أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الزيتون المكثف ينجح في سوريا والمخابرات ترفض إدخال "ملكة العرب" الاسبانية

165 شجرة بالدونم تنتج 900 كغ وزيته الأفضل عالميا

نجحت تجربة زراعة الزيتون المكثّف صنف "أربكينا" الإسباني بعد خمس سنوات من بدء زراعته في عدة مناطق سورية، ودون موافقة وزارة الزراعة التي تعارض دخول أي صنف جديد من الأشجار المثمرة بحجة أن زيتون سوريا وخضارها وفواكهها وحبوبها هي الأجود عالميا.

وذكر مهندس زراعي من القطاع الخاص السوري أدخل 3 آلاف غرسة زيتون إسباني بين عامي 2009 و2010م تهريبا من لبنان، من صنف (أربكينا) الذي يصلح للزراعة التكثيفية، أن التجربة نجحت نجاحا باهر ا رغم أن الظروف غير ملائمة في سوريا حاليا لا للتجارب الزراعية ولا غيرها.

وقال المهندس (غ-ر) الذي رفض الكشف عن اسمه كاملا، خوفا من بطش وزارة الزراعة إن الزيتون المكثّف زُرع في ثلاث محافظات سورية هي: ريف دمشق (الغوطة الشرقية)، حمص (القصير)، وحماه (الغاب)، وقد تمت زراعة حوالي 9 آلاف غرسة زيتون تم استيرادها من اسبانيا عن طريق لبنان في نهاية العام 2010م. ومن هناك أُدخلت تهريبا إلى سوريا، وبسبب الظروف الأمنية السيئة في حمص والغوطة لم نتمكن من مراقبة الغراس التي زُرعت هناك، ويعتقد بأنها ماتت بسبب العطش، أما الغراس التي زرعت بالغاب (3 آلاف غرسة) بريف حماه، فقد تم الاعتناء بها قدر المستطاع، ومنذ العام الثاني للزراعة بدأت الغراس بالحمل، وقد وصل في هذا العام إلى خمسة كيلو غرامات للشجرة الواحدة، وهو حمل اقتصادي نوعا ما بالرغم من قلة خبرتنا بهذا الصنف، وعدم تقليمه وإعطائه الأسمدة بصورة كافية.


وردا على سؤال "زمان الوصل" عن عدد الغراس التي زرعت بالدونم الواحد قال المهندس(ر-غ): في اسبانيا يزرعون بالدونم الواحد 200 غرسة كحد أقصى، ونحن زرعنا بالدونم 165 غرسة، وبحسبة بسيطة سيكون إنتاج الدونم هذا العام حوالي 900 كغ (x165=8255كغ)، وقد يتضاعف إنتاج الدونم من الزراعة التكثيفية للزيتون إذا وفّرنا الظروف الملائمة له كما في اسبانيا.

وردا على سؤال آخر لـ"زمان الوصل" عن الفرق بين الزراعة التقليدية للزيتون والزراعة المكثفة، وعن نوعية زيت الزيتون المستخرج من الصنف الجديد قال صاحب التجربة الأولى للصنف الإسباني في سوريا: الزراعة التقليدية للزيتون، وكما هو متبع في بلادنا تتراوح ما بين (10-30 غرسة) بالدونم الواحد، والغرسة التقليدية من الزيتون، لا تصل إلى الحمل الاقتصادي إلا بالعام العاشر للزراعة وخاصة بصنف الزيتون (الصوراني) المنتشر بكثرة بريفي إدلب وحلب بشمال سوريا، أما زيت الزيتون العائد للصنف الجديد في سوريا، فمعروف عالميا بأنه الأفضل عالميا لانعدام الحموضة فيه، وجودة المذاق حيث يطرح للاستهلاك مباشرة بعد عصره.


*البحوث ترفض الصنف لكنها تراقبه خلسة؟
الطريف بموضوع الصنف الجديد من غراس الزيتون (أربكينا) وتعني "ملكة العرب"، أن الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية السورية، والتي رفضت وبشدة إدخال الصنف المذكور إلى الأراضي الزراعية السورية، كانت تراقب على مدار السنوات الخمس الماضية، نمو الغراس بالغاب، وفي أحيان كثيرة كان يذهب مهندسوها مع صاحب التجربة إلى الغاب لمشاهدة الغراس، وهل حقا أن حملها يبدأ من العام الثاني للزراعة، والآن وبعد نجاح تجربة الزراعة التكثيفية للزيتون، وبالرغم من عدم توفر معظم شروط نجاحها، هل تقتنع البحوث العلمية الزراعية بالصنف الجديد الذي ينقل مزارع الزيتون السوري من الخسارة في معظم السنوات إلى الربح الدائم، وتسمح بإدخاله نظاميا؟ الجواب بالتأكيد لا، لأن الموافقة بيد الأمن وإليكم القصة من البداية.

*حكاية الزيتون المكثّف
توجد بمدينة قرطبة الإسبانية عائلة حمصية وحيدة تقيم هناك منذ 40 عاما، وقد لاحظ الدكتور (ع-ع) أحد أفراد العائلة الذي يتردد على مدينته حمص باستمرار الفرق الشاسع بين زراعة الزيتون في الأندلس، وبين زراعته في مدينته حمص، فأراد أن ينقل التجربة الاسبانية، والتي تعد الأولى عالميا في مجال زراعة أشجار الزيتون، وطرح الموضوع على بعض المهندسين الزراعيين فنصحوه بالبحوث العلمية الزراعية بدوما بالعاصمة دمشق...وبعد ثلاث سنوات من المراجعات قالوا له: راجع إدارة مخابرات "أمن الدولة" بدمشق بشأن الصنف الجديد من الزيتون.

وبعد مراجعة الإدارة المذكورة، واكتشاف محقق الفرع بأن المغترب الحمصي لا يدفع ليرة خارج الطريق رُفض طلبه، وضاع تعب ثلاث سنوات، وفيما بعد أدخلت الغراس عن طريق لبنان ونجحت التجربة، إلا أن الفرحة لم تكتمل فمعظم الغراس التي زرعت بالغوطة والقصير ماتت، وبالتالي توقف إقبال المزارع السوري على الصنف الجديد حتى تنتهي الحرب العالمية في سوريا.

ماهر رضوان - حمص - زمان الوصل
(865)    هل أعجبتك المقالة (1521)

رضا العيسى

2017-11-09

شكرا لإهتمامكم بهكذا مواضيع ولكن هل نستطيع الحصول على غراس من هذا الصنف.


حمزة

2017-11-30

بسم الله. إخواني انا جربت هذه النوعية لكنها نوعية فاشلة جدااا. صحيح تنتج لكنها ليست جيدة. الزيتونة تموت بعد ١5 سنة و انتاجها ضعيف بعد عمر عشر سنوات. انا انصحكم بانواع الزيتون التونسية فهل افضل ب كثير. الانواع الاسبانية تحمل الامراض احذروها.


حسان

2018-08-23

لابد من تجربتها واختبارها قبل التورط بغرسها لكن للأسف لاتوجد مراكز تطوير ولا خبراء وكل شئ عندنا تابع للسياسة حتى ربطة الفجل.


ناصر

2018-11-14

هذا النوع من الاشجار يثمر من العام الثالث ويمد محصول كبير وعمر الشجره لا يتجاوز 15 سنه وبعد تقلع وينزرع غيرها وبالتالي انتاج دائم اذا تمت الزراعة بالتناوب.


ابو علا السرمدي

2018-11-30

للاخوة سؤال هل يصلح أنواع زيتون أخرى مثل الكردي الزياتي يثمر في السنه ثالثه.


التعليقات (5)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي