أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

والله وكبرتي يا أصالة.. خطيب بدلة

ثمة خبر صغير تناقلته وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء الفائت ينص على أن عناصر الأمن العام اللبناني في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت قد أوقفوا الفنانة السورية أصالة نصري، لوقت قصير لم يتجاوز ساعة من الزمن، ثم أعادوا إليها جواز سفرها وتركوها تذهب إلى الفندق الذي ستقيم فيه، وبكل احترام. 

ويشير الخبر إلى أن هذا الإجراء كان بسبب دعوى قضائية رفعها عليها محامون سوريون غيورون على المصلحة الوطنية العليا، لقاء تهم بسيطة أقرب ما تكون إلى "الجُنَح" وجهوها إلى أصالة، منها:   

1- الخيانة العظمى.
2- إهانة الدولة السورية.
3- التعامل مع العدو الإسرائيلي!!

استطاع هؤلاء المحامون، بهذا العمل الجريء، تبييض صفحة المحامين السوريين التي سودها لفيفٌ من محامي محافظة حلب الذين كانوا يعتصمون، مع بداية الثورة السورية، يومياً، في القصر العدلي بحلب مطالبين بالحرية! (وكأن البلد ما فيها حرية)! وأكثر من مرة دعوا إخوتهم في النقابات المهنية الأخرى للانخراط بالثورة! (وكأن البلد كان ناقصها حثالات مهنية، وكان ناقصها ثورة)!... وحينما أوضح قائدهم التاريخي بشار الأسد للرأي العام أن كل متظاهر سوري يخرج إلى الشارع أو ينفذ اعتصاماً في مكان مغلق، يقبض من الاستعمار والإمبريالية والرجعية العربية مبلغ ألفي ليرة سورية، لجأ محامو حلب إلى الاستهزاء بكلام السيد الرئيس (تخيلوا!)، إذ خرجوا في مظاهرة ضمن القصر العدلي، وبدلاً من أن يهتفوا (ال ما بيشارك- ما في ناموس) راحوا يهتفون بكل صفاقة: (ال ما بيشارك- ما في ألفين)!

ذكرني هذا الخبر الصغير في حجمه، الكبير في مدلولاته، بلقطات صغيرة من برنامج "غداً نلتقي" الذي كان يُعطى الحَقُّ بإعداده للإداريين الكبار في التلفزيون العربي السوري، وللمقربين من السلطة الإعلامية، لأنه يحتاج- فقط- لموظف في مكتبة الأشرطة بارع، يعرف كيف يولف لقطات للطبيعة الصامتة مع لقطات تمثيلية فكاهية، مع كشة حمامات يطرنَ بطريقة (slow motion)، يُتَوِّجُها بأغنية بالأبيض والأسود،... هوب...، وإذا بالمدير أو الشخص المقرب من السلطة يقبض يومياً مبلغاً من المال لقاء هذا الإعداد الذي لا يحتاج لمجهود ويدخل في باب "التنفيعة"..

وكان هذا البرنامج يقدم لنا، في كل يوم تقريباً، لقطة فيها المطرب الرائع مصطفى نصري وهو يدرب ابنته الصغيرة "أصالة" على أغنية رائعة وصعبة وتحتاج إلى صوت قوي جداً غناها المطرب الكبير محمد عبد المطلب بعد حرب تشرين 1973، ويقول فيها: 

بتاخدني الأيام- تبعدني الأيام- لاكن روحي بتبقى- بتغني للشام- على طول الأيام يا عمي. 

كانت للبنت الصغيرة أصالة نصري كرامة خاصة عند جماعة الإعلام السوري، وجماعة النظام السوري، من أصغر رأس إلى أكبر رأس، وأنا أكاد أن أجزم، الآن، بأن المحامين الذين رَفَعوا على أصالة الدعوى المشار إليها، لو أنها تعرضت، في تلك الأيام، لمضايقة من أية جهة استعمارية أو صهيونية أو رجعية، لهبوا يدافعون عنها في المحاكم السورية واللبنانية الشقيقة، وفي الأمم المتحدة، وحتى في لاهاي، ومن دون أي أجر أو أتعاب! السبب في ذلك لا يخفى على أحد، وهو أن منظمة الطلائع العظيمة كانت قد ورطتها بأداء أغنية تدور فيها حول تمثال حافظ الأسد بكثير من التبجيل والتوسل.. أفلا تستحق منهم مرافعة بسيطة؟ أين ضاعت النخوة العربية إذن؟

البنت الصغيرة أصالة نصري كبرت، واشتهرت، وأصبحت من أهم مغنيات الزمن العربي المعاصر، ولكنها، وبدلاً من أن تمجد الديكتاتور الصغير بشار الأسد، وتمجد عملية القتل الممنهج التي يرتكبها هو وطغمته بحق الشعب السوري، ووعوضاً عن أن تساند الممثلة رغدة في مناشدتها السيد الرئيس بتوسيع عمليات الإبادة الجماعية بالكيماوي والكلور، راحت تؤيد الثوار.. يعني الحثالات.. وتطالب بالحرية.. (وكأن البلد ما فيها حرية)!

بيقي، برأيي، شيء واحد يجدر بالمحامين الفهمانين أن يفعلوه، وهو إقامة دعوة قضائية على عناصر الأمن العام في مطار الشهيد رفيق الحرير، لأنهم لم يقبضوا على أصالة، ويرسلوها مخفورةً إلى النظام السوري، ليودعها في سجونه ومعتقلاته أسوة بمئات الألوف من السوريين والسوريات الذين طاوعتهم أنفسهم بمعارضة ذلك القائد التاريخي.. المجرم! 
  

من كتاب "زمان الوصل"
(203)    هل أعجبتك المقالة (179)

واحد سوري

2014-09-27

... إلى الأبد ... ... حافظ الأسد.


ساميه

2014-09-27

حسب رأي عصابة الأسد؛ الثوار خونة وأرهابيين وكل معارض خائن وأرهابي وكل اللاجئين الذين هربوا هم أرهابيين وخونة وكل المنشقين من الجيش خونة وأرهابيين وكل واحد بينتقد العصابة فو متآمر وأرهابي ... بقى بدنا نفهم، مين بقي مو خاين وأرهابي ومتآمر؟.


ماهر

2014-10-17

ع قبالك يا أساذ خطيب ، لما بتكبر ... !.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي