لم تشفع لأبي سامي سنواته الـ90 أمام مرتزقة "جيش الدفاع الوطني" في مدينة "جبلة"، فاعتقلوه ضمن حملة مداهمات واعتقالات مازالت مستمرة في أحياء بالمدينة الساحلية حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.
وذكر ناشطون في "جبلة" أنه لا يمضي يوم دون اعتقال 5 أشخاص على الأقل، مؤكدين أن عدد المعتقلين من أبناء المدينة وصل الأسبوع الماضي فقط، 70 شخصا بينهم كبار سن ونساء أطلق سراح بعضهن مؤخرا، إضافة إلى 8 مخطوفين يتهم الناشطون "الدفاع الوطني" بخطفهم لابتزاز أهلهم بالمال.
وقال الناشطون إن المدينة الواقعة تحت سيطرة النظام صارت رهينة بيد "قوات الدفاع الوطني"، مشيرين إلى أن عناصره يقومون بعمليات الاعتقال والسلب والنهب دون أي رادع لها.
وتحولت صالة المدينة الرياضية إلى مركز للاعتقال والتعذيب، وسط غياب أي دور لفروع الأمن الرسمية في المدينة.
وذكرت صفحة "سانا جبلة" على "فيسبوك"، أن قوات "الدفاع الوطني" التي يتزعمها المدعو "آيات بركات"، موظف مدني في بلدية المدينة وينتمي للطائفة الموالية للنظام، تقوم بحملة اعتقالات "هيستيرية" لمن تبقى من شباب المدينة من خلال مداهمة منازلهم وسرقة محتوياتها وسيارات أصحابها المطلوبين لهم في حال عدم تواجدهم، إضافة إلى نهب بعض المستودعات التجارية لبعض تجار المدينة في وضح النهار، وأمام أعين الجهات الرسمية التي لا تستطيع ردع تلك القوات التي أصبحت تهدد السلم الأهلي في المدينة، كما يقول ناشطون. وتعمل على بث الرعب والقلق والخوف بين آلاف العائلات لإجبارها على ترك المدينة.
واعتبر مصدر من سكان "جبلة" أن تصرفات "الدفاع الوطني" بزعامة "بركات" من اعتقال وخطف وتخويف، خطة مدروسة بهدف "تغير الديموغرافية السكانية في المدينة، وتهجير من تبقى من أهلها الأصليين".
وكشف المصدر أن مرتزقة "الدفاع الوطني" بدؤوا الحملة الشرسة بعد مزاعم باكتشاف مخزن للسلاح في المدينة، ادعوا أنه "لتشكيل نواة عمل عسكري ضد قوات النظام في المدينة".
في حين نفى عضو في لجان التنسيق المحلية في "جبلة" تلك المزاعم، واصفا ادعاءات الدفاع الوطني بأنها "مسرحية هزلية أنتجت وأخرجت في مراكزهم لها غايات وأهداف محددة من قبلهم".
وكانت مدينة جبلة الساحلية من اوائل المدن التي دخلت ركب الثورة المناهضة لنظام الأسد بعد بانياس واللاذقية.
عروة السوسي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية