أحد ضحايا عصابة مصيب سلامة يروي لـ"زمان الوصل" قصة خطفه واحتجازه بــ"خنيفس"

ارتكب مرتزقة وميليشيات الشبيحة في ريف حماه الشرقي خلال سنين الثورة الثلاث، المئات من الجرائم بحق الشعب السوري عامة، وبحق أهالي حمص وسلمية وريفهما بشكل خاص.

ويتهم ناشطون "شبيحة السلمية"، والتي يتزعمها "مصيب سلامة" شقيق رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب أديب سلامة، وتضم أفرادا من عائلات (عفيفي، وحمدان، وسلامة)، وتتخذ من قرية "خنيفس" القريبة من "سلمية" مقرا لها، بالإضافة إلى حي المغر بالمدينة، -يتهمونها- بأنها تحتل المرتبة الأولى بالإجرام على مستوى الجرائم المرتكبة من قبل شبيحة النظام" في سوريا، فهذه "الميليشيا الطائفية" لم تترك جريمة بحق الإنسانية إلا وارتكبتها، وقد عبَر أهالي مدينة "سلمية" عن غضبهم من تصرفات "شبيحة سلامة" والإساءات اليومية التي تمارسها بحق المدنيين, والتعرض لهم بشكل يومي بالشتم والخطف والتعذيب والتصفية الجسدية، بمظاهرة كبيرة نظمت بمدينة السلمية بداية هذا العام.

في التقرير التالي تسلط "زمان الوصل" الضوء على جريمة واحدة من جرائم "شبيحة سلمية" المتعددة.

*مليون ليرة وسيارة كيا

السيد(ح-ح) موظف حكومي بمحافظة حمص، لديه سيارة خاصة كان "يسترزق" منها بعد انتهاء عمله، وفي أحد الأيام وقع صيدا ثمينا في شباك عصابة "التشبيح الأسدية" بالسلمية.

عن قصة خطفه يقول(ح-ح) لـ"زمان الوصل": بتاريخ 5-5-2013، توجهت من بلدتي بريف حمص الشرقي إلى السلمية، لإحضار قريب لي قادم من لبنان وأثناء العودة، وحوالي الساعة 5 عصرا، وبالقرب من مدرسة البادية لتعليم قيادة السيارات على طريق عام السلمية-الرقة، أوقفتنا سيارة سوداء نوع "توسان" عليها صورة بشار الأسد, وبداخلها خمسة أشخاص يرتدون زي جيش النظام، ومعهم أسلحتهم الرشاشة، طلبوا مني تفتيش السيارة والهويات الشخصية، وبعدها قالوا لنا: أنتم مطلوبون للأمن العسكري بحماة، قلت لهم: أنا موظف حكومي، وقريبي (ر-ح) قادم من لبنان، ولو كان مطلوبا لما وصل إلى السلمية، قالوا:"خراس لا تكتر حكي كلها 5 دقائق وترجعوا، الموضوع سؤال وجواب".

وأضاف (ح-ح) سرد مصيبته لـ"زمان الوصل" قائلا: أخرجونا من سيارتي الخاصة، نوع كيا ريو موديل 2009، وأخدوا المفاتيح، وقيدونا بالسلاسل سوية ووضعونا في سيارتهم وبدأت عمليات الإهانة والضرب بحقنا، وهم يجوبون شوارع مدينة السلمية، ويحتسون "العرق والوسكي"، وحوالي الساعة 11 ليلا توجهوا إلى مزرعة مهجورة بقرية "خنيفس"، ورمونا فيها، وكان في داخل المزرعة 7 أشخاص آخرين مكبلين، كل ثلاثة مقيدين بجنزير معدني واحد، أرجل وأيدي، مع غطاء كامل للعينيين.

وردا على سؤال "زمان الوصل" عن الطعام والشراب خلال فترة اعتقالهم قال: كل 40 ساعة كانوا يرمون لنا رغيف خبز ولترين من الماء، لكي لا نموت قبل دفع الفدية.. في هذه الفترة كانت مفاوضات تجري بين شقيق (ح-ح)، وعصابة التشبيح حول المبلغ المطلوب للإفراج عن المختطفين.

وعلمت "زمان الوصل" أن المبلغ الذي طلبته عصابة "سلامة" في البداية كان مليون ليرة لكل شخص بدون السيارة، ولكن "حنكة" أهالي المخطوفين، دفع عصابة سلامة للقبول بمبلغ نصف مليون لكل شخص مع سيارتهم.

*حادث سير أنقذهم من الموت

من المعروف أن "عصابات الأسد" في السلمية لا تفرج عن المختطفين بعد قبضهم الفدية، بل تقوم بقتل المختطفين، وإرسالهم جثثا هامدة لأهاليهم، ولكن حصلت حادثة مع (ح-ح) بعد أن دفع شقيقه المبلغ، مليون ليرة سورية للشخصين، عن هذه الحادثة يقول (ح-ح): في 23-5-2013، وبعد أن قبض "محمود عفيفي"، أحد رجال "مصيب سلامة" المليون ليرة سورية، حصل مشادة كلامية بين أفراد عصابة التشبيح، البعض يريد تصفيتنا، والبعض الآخر يريد الإفراج عنا، باعتبارنا من منطقة قريبة جدا من السلمية، في هذه الأثناء، دخل شخص وأخبر "محمود عفيفي"، بأن شقيقه دهس شخصا من عائلة معروفة ونافذة بقريتهم "خنيفس"، وإن مكان احتجازهم بمزرعة الدواجن، أصبح معروفا لكل أهالي القرية، وعليهم مغادرتها فورا، فقامت عصابة التشبيح في منتصف الليل بإخراجنا من المزرعة، ورمينا بغابة قريبة من القرية مع آخرين، وقبض علينا من قبل الأمن العسكري بالسلمية أثناء محاولة خروجنا من الغابة، وخضعنا للتحقيق عدة أيام، ومن ثم أفرج عنا.

وردا على سؤال أخير لـ"زمان الوصل" عن أسماء الأشخاص الذين كانوا محتجزين معهم بمزرعة الدواجن، قال (ح-ح): أبو محمد 55سنة من مدينة حمص، أبو علي 52 سنة من حلب، سالم وعامر 45و43 سنة من الحسكة، أبو صبحي43 سنة من إدلب، وهناك أربعة أشخاص من الرقة وديرالزور تم خنقهم بعد قبض الفدية.

وسبق أن نشرت "زمان الوصل" تسريبات كشفت جرائم عصابة "مصيب سلامة" في ريف حماه الشرقي قرب مدينة "سلمية".