كشف "أبو مارية القحطاني" الرجل القوي في "جبهة النصرة" أن تنظيم "الدولة" أفشل حملة كانت تستعد للتوجه إلى حمص وفك الحصار عنها، انطلاقا من المنطقة الشرقية في سوريا.
"القحطاني" الذي كان الرجل الأول لجبهة "النصرة" في المنطقة الشرقية، وقاضيها العام، قبل أن يتم عزله، اتهم البعض بـ"الدروشة الفكرية"، وسعيهم للجمع بين الحق والباطل بحجة المصلحة، في إطار تعليقه على من يحاول تقريب الفصائل مع تنظيم "الدولة".
وعرض "القحطاني" لمجموعة من المواقف والآراء، التي عايشها أو استنبطها من واقع احتكاكه الفعلي بالفصائل المحسوبة على التيار الجهادي، لاسيما تنظيمي "النصرة" و"الدولة".
وقال "القحطاني": هناك من هو مازال داعشي الهوى ولكنه لم يعلن منهجه رسميا، وهو يتعاطف معهم (الدولة) ونخشى أن يكون كالذين بقوا داخل النصرة لنصرة الدواعش والتثقيف لهم"، داعيا إلى "تطهير الصف" من هؤلاء.
وتابع: "ليس لأحد أن يجمع بجيشه ما بين علي وبين ابن ملجم (الخارجي قاتل الخليفة علي)، فالغلاة خطر وجودهم على الأرض شر على المسلمين، وعلى المجاهدين فما بالك تركهم وسط الجماعة.. ترك الغلاة الخوارج وسط صفوف المجاهدين مخالفة شرعية،ولا علاج لهم الا الاستئصال".
واتهم "القحطاني" تنظيم "الدولة" بالسعي لإنهاء كل الجماعات وشراء الناس، معتبرا أن تقدمهم في العراق ما هو إلا "فتوحات وهمية"، حيث "تُرك لهم المال والسلاح؛ كي يتوسع نفوذهم وينتشر مذهبهم ليشوه صورة الجهاد بل والإسلام".
ولاحظ أن هناك هناك جماعات وأفرادا يتعاطفون مع التنظيم، وهذا يدل على "قلة الفهم والدروشة الفكرية".
وقال "القحطاني" إن الولايات المتحدة سارعت لتنقذ التنظيم عبر اتفاقها مع إيران لمنحه السلاح والمال لدحر القاعدة (النصرة) في المنطقة الشرقية "كونها الحاضنة الفريدة لها (للنصرة) ومصدر تمويلها"، حيث أيقنت واشنطن أن انتصار "المجاهدين في الشرقية سيسقط بشار"، كما سيتيح الفرصة لإقامة "الدولة السنية من البصرة للساحل وهذا خطر حقيقي".
واتهم "القحطاني" قادة الفصائل والجماعات بخذلان الشرقية، مستدركا: "جميع الجماعات لم تقف لأهل الشرقية وقفة شرعية بل ولا نخوة رجال، فقتل رجالهم وسيقت نساؤهم وهجرت والجميع يتفرج وسيتلوها الشمال قريبا؛ لأن عاقبة الخذلان أعجل عقوبة وسيذوق الجميع ماذاق أهل الشرقية، الذين باغتهم البغدادي وبدأ حربهم ليلة تجهيزهم لدخول حمص وهذه الحقيقة المرة".
وتابع: "جمعت النصرة ومعها الفصائل السنية قواها للدخول بمعركة حمص، التي كان يقودها الأخ صالح الحموي الذي خذله الجميع فأفشلت داعش تلك الغزوة بهجومها على مقرات النصرة، في الدير وكذلك في الحسكة حيث قتلت وأسرت المرابطين على ثغور البككة (العمال الكردستاني) فسلمت تل حميس وتركت البككة يقتلون ويغتصبون".
وأبدى "القحطاني " تعجبه من وجود "إخوة منهج" مازلوا يدافعون عن التنظيم، مؤكدا: "داعش هي من تسبب بذهاب حمص وعندنا العشرات من الشهود على أنهم من أفشل معركة حمص".
وبعد استعراضه لمواقف مشايخ وعلماء يكيلون بمكيالين، فيبررون للتنظيم انتهاكاته لأنه يبقى ضمن دائرة "المنهج"، بينما يسودون صحائف كتائب أخرى لمجرد أنها لا تنضوي تحت "منهجهم"، انتقل "القحطاني" للحديث عن التكفير، الذي تم التساهل فيه بحق الذين ثاروا ضد الظلم في سوريا، رغم وجود موانع كثيرة تمنعه، ورغم أن معظم ما كُفّر به الثوار لا يوجب التكفير، لأنه بني على "الزور والبهتان".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية