، وهو ليس موضوعا سهلا لكننا نعتبر أنفسنا شعبا واحدا ومن الصعب بالنسبة لي أن أرى ثلثا الشعب العراقي خارج التعليم ، لن أتوقف عن العمل لأجل الشعب العراقي والإنسان في كل مكان .حتى موسيقاي سيكون لها علاقة بهذا الشأن ومن باب الجمال واللغة الفنية هي ذات مواصفات عالية .
وأشار شمة إلى أن هذا التعاون مابين المفوضية ودمشق عاصمة الثقافة ودار الأوبرا لوضع الحدث في مكانه الصحيح .شاكرا الفنانين التشكيليين السوريين ، لأنهم تبرعوا بحوالي 200 لوحة فنان سوري لتباع في مزاد سيذهب ريعها لصندوق دعم اللاجئين العراقيين .
وكشف شمة عن اتصالات مع وزير الثقافة السوري لتأسيس بيت للعود العربي في دمشق .
كما رحب فيليب ليكلير القائم بأعمال المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين بشمة قائلا :إن شمة تعرض للاضطهاد أيضا ، معتبرا أن الحفل تعبير استثنائي للتضامن مع العراقيين الذي توفره سوريا ،وفي الوقت الذي تشعر فيه المفوضية بالقلق حول برامجها للإعانات الطبية التي توفرها لآلاف اللاجئين، مشيرا إلى وجود أكثر من 25 مليون لاجىء و مشرد في العالم أغلبهم في الشرق الأوسط خاصة سوريا .
وأكد ليكلير أنه تم جمع حوالي مليون ليرة سورية من ريع التذاكر و 250 ألف ل.س من التبرعات الخاصة ستذهب كلها لبرنامج المساعدة في سوريا .
يذكر أن نصير شمة من مواليد الكوت بالعراق عام 1963 ، درس في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد عام 1987 ليتخصص بالعزف على العود .
أسس لنفسه أسلوبا خاصا بالعزف ، كما أسس أول فرع لبيت العود العربي في القاهرة ثم في دول أخرى كان آخرها في أبو ظبي ، والآن يعمل على تأسيس بيت العود العربي في دمشق حيث يجري البحث حاليا عن بيت دمشقي جميل لهذا الغرض .
أسس أوركسترا الشرق التي ضمت حوالي ( 70 ) عازفا وعازفة ، و فرقة ( تخيل ) ، وأول أوركسترا تضم عائلة العود بلغ عدد أعضائها حوالي ( 50) عازفا وعازفة ، كما أسس أول فرقة لعازفات العود ، ودعا أهم عازفي العالم على آلات مختلفة لتأسيس أوركسترا ( أجمل الأصوات ) التي قدمت أعمالها في أغلب البلاد العربية بقيادة آلة العود .
منحته وزارة الثقافة الألمانية لقب سفير الشرق إلى الغرب .

عمر عبد اللطيف - دمشق - زمان الوصل
(155)    هل أعجبتك المقالة (157)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي