أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أحفاد حافظ الأسد.. خطيب بدلة

أحسنَ الكاتب السوري الكردي "مروان علي" حينما أطلق على بعض السوريين المتعصبين قومياً، أو دينياً، أو طائفياً،... لقب "أحفاد حافظ الأسد"!

فمن الحقائق التي لا يمكن للمرء أن يغطيها، أو يخبئها، أو يموهها، أو يغض الطرف عنها، أن عدداً كبيراً من المعارضين السوريين، والثوار السوريين، قد انتقلت إليهم الجينات (الحافظية الأسدية) دون أن يكون لهم علم أو دراية بذلك، فتراهم، في كل موقف يتعرضون له، يعبرون عن أنفسهم، تلقائياً، كما لو أن ذلك الجنرال المجرم هو الذي يوجههم من خلف ستار، ويتحدثون كما لو أنهم في مسرحية يقوم حافظ الأسد فيها بدور (المُلَقِّن). 

في بداية الثورة الليبية، أوائل سنة 2011، حينما قال معمر القذافي لقواته المسلحة ولجانه الشعبية تلك العبارات الشهيرة (إلى الأمام إلى الأمام.. اقتلوهم)، أصدر ناشطون سياسيون سوريون- وكنت أنا محسوبكم واحداً منهم- بياناً أعلنوا فيه تضامنهم مع الشعب الليبي الأعزل الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الإبادة الجماعية، وإذا بضابط الأمن السياسي المسؤول عن الأحزاب في مدينة إدلب يتصل بي هاتفياً ويقول لي إنه يستغرب مني هذا التضامن مع متمردين يريدون أن يسقطوا رئيسهم الشرعي في ليبيا الشقيقة!.. 

وعلى ما يبدو أنه كان يتنبأ بأن الشعب السوري سوف يثور على نظام أسياده آل الأسد، فأضاف: 
- اسمع نصيحتي يا أستاذ، لا توقع على أي بيان بعد هذا.. فإذا اليوم تتضامن مع الحثالات الليبية؛ مَنْ يضمن لنا ألا تستمرئ غداً هذه اللعبة وتوقع على بيان يزعم بوجود حقوق للأكراد في سورية؟!! 
الحقيقة أن لمعمر القذافي أيادٍ بيضاء على عائلة الأسد المحترمة، ففي سنة 1984، حينما تنازع الشقيقان حافظ ورفعت حول سورية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من ميراث والدهما "علي الأسد"، ووجهت القوات التابعة لكل منهما صواريخها وسبطانات مدافعها ودباباتها نحو العاصمة دمشق، وكانا على وشك إحراقهما مثلما كان القذافي على وشك إحراق بنغازي، طلعت النخوة العروبية في رأس معمر القذافي وقال للأخ الشقيق الأصغر رفعت الأسد:

- هَوِّنْ عليك يا عين عمك، واسمع كلامي وكلام شقيقك الأكبر منك، واقبل عرضه بأن تأخذ محتويات المصرف المركزي السوري من أموال، وتغادر البلاد، وإذا نقصك شيء، يا ولدي، ها هي أموال الشعب الليبي تحت أمر صرمايتك... وطز على المال، وعلى أمريكا، وعلى الشعب الليبي!
وهذا ما كان.

وفي أواخر عام 2014 تعرضت مدينة عين العرب "كوباني" التي يسكنها أكرادٌ سوريون إلى أعنف هجوم وحشي همجي عرفه التاريخان القديم والحديث، من تنظيم يمثل الوجه القبيح للبشرية اسمه داعش، وأدى ذلك إلى اقتلاع أكثر من مئتي ألف إنسان سوري كردي من مدنهم وقراهم وإلقائهم على الحدود التركية يتوسلون الدخول إلى حيث يصبحون في منأى عن الذبح والجلد والرجم...     
ومثلما تنبأ لي ذلكم الضابط النصوح، فقد سارعتُ لكتابة مجموعة من البوستات على صفحتي الفيسبوكية، تضامنتُ فيها مع الأكراد السوريين الكوبانيين الذين يمرون بمحنة لم يمر أحد بمثلها في التاريخين كلاهما، وإذا ببعض الشباب، من أحفاد حافظ الأسد، يشنون علي حملة طويلة عريضة، مستندين على عدة نقاط. أهمها:

أولاً- أنني أمضيت السنوات الأربع من عمر الثورة وأنا ساكت، وقلمي في غمده، لم أعلن تضامني مع أية بلدة سورية (عربية) تعرضت للقصف والتهجير والتجويع! 

ثانياً- أنني أكتب هذا من باب النفاق للأكراد!

ثالثاً- أمريكا تسلح الأكراد وتسقط لهم الأسلحة والأطعمة من الطائرات، فلماذا لم تفعل ذلك في المناطق العربية السورية المحاصرة؟ 

(يسألني هذا السؤال وكأنني سفير أمريكا في المنطقة)! 
رابعاً- إنني أقوم باستعراض عضلات وطنية كاذبة وأتسلق على الثورة.
متفرقات: 

وقال واحد: أنت يا خطيب بدلة لا يحق لك ذلك لأنك، قبل الثورة، كنت تكتب في جريدتي البعث والثورة!
وقال ثان: أنت عضو في الائتلاف، والائتلاف فاسد، لذلك يجب عليك أن تخرس.

وقال ثالث: الأكراد انفصاليون، ولا يريدون أن يبقوا في سورية، وحلال على داعش ما يفعله بهم.

ملاحظة: هذا ما كان من أمر أحفاد حافظ الأسد، ولكن، للحقيقة، يوجد عدد كبير جداً من الأصدقاء السوريين يؤلمهم جرح كوباني، مثلما يؤلمهم جرح بانياس ودوما ومعرة النعمان ودير الزور... وقد عبروا عن موقفهم النبيل تجاه هذه المأساة بكل وضوح.

ويضرب حافظ الأسد هو وأحفادو.
  
 

 

من كتاب "زمان الوصل"
(121)    هل أعجبتك المقالة (142)

نيزك سماوي

2014-10-25

قال لي أحد أصدقائي عندما فطس المجرم المقبور عميل كوهين : أنه سيحكم سوريا أربيعن سنة عبر أحفاده فقلت لهم ومن هم أحفاده فقال : الذين كانوا يخافون منه وسيبقى يخالفون منه حتى لو كان في قبره وعظامه مكاحل ، العمى يعني لسع 25 سنة باقي حتى يندسرو أحفاده ، أما ترهات وتعليفات التي ترد فأكثرها موجهة من عناصر مخابراتية في فروع العصابة وهم مكلفين بهكذا ردود لتشويه صورة الشرفاء.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي