قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس إن توقع قيام تركيا بعملية برية منفردة عبر الحدود لإنقاذ بلدة عين العرب (كوباني) السورية من تنظيم "الدولة الإسلامية" أمر "غير واقعي".
وأضاف في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ينس شتولتنبرج "من غير الواقعي انتظار أن تقوم تركيا بعملية برية منفردة. نجري محادثات... وبمجرد التوصل لقرار مشترك لن تتردد تركيا في القيام بدورها."
ويبحث "ستولتنبرغ"، في أنقرة الوضع السوري اليوم الخميس، مع كل من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه، أحمد داود أوغلو، وعدد من المسؤولين رفيعي المستوى.
وأعلن "ستولتنبرغ"، الأسبوع الماضي، عزمه إجراء أولى زياراته إلى تركيا وبولندا، مضيفا أن الحلف يخطط لإبقاء منظومة الدفاع الصاروخي (باتريوت) في تركيا.
وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول الثلاثاء بوجود منطقة عازلة وآمنة وتدريب المعتدلين من السوريين والعراقيين لمواجهة الإرهاب.
ووصف أحمد داوود أغلو رئيس الحكومة التركية في مقابلة له مع قناة _سي إن إن الأمريكية_ الأسد بأنه أحد أكبر صانعي الإرهاب في المنطقة فقال:" يمكن أن نتدخل باستخدام قوات برية من التحالف الدولي لضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" في إطار استراتيجية شاملة تتضمن أيضاً استهداف نظام الأسد".
واعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أنّ "ما وصفته وسائل الإعلام بالشروط التي وضعتها تركيا للانضمام إلى التحالف الدولي، هي في حقيقة الأمر ليست شروطاّ بل احتياج أساسي يتطلبه واقع مكافحة الإرهاب في المنطقة".
وقال المتحدث باسم الائتلاف سالم المسلط إنّ معالجة الإرهاب بمعزل عن إرهاب الأسد لا جدوى منه، لأنّ وجود نظام الأسد هو المحرّض الحيوي والأساسي الذي أخرج مثل هذه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وسيساعد في حال بقائه على إنتاج تنظيمات متطرفة جديدة في المستقبل حتى ولو كانت تحت مسميات مختلفة.
وبينما اعتبرت واشنطن على لسان وزير خارجيتها "جون كيري" أن المنطقة العازلة تحتاج إلى دراسة معمقة، أعلنت فرنسا دعمها للفكرة إقامة منطقة من أجل حماية المدنيين.
وأوضح بيان للرئاسة الفرنسية، أمس الأربعاء، أن الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" ونظيره التركي "أردوغان"، أكدا في اتصال هاتفي ضرورة عدم تعرض سكان شمال سوريا لمجازر، ودعمه لفكرة أردوغان بإقامة منطقة عازلة في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا من أجل حماية المدنيين.
وفي السياق نفسه أعلنت الولايات المتحدة أمس الأربعاء أن الضربات الجوية لا تكفي لإنقاذ مدينة عين العرب (كوباني) السورية الكردية الحدودية مع تركيا وسط انباء عن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على ثلث المدينة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال الكولونيل البحري جون كيربي خلال مؤتمر صحافي إن "الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من ذلك، لن تحل المشكلة وتنقذ كوباني"، مضيفا "نعرف ذلك ولم نتوقف عن تكراره".
وأضح أنه لإلحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف "يجب أن تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة أو الجيش العراقي"، ولكن هذا يتطلب وقتا.
وتدارك المتحدث "لكن ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الأرض داخل سوريا. إنها الحقيقة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية