أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انقذوا كوباني قبل وقوع المجزرة!.. د.شمدين شمدين

في خضم العاصفة، وعندما يشتد غبار الحقد وتتناثر حمى النفاق، تظهر من خلف السحاب، ملامح مدينة صغيرة، تسند ظهرها لريح الشمال وتبحر بخوف في فضاء الأمل، لأكثر من سنة وهي ترد سهام الغدر الجاهلي بأغاني النضال وأناشيد المقاومة، حينما نسي العالم اسمها أو تناسى أن هناك من يصارع قوى الظلام بشعاع النور، بقيت وحيدة وسط زوابع الخارجين من كهوف التخلف..


 كوباني (عين العرب) المدينة الكردية الصغيرة التي تعيش اليوم بصمت منتظرة مصيرا مجهولاً، فبينما يتوجه العالم بأنظاره ناحية العراق ينسى ما يحصل في الشمال السوري، ينسى إن هناك مدن وقرى لا تكاد تقوى على صد هجمات المرتزقة المستمرة منذ أكثر من سنة، كوباني التي مازال أكثر من 32 طفلاً من أطفالها محتجزين لدى تنظيم داعش دون أية معلومات عن وضعهم، تقاوم بمفردها وبأسلحة خفيفة سيل الأسلحة المتطورة التي نقلها الداعشيون الى الداخل السوري بعدما بدأت أمريكا ضرب مواقعهم في العراق، فهل ينتظر العالم شنكال أخرى، حتى يتحرك لنجدة المدينة الكردية الصغيرة في الشمال، أية مجزرة تنتظر السكان الكرد في هذه المدينة خاصة إن داعش تعتبر كل الكرد كفرة وحلفاء للصليبين، أكثر من أربعة عشر قرية كردية في محيط كوباني سقطت بأيدي داعش بعد مقاومة بطولية من قوات الحماية الشعبية الكردية لتصبح بوابات كوباني هشة أمام أسلحة داعش التدميرية القذرة وفيض المقاتلين الأجانب المتعطشين لقطع الرؤوس الذين يتدفقون يومياً على دولة الخلافة، أما تركيا التي تظهر يوماً بعد آخر مدى التخاذل والضعف تجاه داعش، ترفض حتى مد يد العون لهذه المدينة الواقعة على حدودها والمحاصرة من جهاتها الثلاث منذ أكثر من سنة، حيث تتهمها وحدات حماية الشعب بفتح الحدود أمام جرحى داعش، في الوقت الذي تغلقها في وجه الهاربين من قذائف التنظيم الإرهابي ،وأردوغان الذي توعد النظام السوري برد قوي بعد مجزرة الحولة لم نعد نسمع لصرخاته وخطبه اي صدى، بل تكررت المجازر واحدة تلو الأخرى على يد من سمحت تركيا لهم بمداواة جرحاهم في مشافيها وسمحت لهم بتجنيد الشباب وسط العاصمة أنقرة دون أن يتعرضوا لأية ملاحقة أمنية، وبالمقابل تجد داعش في الأراضي التركية المنفذ والمنطلق للقيام بعملياتها العسكرية ليس ضد النظام وإنما ضد الكرد السوريين بحجة تحالفهم مع النظام، وهي تتباهى اليوم بتحقيق الحلم المشترك بدولة الخلافة على الأراضي المجاورة لأشقائهم على الجانب الآخر من الحدود. 

لا يمكن والوضع في الشمال السوري ينذر بما هو أسوء، أن يبقى العالم بإنتظار وقوع مجزرة أخرى يذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء الكرد في كوباني ليصحو الجميع على حلبجة ثانية أكثر بشاعة وفظاعة، على أمريكا التي وضعت استراتيجيتها لمحاربة دولة داعش أن تلتفت الى الكرد السوريين الذين يعانون الأمرين من هجمات التنظيم على قراهم وبلداتهم ، الأقلية الكردية مهددة اليوم في أرضها وعرضها والسكان الكرد يعانون الخوف يومياً نتيجة المستقبل المجهول وسط تساقط القذائف وويلات 
الحصار، والسؤال الملح هو مالذي يدعو أمريكا لاستثناء وحدات حماية الشعب من الإمداد بالسلاح ؟

وهي القوة الوحيدة التي أثبتت جدارتها في مقاومة داعش ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية، هل هي تركيا؟ التي رفضت بالأمس الإنضمام الى الحلف الأمريكي لمواجهة داعش، اذا كان هذا هو السبب فإن أمريكا مجبرة على التفكير مجدداً بقائمة حلفائها في الشرق الأوسط وعليها أن تختار منهم من يؤمن بإخلاص بقيم الحرية والديمقراطية والإعتدال الديني وكل ما ينادي به العالم المتحضر.

الخطوات الأخيرة التي بدأتها وحدات الحماية الشعبية بالتعاون وإنشاء التحالفات مع كتائب من الجيش الحر كبركان الفرات، تبدو مفيدة للجميع فمن ناحية فإن انضمام وحدات حماية المرأة الكردية لهذه التكتلات سوف يبعد العناصر المتطرفة والأفكار المتشددة عن الكيانات الجديدة كما سيسمح للجيش الحر بالإستفادة من خبرة القوات الكردية القتالية المستندة الى مقاومة مستمرة لأكثر من ثلاث سنوات من الصراع , كما إن هذه التحالفات سوف تعطي شرعية لكلا الطرفين مما يستوجب مساندة العالم وأمريكا بالتحديد لهذا التعاون ودعم التشكيلات المشتركة بالسلاح والتدريب والغطاء الجوي لدحر داعش وحماية المدنيين العزل من خطر الإرهاب , وربما تغدو معركة كوباني إختباراً للجميع في هذا المجال.

أكاد اليوم أسمع صراخ أطفال كوباني , كما سمعت من قبل صراخ أطفال شنكال، وأستطيع رؤية الدمع في عيون الأمهات والخوف الذي ينتاب الأباء على مستقبل نسائهم وأطفالهم، إن التحذير من مجزرة قادمة ضد الأقلية الكردية في سورية أمر بالغ الأهمية، وعلى العالم التحرك قبل فوات الأوان كما ينبغي أن تتحرك تركيا سريعاً وتفك الحصار عن عين العرب (كوباني) وتعمل وفق قرار مجلس الأمن رقم 1270حيث إن أي مجزرة تقع للكرد هناك ستتجمل تركيا مسؤولية ذلك ولن يرحمها التاريخ وسيحاسبها العالم ولو بعد حين...

(133)    هل أعجبتك المقالة (132)

عابر سبيل

2014-09-19

ماذا عن جرائم الكرد بحق العرب في الحسكة وغيرها من المناطق وماذا عن القبور الجماعية التي ضمت أطفالا ونساء ورجالا من مختلف الأعمار وعائلات بأكملها تم ذبحها على يد وحدات الحماية الكردية, لماذا لم يأتي كاتب المقال على ذكره, ولماذا لم يأت على ذكر تحالف الكرد ضد المجاهدين في العراق وسورية ولاذا التباكي طالما انكم قررتم فتح هذه الحرب, أسئلة كثيرة بحاجة الى أجوبة..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي