ناقش مجلس الشعب في الجلسة التي عقدها مساء اليوم خطة وزارة الإعلام لعام كامل يبدأ من بداية الشهر الجاري.
وقال الدكتور محسن بلال وزير الإعلام إن الإعلام الوطني السوري نجح في الرهان وأصبحت الرسالة الإعلامية التي قدمها ويقدمها ذات مصداقية عالية لأنها نقلت مواقف سورية الشجاعة وصوابيتها تجاه جميع القضايا مؤكداً أن الإعلام السوري ترجم بكل مسؤولية الوقفة المشرفة للسيد الرئيس بشار الأسد وحاول أن يرقى الى مستوى تلك الوقفة من خلال عمله على كل الجبهات ليقدم الحقيقة ويعري كل المشاريع المشبوهة ويسقط الاقنعة ويدافع عن الاهداف بثقة ومنهج عاليين.
وأوضح وزير الاعلام أن وزارة الاعلام عملت خلال المرحلة الماضية على تطبيق الخطط الموضوعة لتطوير الاعلام الوطني بشقيه الرسمي والخاص ليتمكن هذا الاعلام من توفير صورة موضوعية عن سورية التي تعمل بجد لبناء وطن عزيز قوي منيع ومزدهر مشيراً الى الخطوات الاساسية التي أنجزتها الوزارة لإطلاق خطة تطوير نوعية في الأداء الاعلامي والإدارة بهدف امتلاك القدرة على إظهار الموقف السياسي السوري من مختلف التطورات والدور الذي تحتله سورية وقيادتها على المستويين العربي والعالمي ومواكبة ما تشهده سورية من تطورات اقتصادية لمخاطبة الرأي العام العالمي وتعريفهم بسورية وثوابتها وقيمها وفرص الاستثمار الاقتصادي فيها. وقال الدكتور بلال إن أهم الخطط التي عملت الوزارة على وضعها ونفذت جزءاً منها هي تطوير الإعلام السوري وأداء المؤسسات الاعلامية التابعة لها مشيراً الى ما أنجزته الوزارة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية خلال قمة دمشق من مركز إعلامي متميز كان الأكبر على مستوى القمم العربية التي عقدت حتى الآن وتسهيل عمل الإعلاميين الذين شاركوا في القمة والذين تجاوزوا الـ1200 صحفي وإعلامي حيث حققت الوزارة ومؤسساتها إنجازاً للوطن نفذها أبناء الوطن.
وأوضح وزير الاعلام أن الوزارة بدأت بتنفيذ توسيع ملاك الادارة المركزية وتم إحداث مديرية للاعلام الداخلي للإشراف على وسائل الإعلام الداخلية وشكلت لجنة موسعة تضم عناصر من الجهات الحكومية وغير الحكومية لتعديل قانون المطبوعات وتطويره بما يتلاءم مع التطور الإعلامي الذي شهدته سورية حيث أصبح مشروع القانون الذي أخذ بكثير من الملاحظات التي قدمتها الجهات الإعلامية المختلفة جاهزة ليأخذ مجراه في الإصدار حسب الطرق الإجرائية.
وأكد الدكتور بلال أن الوزارة رخصت ومنذ صدور قانون المطبوعات رقم 50 لعام 2001 أكثر من 200 مطبوعة خاصة وباختصاصات مختلفة وما يصدر منها حالياً يتجاوز 150 مطبوعة ورخصت بناء على قانون الإذاعات التجارية الخاصة لثلاث عشرة إذاعة خاصة أصبح لها تواجد على الساحة الإعلامية. وأوضح أن الوزارة سعت مع الجهات المختصة لتحديد الأرض المناسبة لإنشاء مدينة حرة إعلامية وفق معايير وطنية وأن العمل جار لتخصيص الوزارة بالمساحة الكافية من أرض معمل إسمنت دمر وأنه تم الترخيص لقناة فضائية خاصة وأكثر من مطبوعة وفق نظام المناطق الحرة وتدرس حالياً طلبات ترخيص جديدة لمطبوعات وأقنية تلفزيونية فضائية.
وقال الدكتور بلال ان الوزارة تعمل على انجاز عدد من مشاريع القوانين منها مشروع قانون إحداث الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومشروع مرسوم لإعادة هيكلة المؤسسة العربية للإعلان وهناك لجنة مختصة تعد مشروع مرسوم إحداث مؤسسة عامة تختص بالانتاج التلفزيوني والإذاعي ورفعت مشروع مرسوم تشريعي لتمويل مديرية توزيع المطبوعات في مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر الى شركة عامة وفقا للقانون رقم 2 لعام 2005 وقد أحيل الى وزارة المالية لدراسته وسنعمل على إنجازه بالسرعة الممكنة.
وأضاف وزير الإعلام أن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تعمل على التوسع الكمي والنوعي للنشرات الإخبارية والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية وتوسيع ساعات البث المحلي من مختلف المحافظات وتطوير تغطية جلسات مجلس الشعب وزيادة حجمها والاعتماد على استخدام اللغة العربية وتطوير مساحة البرامج الرياضية وإطلاق قناة فضائية متخصصة بالدراما والثقافة والفن السوري وتأمين جميع المستلزمات التقنية لهذه الخطط. وأوضح الدكتور بلال أن مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع تركز في خططها على متابعة تطوير الصحف مضموناً وشكلاً على أن تعبر الصحافة الرسمية عن قضايا الوطن والمجتمع دون مبالغة أو تضخيم وتدريب وتأهيل المحررين وإيلاء صحف المحافظات عناية أكبر ووضع خطة لإعادة إصدار "سيريا تايمز" مجلة جديدة شكلاً وموضوعاً.
وقال وزير الإعلام إن الوكالة العربية السورية للأنباء ومواكبة منها لتطور عمل وكالات الأنباء العالمية تعمل على التحول إلى وكالة أنباء مصورة وحسب برنامج تنفيذي أدرج في الخطة الخمسية العاشرة على أن تستكمل الخطوات بحجمها مع نهاية 2010 وحققت الوكالة حضوراً بين وكالات الأنباء حيث زاد حجم الإرسال اليومي من 250 خبراً يومياً بشكل وسطي إلى 350 خبراً وارتفعت نسبة الأخبار المحلية من 40 بالمئة الى 60 بالمئة من مجموع الأخبار وترافقت الزيادة مع زيادة ملحوظة في الصور الفوتوغرافية.
وأضاف أن الوكالة نفذت خلال العام السابق مجموعة من الإجراءات على مستوى تطوير أدائها الإعلامي أهمها تفعيل عمل منظومة الرصد الإذاعي وتطوير موقع وكالة "سانا" على الإنترنت حيث تم إغناء الموقع وزيادة حجم الأخبار المحلية عليه مع تقديم خدمة النشرات المتخصصة اقتصادية وثقافية ورياضية ومنوعات ما زاد حجم المتابعين للموقع وأصبح مصدراً أساسياً عن سورية داخلياً وخارجياً إضافة إلى ما تقوم به الوكالة من توزيع للأخبار عبر شبكة الإنترنت. وأوضح الدكتور بلال أن وكالة "سانا" هيأت البنية التحتية اللازمة للاستفادة من الفائزين بالمسابقة لتشغيل محررين جدد وفعلت اتفاقيات التعاون مع وكالات الأنباء العربية والأجنبية وعملت على تنفيذ مخطط التدريب والتأهيل.
وأكد وزير الإعلام أن المؤسسة العربية للإعلان تعمل على تطوير الإعلان في سورية بشكل عام وتحقيق زيادة في وارداتها سنوياً وأن معهد الإعداد الإعلامي يعمل على تطوير المعهد وزيادة دوراته التدريبية وأن الوزارة تدرس إمكانات توسع عمله وإضافة مهمة البحوث الإعلامية مشيراً الى أن معهد الطباعة والنشر يعمل على تطوير مناهجه بما يتناسب مع تطور تقنيات الطباعة في العالم وحاجات هذه المهنة الحديثة.
وتحدث عدد من أعضاء المجلس عن أهمية ودور الإعلام الوطني في نقل مواقف سورية وثوابتها القومية إلى الرأي العام العالمي وتسليط الضوء على الانجازات التنموية والاقتصادية التي تحققها سورية في المجالات كافة مؤكدين أهمية التركيز على الاعلام الوطني للقيام بدوره في مواجهة الحملات الإعلامية المشبوهة التي تتعرض لها سورية. وأكد الأعضاء ضرورة إعادة النظر في هيكلية المؤسسات الاعلامية وكوادرها والعمل على تطوير وخلق إعلام متخصص في المجالات كافة لأن الإعلام هو الذي يساهم في تكوين وعي الناس ونشر الثقافة وتعزيزها ويعكس صورة سورية إلى الخارج.
وأشاروا إلى ضرورة الحرص على أن يكون الإعلام بناء وموضوعياً وذا مصداقية والعمل على أن يصل الخبر أو التقارير الاخبارية في موعدها والتركيز على بث برامج ثقافية متنوعة وجديدة وبعيدة عن التقليد والعمل على تطوير التلفزيون السوري ليكون بديلاً عن الفضائيات الأخرى وتمكينه من استقطاب المشاهدين.
وأوضحوا ضرورة وضع خطط واضحة لتطوير عمل المؤسسات الإعلامية لمواكبة التطور الإعلامي في العالم وتحقيق المنافسة في ظل الثورة الإعلامية مطالبين بتثبيت العاملين في الإعلام وأن يأخذ الإعلام دوره في تسليط الضوء على الموضوعات الوطنية المحلية ومنها قضية الجولان كقضية أساسية ومركزية.
وأكد الأعضاء أن الإعلام الوطني استطاع أن يقوم بدور متميز في نقل الوقائع والمواقف خلال عقد قمة دمشق ومواجهة الخطابات المضللة والمشوهة للرأي العام وإبراز صورة سورية ودورها ومواقفها المشرفة. ودعوا إلى إتاحة الفرصة للشباب لإبراز أفكارهم وآرائهم في الأعمال الإعلامية وتعزيز مفهوم المبادرة في العمل الإعلامي وإدخال أساليب جديدة للارتقاء بمستوى البرامج التلفزيونية وتطوير الأداء فيه وتأهيل الكوادر وتحديد ملاكات الصحف والقدرات البشرية والفنية ومعاملة الصحف المحلية في المحافظات إسوة بالصحف المركزية من حيث الاستكتاب والايفاد ودعم المراكز الإعلامية في المحافظات للارتقاء بأدائها وإيجاد فرص عمل لخريجي الإعلام وإعداد مشروع قانون ينظم عمل المؤسسات الإعلامية ووضع نظام داخلي لها والإسراع بتجهيز مبنى تلفزيون في حلب وإحداث هيئات استشارية للاستفادة من خبرات المتقاعدين الإعلاميين في المؤسسات الإعلامية والحفاظ على اللغة العربية الفصحى وتجسيد الإعلام لحقيقة أن الصحافة سلطة رابعة وان تكون عوناً للحكومة في أداء خططها والتأكيد على متابعة الإعلام للحياة التشريعية.
وبعد ذلك أجاب الدكتور بلال على أسئلة الأعضاء مؤكداً أن الجهود تبذل لتطوير الإعلام السوري. وطالب رئيس مجلس الشعب وزارة الإعلام بمتابعة تنفيذ ما ورد في الخطة المكتوبة والأخذ بعين الاعتبار ما طرحه الأعضاء حول تطوير الأداء الإعلامي بما ينسجم مع خطة الوزارة. وكان المجلس قد أحال أسئلة الأعضاء الخطية إلى مراجعها المختصة عن طريق رئاسة مجلس الوزراء.
مجلس الشعب يناقش خطة وزارة الإعلام لعام كامل
زمان الوصل - سانا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية