لم تكتفِ طائرات التحالف الإرهابي الدولي على الشعب السوري بقتل أكثر من مائة شهيد حتى اليوم في إدلب والرقة وحلب، بل ذهبت أبعد من ذلك حيث بدأت باستهداف البنية التحتية في سوريا للقضاء على أي معلم اقتصادي أو حضاري في البلاد، بحيث يتأكد الغرب من عدم قدرة الشعب على النهوض بسوريا خمسين سنة أخرى بل لنقل قرناً من الزمان.
وبينما استطاع السوريون تجنب طائرات السوخوي وصواريخ سكود في بعض الأحيان، أصبحوا غير قادرين اليوم، على الحذر من صواريخ التوماهوك التي تأتيهم فجأة وهم نيام. وسيمر عيد الأضحى هذا العام وهم يقتلون بكل أنواع الأسلحة الشرقية والغربية، حيث يستهدفهم الغرب ومجموعة أصدقاء الشعب السوري وروسيا وإيران وقوات الأسد وشبيحته.
تتجنب وسائل الإعلام المملوكة للغرب أو الواقعة تحت تأثير المال السياسي الحديثَ عن احتلال الأسد لعدد كبير من القرى في المدن الشرقية بعد هجوم طائرات التحالف عليها.
إذ إن الغرب أعلن صراحة أنه لا يريد إسقاط الأسد عسكرياً، وأن هدفه القضاء على التنظيمات الجهادية، وبالتالي، وبمجرد خروج تلك التنظيمات من المنطقة التي قصفتها طائرات العدو، تدخل قوات الأسد المكان على الفور وتعيد احتلاله. وهذا بالضبط ما نبهنا حوله منذ بداية الثورة، بأن أمريكا خاصة تبذل الجهد كله في سبيل الحفاظ على عميلها في دمشق.
تضاعف عدد النازحين بسبب "محبة الولايات المتحدة للشعب السوري، وبسبب صداقتها لهذا الشعب و خوفها على مصيره وحريته". إذ إن "التقدير الكبير الذي يكنه البيت الأبيض للسوريين، فرض على قوات التحالف قصف منازل الفقراء وتدميرها وتشريد ما تبقى من الثابتين في المدن السورية.
بالعودة إلى تدمير البنى التحتية، فقد قامت قوات الأسد على مدار ثلاثة أعوام تقريباً بقصف المعالم الاقتصادية والتاريخية في البلاد، خدمة للعدو وانتقاماً من أولئك الذين طالبوا بحريتهم، وتقوم الطائرات الأمريكية اليوم باستكمال المهمة في المناطق التي عجز عنها الشبيحة، فاستهداف معمل الغاز "كونيكو" في ريف دير الزور الشرقي لا يدل إلا على هذا، وإن تذرع العدو بأن المكان مقر لتنظيم الدولة لا يعفيه من أنه دمر منشأة بنيت بأموال الشعب السوري، وليست أي منشأة، فهذا أكبر معمل للغاز في سورية، وهو يغذي محطة توليد الكهرباء في حمص، التي تغذي بدورها عدة محافظات سورية بالكهرباء، بالإضافة طبعاً إلى تزويد حقل العمر النفطي بالطاقة. تحْتَ ذريعة ضرب مصادر تمويل تنظيم الدولة، تدمر طائرات التحالف صوامع الحبوب في مدينة منبج ومبنى المطاحن في المنطقة ولم تنس جامعة الاتحاد الخاصة فأتت عليها أيضاً.
استهدفت طائرات التحالف عدة مصافٍ للنفط في مدينة الرقة كمصفاة الحج ومصفاة البلو ، كما استهدفت حقول الغاز الطبيعي في الريف الجنوبي للحسكة وكثيراً من حقول النفط، ومعمل الملح والعديد من المباني الهامة التي دفع السوريون ثمن تشييدها.
من المهم الإشارة إلى أن جميع المواقع التي تم تدميرها لم تكن لتضم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، إذ غادرها عناصر التنظيم كما هو معلوم لجميع المراقبين قبل بداية القصف، ولا يعني هذا إلا أن التحالف عازم على تدمير الشعب وحضاراته.
يدرك معظم السوريين أهداف التحالف الدولي جيداً، ولا يقبلون الاعتداء على الأراضي السورية من أي جهة كانت، لكن المحزن أن بعض أعضاء الائتلاف يظن أن غارات التحالف ستساعد على تقويض سلطة الأسد، لدرجة أن هادي البحرة أخطأ في وجهة الحج فذهب إلى الولايات المتحدة بدلاً من مكة، وليت حجه قُبل!
من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية