سوء المعاملة يدفع معارضا لمحاولة الهروب من النرويج إلى تركيا
تحتجز السلطات النرويجية منذ 9 أشهر ناشطاً سورياً في أحد مخيمات اللاجئين رغم أنه لم يأت إلى النرويج مهاجراً، ولم يخترها بلداً للجوء، وكان الناشط الذي -فضل عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة- في طريقه إلى نيويورك للالتحاق بإحدى جامعاتها قبل أن يتم توقيفه في مطار عاصمة النرويج "أوسلو" بحجة أنه لا يحمل "فيزا ترانزيت"، وتحويل ملفه لقسم خاص يتعلق بـ"العسكرة" بحجة التدقيق، وهو الآن محتجز في مخيم أشبه بالمعتقل في إحدى القرى الجبلية في النروج منذ توقيفه ومنعه من متابعة سفره، وكل ذنبه أنه شارك في بعض المظاهرات السلمية في حلب.
وعلى النقيض فإن الكثير من المؤيدين والشبيحة ومن بينهم أسماء معروفة ومتورطة بانتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال قمعية ضد الثورة، يتم منحهم اللجوء في النرويج بأسرع وقت، كما يقول الناشط المذكور.
ويروي لـ" زمان الوصل" ملابسات ما جرى له منذ بداية احتجازه قائلاً:
"كنت قادماً من تركيا إلى نيويورك، وكوني سورياً أحمل تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية غدوت موضعاً للشك، مما عرضني للتوقيف في مطار اسطنبول أولاً لمدة ساعتين حتى يتم التأكد من صحة التأشيرة، ولسوء الحظ كان علي تبديل الطائرة "الترانزيت" في العاصمة النرويجية "أوسلو".
وأردف الناشط قائلاً: "عندما أعطيت بوليس المطار في أوسلو بطاقة السفر وجوازي لم يسمحوا لي بمتابعة السفر إلى "نيويورك" بحجة عدم وجود "فيزا ترانزيت" معي، وطلبوا مني أن أقدم طلب لجوء في "النرويج"، وبقيت محتجزاً لدى شرطة المطار حوالي 3 ساعات كانت الطائرة خلالها قد غادرت، وبعدها أخذوني إلى مركز اللجوء.
زيارة السفارة السورية !
في مركز اللجوء قامت السلطات النرويجية بمصادرة كل أوراقه الثبوتية بما فيها بطاقته الشخصية وجواز سفره، وبعد فترة جاء إليه مترجم ليخبره بأن السلطات النرويجية ستعيد له جواز سفره في حال تقدم بطلب لجوء، وأنها ستمنحه إقامة نرويجية خلال أسابيع قليلة فوافق على ذلك مرغماً.
ويتابع محدثنا: "بعد انتظار دام لـ 8 أشهر أبلغوني أن ملفي أصبح في قسم خاص بالعسكريين رغم أني مدني، وغادرت سوريا قبل بدء الأعمال المسلحة. وتم إجراء مقابلة ثانية أبلغوني فيها أني قد اضطر للانتظار 6 أشهر أخرى، فما كان مني إلا أن طلبت منهم سحب طلب لجوئي وإعادتي إلى تركيا".
ويستطرد الناشط المحتجز: "بعد ذلك أبلغوني أنهم لن يعيدوا لي أوراقي وأنه يتوجب عليّ زيارة السفارة السورية في "ستوكهولم" لتسوية وضعي وإصدار جواز سفر جديد حتى يسمحوا لي بالسفر، بحجة أن جواز سفري مزور، رغم أني سافرت عبر أربع مطارات دولية وأحمل فيزا أمريكية على نفس الجواز.
اهرب من النروج ولكن اترك جوازك!
وحول تفسيره لحرص السلطات النرويجية على تقديمه طلب لجوء لديها قال: هم حريصون على هذا الأمر مع كل اللاجئين السوريين، وهذا السؤال الذي لم أجد له تفسيراً، مما أسأل المحقق أثناء إجراء تحقيق ثان معي:"هل الحل الوحيد أمامي هو الهرب؟" فكانت ردة فعله الابتسام وقال لي "نعم".
وكشف اللاجىء المحتجز أنه يبحث حالياً عن طريقة للهرب إلى اليونان وبعدها إلى تركيا، لأن الحياة في المخيم لا تطاق، وهو أشبه بمعتقل أو منفى- بحسب تعبيره– وعدا الطقس البارد جداً والتعامل البعيد عن الإنسانية، فالبوليس النرويجي يقوم بمداهمة المخيم باستمرار وخاصة في أوقات الليل، ويمارس بحق اللاجئين تصرفات تعتبر بمثابة انتهاكات لحقوق الإنسان.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية