يدخل مهاجرو "داعش" وأنصارها "عين العرب"، لتكون بداية لدخول الجيش التركي الأراضي السورية، كما كان في إعدام الرهينتين الأمريكيتين "جيمس فولي" و"ستيفن سوتلوف"، السبب المباشر "للنخوة الأمريكية" التي لم تحركها مئات آلاف الضحايا بما في ذلك قتلى الكيماوي.
أسيحكم جيش بشار الأسد وشبيحته على ما تبقى من معابر حلب بعد سيطرته على "حندرات" و"سيفات" وقطع طريق الإمداد المتبقي على من تبقى من مقاتلين في حلب، كما فعل مع حمص من ذي قبل.
هل سيتوسع "حلف الحلفاء" ليضم من تبقى من يلفه التردد من سلاح طيران أوروبا الغربية لتورط واشنطن العالم بأسره في حرب يقال عن ديمومتها لسنين.
وغير ذلك من أخبار وضبابية تلف مصائرنا، أوصلتنا لحالة من الضياع ووصول بعض من تنطع ليدير زمام أمورنا لمد يده للشيطان الأكبر علّه ينقذنا من شياطين سوريا الذين يحفرون بغباء قبور مستقبل سوريا الواحدة، ووقوع حتى مثقفي الثورة في فخ المناطقية والطائفية للحد الذي زاد من التشكيك بأسباب ثورتهم.
أمام هذا الواقع الذي وصلناه، بإدراتنا أو مرغمين، تبدو ثمة أشياء ممكنة الفعل، لطالما تكتفي المؤسسات والأحزاب السياسية المعارضة بالتضرع والدعاء "ليقضي الله أمرا كان مفعولا".
أشياء، على الأرجح أن تستحوذ على رضى أطياف المعارضة، بعد أن اختلفوا على موعد انطلاق الثورة ويختلفون اليوم على رأيهم بـ"داعش" و"عين العرب"، ولكم تجادلوا حول شرعية الائتلاف والحكومة ومواقف الأصدقاء والداعمين.
لعل إحداث وزارة شباب ورياضة في الحكومة التي من المفترض أن يسمى رئيسها في أول اجتماع للهيئة العامة للائتلاف بعد تأجيل أكثر من شهرين وترك حكومة أحمد طعمة لتصريف الأعمال التي لايمكن تصريفها.
لماذا وزارة شباب؟
لأن معظم الثوار، أو من بقي منهم، بعد القتل والهجرة، من فئة الشباب، ولأنهم الشريحة التي يمكن التعويل عليها رغم أنها الأكثر إهمالاً وتشتتاً.
ولأن قسما ممن تبقى فقد إمكانية متابعة تحصيله العلمي، ووقع ضحية لمطبات واحتياجات، ليس المخدرات آخرها.
وأيضاً، لأن لا سوريا المستقبل دون إعادة بناء ما يمكن في هذه الفئات العمرية، وخاصة إثر الخيبات المتلاحقة من "مناضلي الأمس" وأقطاب السياسة.
قصارى القول: قد يكون من الأخطاء الكارثية خلال تشكيل حكومتي هيتو وطعمة إغفال وزارة تعنى بالرياضة والشباب، في حين انصبت الجهود وأغدقت الأموال على وزارات، من اطلع على عملها أو إمكانيات وصلاحيات القيّمين عليها، لأجهز على ما تبقى لديه من أمل.
فأن يُسمى وزير للنفط في معارضة لا تملك بئرا ولا حقلاً، ووزارة للتعليم عاجزة عن إسعاف مدارس من الإفلاس والإغلاق، وأخرى للثقافة لتدير الحراك والتفاعل الثقافي عن بعد...ويتم تجاهل الشباب الذين يضيعون من بين أيدينا، فهذا ما يصعب فهمه وتفسيره بعيدا عن نظرية الإهمال والمؤامرة واللاتخصص.
نهاية القول: بدهي أن الشارع، وإن خلال مراحل استثنائية وحروب كالتي نعيش، أن يلحق الحكومة، ومن أولويات الحكومة أن تقود الشارع الذي يحركه التكتيك، وقلما ينشغل بالاستراتيجي، وتسيّره في الغالب نفعيته وعواطفه، وفي مثل هكذا مشاريع، بداية لوعي قد يُذهب الشك عن نوايا "الساسة" بعد فقدانهم جل أرصدتهم ومصداقيتهم أمام السوريين، ويؤسس ربما لنواة موازية للجيش الوطني، ففي هذه الثنائية ضمان وإن بالحدود الدنيا، لسوريا لا تحركها أوهام ونفعيات من يعملون بالثورة ويعتاشون على أموال المهجرين ودماء الأطفال.
هي "شق نغم" ليس إلا، لتؤخذ هذه الوزارة باعتبار أصحاب الشأن والقرار قبل تسمية رئيس الحكومة..وربما فيما بعد للحديث بقية.
من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية