أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الكتابة العلمية للأطفال .. أهميتها .. خصائصها .. مواصفات الكاتب

1 ـ أهمية الكتابة العلمية للأطفال :
تعد الكتابة العلمية للأطفال عملاً إبداعياً ومطلوباً في هذه الأونة وتلك المرحلة ويجب وضعها في الأعتبار ..
فالكتابة العلمية للأطفال في حاجة ماسة ودائمة للمزيد من التطور والتطوير لمواكبة السرعة المطردة في العالم من حولنا بكل تقنياته وتقدمه .
وترجع أهمية الكتابة للأطفال إلي ضرورة العمل علي تقريب المفاهيم العلمية الحديثة لأذهانهم بطرق مبتكرة وحديثة وبسيطة مع العمل علي مشاركتهم عن قرب لتصبح تلك المفاهيم جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية مما يساعدهم ـ بعد ذلك ـ علي فهم أكبر لما يدور من حولهم ، ومن هذا المنطلق يمكننا تشجيعهم وتربيتهم علي حب المعرفة وحب طلب العلم والنهل من معينه في هذه السن الباكرة مما يكسبهم القدرة علي الاستمتاع بالتحصيل وكشف الأساليب والطرق المعينة والفهم الأكبر للحياة من حولهم والتعرف علي أسرار العلوم بجمالها وطرافتها وروعتها الإبداعية .
وبهذا يمكننا المساهمة في العمل علي إعداد جيل من العلماء لمستقبل لن يكون فيه موضع قادم إلا لأصحاب البحث والإبتكار والإبداع ، فعملية إعداد مثل هذا الجيل لا تأتي من فراغ أومن دون إعداد أوتخطيط أونظم تكون ركيزة أساسية ليكون هذا الجيل علي قدرة ووعي كاملين بمجريات الأمور من حوله ، وجعله جيلاً يفكر بطريقة علمية وذلك من خلال جعل الثقافة العلمية حجر الزاوية في حياتهم وأسلوباً من أساليب هذه الحياة لينعكس الأمر بطريقة إيجابية علي دورهم في المجتمع الذي يعيشون فيه ، وكذلك السعي لتوجيه هؤلاء الأطفال إلي ضرورة المحافظة علي البيئة المحيطة بهم ونحذرهم من مخاطر التهاون في مثل هذه الأمور في حق الكوكب الذي يأوينا .
2 ـ خصائصها :
ومن خصائص الكتابة العلمية للأطفال :
أـ الكتابة عن سلسلة من الشخصيات صاحبة اليد الطولي في تخصصاتها كنموذج وهدف استطاع صاحبه تذليل الصعاب وشق الدروب القاسية بقدرة لا تلين وعزيمة لا تقهر .
ب ـ دعوة هؤلاء الأطفال إلي حب العلم والنهل من معينه .
جـ ـ بث روح حب البحث العلمي في نفوس الأطفال عن طريق توفير كل الأمكانيات اللأزمة ، وتهوين كل المشاق أمامهم ودفعهم وحثهم علي سلوك الطرق السليمة نحو أهدافهم ومساعدتهم معنوياً ومادياً ورصد الجوائز العينية والمناسبة لهم كحافز ودافع للبحث والتحصيل .
د ـ استخدام الخيال العلمي عند الكتابة لهم وذلك من خلال أساليب وطرق تربوية وعلمية وتتسم بالدقة لتنمية قدراتهم الخيالية .
هـ ـ يجب العمل علي أن تتسم الكتابة بالبساطة والسلاسة والوضوح والدقة والمنطقية بعيداً عن أساليب المبالغة والتهويل .
و ـ توضيح أسلوب تطبيق طريقة التفكير العلمي في الحياة .
ي ـ التركيز علي أخلاقيات العلم والتكنولوجيا وتوضيح الدور الفعال والأسلوب الناجع في سبيل ذلك .
3ـ مواصفات الكاتب :
يقع علي الكاتب في هذا المجال العبء الكبير ، فتلك أمانة كبري يتحمل مسئولياتها أمام الأجيال والتاريخ ، فيجب أن يكون الكاتب :
أ ـ فاهماً لطبيعة العلم سواء كان الكاتب دارساً أكاديمياً له أو ممارساً للكتابة وذلك بالقراءة الحرة التي تنبع من رغبة تامة وحب لطلب العلم والتعرف علي المفاهيم العلمية الأساسية التي تعد المرتكز الأساسي في المجالات العلمية المختلفة .
ب ـ ساعياً علي الدوم نحو الأشياء التي يحبها ويهواها ، فالكاتب حين يحب العلم فهو يجعله ركناً ركيناً وأساسياً من حياته فيسعي لتكريس جهده وبحثه لتقديم الجديد ، فالعلم منظومة تدعو دائماً للبحث واكتشاف أسرار الكون الذي نعيش فيه والقوانين التي يسير وفقها ، ففي رحلة الاكتشاف هذه يجد المرء الكثير من اللذة في الجمال الحقيقي الذي أبدعه الخالق سبحانه في كل شئ خلقه .
جـ ـ متمتعاً بخيال خصب متجدد وواسع ، فتقديم المفاهيم العلمية والعلوم للأطفال تستلزم أن يقوم الكاتب بتبسيط تلك المفاهيم وعمل اللازم نحو مساعدة الأطفال علي استيعابها .
د ـ متمتعاً بأسلوب سلس وواضح وبسيط ، فالأسلوب السلس في الكتابة والوضوح من الخصائص المهمة والضرورية ، والمعني بالأسلوب السلس أن تعبر كل جملة مكتوبة عن فكرة محددة أو جزء محدد من الفكرة ، وأن يكون هناك ترابطاً واضحاً بين الأفكار ، ويفضل أن تكون الجمل مفيدة وقصيرة ومحددة ، مع ضرورة أن يتحاشي الكاتب تلك الجمل الطويلة التي تحتوي علي أفكار كثيرة تسبب الحيرة والتشتت لذهن القارئ .
هـ ـ طفلاً ـ من الضروري ـ أن يكون صاحب هذه الرسالة في روحه ، وفي صفاته وأن يتجرد من كل ما يجعله جهماً قاسي الملامح في الكتابة ، وأن يتسم في كتابته بإشاعة روح الفضول وكثرة السؤال محباً للشقاوة الهادئة ، إضافة إلي فهمه التام لطبيعة الطفل من الناحية السيكولوجية ، فالطفل يعيش مرحلته العمرية بكل ما تقتضيه من انفعالات ورؤي وصفات وظروف حياتية .
د ـ صاحب رسالة ـ هكذا يكون الكاتب ـ ليتمكن من المساهمة في إعداد وبناء طفل المستقبل الذي عليه أن يواجه تحديات الحاضر والمستقبل ، وألا تقتصر الكتابة له علي مجرد التسلية أو كتابة الطرائف أو المعلومات العامة ، بل يجب أن تكون الكتابة ذات اتجاه تربوي لجعل الأطفال يحبون العلم ويتجهون إليه بشغف وحب .

 

محمد عبدو العباسي - بور سعيد - مصر
(284)    هل أعجبتك المقالة (304)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي