أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عمليات تجسس جوية قامت بها طائرات أميركية وإسرائيلية وبريطانية انطلاقاً من العراق

العرب» تكشف تفاصيل الغارة الإسرائيلية على سوريا

كشفت مصادر أمنية رفيعة في جهاز المخابرات العراقي ببغداد النقاب عن أكبر عملية استخباراتية قادتها الولايات المتحدة على دمشق انطلاقا من الأراضي العراقية بمشاركة بريطانية إسرائيلية وكانت السبب الرئيس في قصف إسرائيل لمواقع سورية في منطقة دير الزور في سبتمبر 2007.
ووفقا لموظف رفيع في جهاز المخابرات العراقي يعمل في شعبة التنسيق والمتابعة المعروفة بالرمز «ش5 م12» تحدث لـ «العرب» -طالبا عدم الإشارة إلى اسمه- قائلا إن الولايات المتحدة تتخذ من مقر الجمارك العراقية القديم بمدينة القائم الحدودية 7 كيلومترات عن أول المدن السورية، مقرا لانطلاق سرب من طائرات التجسس المتطورة من طراز B3 وE-2D والتي تم تطويرها في ولاية مانهاتن الأميركية بهدف اختراق الأراضي السورية ورصد وتصوير عدد من المواقع المهمة في مناطق قريبة من الحدود العراقية، حيث تواجه إسرائيل صعوبة في رصد النشاطات العسكرية السورية فيها.
وأوضح المصدر أن أكثر من 65 طلعة نفذتها تلك الطائرات في غضون الشهرين اللذين سبقا الضربة التي وجهتها إسرائيل لموقع دير الزور السوري 70 كيلومترا عن الحدود العراقية والتي استقدمت خصيصا لهذا الغرض قامت بتصوير مطول لعدة ساعات لمواقع ومبان وقواعد تابعة للجيش السوري.
وتابع المصدر قوله «توغلت تلك الطائرات التي تحلق على مستويات عالية جدا بحيث تصعب على أجهزة الرصد السورية ملاحظتها لعشرات الكيلومترات داخل سوريا وتمكنت من التقاط صور ملونة لعدة مواقع قادت إلى القصف الجوي على تلك المواقع من قبل إسرائيل».
مشيرا إلى أن جميع التقارير التي زودتها تلك الطائرات أشارت إلى عدم وجود أي نشاط نووي سوري في تلك المنطقة وأن ما تم تحليله من الصور والنشاطات هناك بينت وجود مواقع عسكرية اعتيادية ومراكز تتعلق بدراسات الصحراء والبيئة وأخرى مواقع أهلية غير حكومية غير أن الأميركيين أعطوا الأمر أكثر مما يستحقه متذرعين بقرب الموقع الذي تم رصده على نهر الفرات ودخول أنابيب من نهر الفرات إلى الموقع وإقامة السوريين نقاط رصد مكثفة حول المرصد وأقنعوا الإسرائيليين بضرورة توجيه ضربة «للموقع الشاب قبل بلوغه» على حد وصفه.
موضحا أن عملية قصف الموقع سبقها إيفاد عدد من العراقيين المتعاونين المتواجدين في سوريا بغطاء اللاجئين المضطهدين إلى المنطقة المشار إليها لغرض جمع معلومات أكثر من الأهالي وشهود العيان غير أنها باءت بالفشل ولم يحصل الجانب الأميركي أو الإسرائيلي على أية معلومات جديدة قد تضاف إلى ما تم رصده من خلال طائرات التجسس سوى أن السوريين استثنوا المكلفين بالخدمة العسكرية من العمل في تلك المنطقة وحصروا حماية تلك المنطقة بكل من جهاز المخابرات وموظفين يعملون في دائرة تشرين بالعاصمة السورية دمشق وهو ما عزز موقف الجانب الأميركي الضاغط على إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لتلك المواقع.
وأوضح أيضا أن غرفة عمليات كاملة سبقت عملية توجيه الضربة بأسبوع واحد جرت في بغداد بين كل من دائرة مكافحة الإرهاب وجهاز المخابرات الأميركية واستخبارات الجيش الأميركي في العراق التابع إلى «المنطقة الغربية من العراق» وستة ضباط من الموساد الإسرائيلي وعدد من البريطانيين الذين اكتفوا بالاستماع وتقديم الملاحظات داخل السفارة الأميركية ببغداد. وأشار إلى أن عمليات التجسس والمراقبة لاتزال جارية حتى الآن بواسطة تلك الطائرات العالية الدقة والتي تعرف باسم التمساح «Crocodile»
والموقع المشار إليه في منطقة الجمارك العراقية القديمة لايزال محظور الدخول إليه من قبل أفراد الجيش العراقي أو قوات الأمن العراقية المعروفة باسم حرس الحدود العراقي.

العرب - عثمان المختار
(112)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي