لم يعد الحديث عن مرتزقة "أجانب" يقاتلون في صف المليشيات الكردية ضمن "عين العرب" وحولها، مجرد إشاعات أو أحاديث عابرة، بعدما تم توثيق ذلك بصور عديدة وبتقرير لأحد القنوات العالمية من أرض الميدان.
مرتزقة من ألمانيا، وقبلهم من هولندا، وصلوا إلى سوريا تحت سمع حكوماتهم وبصرها، ليقاتلوا إلى جانب مليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذراع السورية لـ"حزب العمال الكردستاني"، المصنف في عدة دول بوصفه "منظمة إرهابية".
الملف الذي تابعته "زمان الوصل" في تقارير لوسائل إعلام أوروبية، هولندية وألمانية خاصة، أكد أن أعضاء من عصابة "ميديان إمباير موتورسيكل"، يقاتلون مع المليشيات الكردية ضد تنظيم "الدولة".
وتعود تسمية العصابة إلى "الإمبراطورية الميدية" التي بلغت أوج قوتها في القرن السادس قبل الميلاد، وهي إمبراطورية أسسها الأكراد، ومن هنا فإن أهم نشيد قومي كردي يشير إلى الأكراد بوصفهم "أبناء الميديين".
وتنشط العصابة في عدة مناطق من ألمانيا، حيث يشكل الأكراد غالب أعضائها، وقد سبق أن وصل بعض عناصرها إلى شمال العراق، للقتال ضد تنظيم "الدولة"، وعندما اندلعت الاشتباكات في "عين العرب" سارعت العصابة للمشاركة في المعارك، وبث أعضاء ومناصرون لها صورا وتعليقات تؤكد هذه المشاركة، بل وتفاخر بها.
ومن بين الصور لقطة لاثنين من العصابة، يحملان بندقيتين هجوميتين، وقد ارتديا سترتين عليهما شعار العصابة في ألمانيا، وعلى يد أحدهما وشم يثبت انتماءه لها.
ولكن "ميديان إمباير موتورسيكل" ليست الجهة الوحيدة التي تصدر المرتزقة إلى سوريا ومحيطها، فهناك إلى جانبها "نوسارندير موتورسيكل" الهولندية، والتي تحدثت تقارير صحافية عدة عن قتال عناصر منها إلى جانب المليشيات الكردية، وظهر أحد أعضائها بصورة جلية في تقرير مصور لقناة "آر تي" الروسية الناطقة باللغة الإنجليزية، تابعته "زمان الوصل".
وأوضح "رون" الذي لم يكشف عن اسمه الأخير إلى أنه مواطن هولندي جاء للقتال ضد "داعش" (لفظ داعش بلكنة قريبة من العربية).
وفي التقرير الذي بث يوم السبت 18 الجاري، ظهر "رون" بكل ثقة وهو يحمل بندقيته، وعلى ساعده وشوم تثبت انتماءه لعصبة "نوسارندير موتورسيكل".
تقارير الصحافة الغربية التي اطلعت عليها "زمان الوصل"، لم تخف اسهجانها الشديد من تساهل الحكومات الأوروبية وإغماضها العيون إزاء تدفق هؤلاء المرتزقة إلى سوريا، في حين أنها لا تتسامح أبدا مع أي تحركات أو حتى شبهات تشي بنية أحدهم للالتحاق بصفوف التنظيمات الجهادية.
ونقلت هذه التقارير عن المدعي العام الهولندي قوله، معلقا: "الانضمام إلى قوة مسلحة أجنبية كان يعاقب عليه سابقا، أما الآن فلم يعد ممنوعا، المحظور فقط هو الانضمام إلى جماعات تقاتل ضد هولندا".
وأبان المدعي العام أن المواطنين الهولنديين لايمكنهم القتال مع تنظيم "الدولة" لأنه "تنظيم إرهابي"، وكذلك لا يمكنهم القتال إلى جانب حزب العمال الكردستاني" لأنه "منظمة إرهابية" أيضا، دون أن يوضح لماذا لاتعد مليشيا "حزب الاتحاد" "إرهابية" بوصفها ذراع حزب العمال في سوريا، كما هي الحال بالنسبة لتنظيم "القاعدة" مثلا، وهو التنظيم الذي تصنف أي منظمة ترتبط به من قريب أو بعيد بأنها منظمة إرهابية.
لكن المدعي الهولندي قال بأن ارتكاب المرتزقة القادمين من بلاده أي جرائم مثل التعذيب أو الاغتصاب، سيعرضهم للعقاب، مستدركا: "يحتاج هذا إلى إجراءات يطول وقتها، وسيكون من الصعب جدا إثبات تلك الجرائم حال وقوعها".
وقد زارت "زمان الوصل" صفحة "ميديان إمباير متورسيكل"، حيث عرفت العصابة عن نفسها بأنها مجموعة منشقة عن "مونغلوز موتورسيكل جرماني"، بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، قائلة بأنها اختارت اسم "الميدية" بوصفهم محاربين أشداء، اشتهروا بترويض الخيول، "والفرق بيننا وبينهم أننا اليوم نمتطي الدراجات عوضا عن الخيول"، على حد قول المجموعة.
زما الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية