
الإرهاب السنّي.. د. عوض السليمان

تأكدت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً أن السنة هم مصدر الإرهاب في العالم كله، ولذلك فهي وهم، يبذلون الجهد في محاربة أهل السنّة إسقاطاً للإرهاب ولتخليص البشرية من شروره.
الأسد ليس إرهايباً، قتل خمسة آلاف شخص بالسلاح الكيماوي، وزاد فوقهم ثلاثمائة ألف آخرين بالبراميل المتفجرة وصواريخ سكود، وذبح الأطفال واغتصب النساء، فاكتشفت أمريكا كما اكتشف العالم الغربي، أن الرجل ليس إرهابياً وأنه يستحق المكافأة على ما فعل، فسمحوا له بإجراء انتخابات هزلية منطلقاً نحو سبع سنوات أخرى في قتل السوريين والتضييق عليهم.
ولأن محمد مرسي من أخطر الإرهابيين الدوليين، قتل وخطف وسحل، تآمرت واشنطن عليه بمساعدة أذنابها في المنطقة العربية، فأطاحت به، ووضعت بدلاً منه الرجل الوديع المسالم عبد الفتاح السيسي ودعمته بالسلاح والمال.
المسلمون السنة يملؤون المعتقلات الأمريكية، فهم إرهابيون. كل الإرهابيين في "غوانتنامو" سنة، وبالصدفة ليس فيهم ولو شخص واحد من مذهب آخر أو طائفة أخرى. ومعتقل "أبو غريب" لا يضم إلا السنة وبالطبع تلك الكلاب التي تنهش لحومهم وهم أحياء.وليس في المعتقلات "دومري" واحد من الطوائف الأخرى.
من أدلة إرهاب السنّة ما فعلوه في سورية فقد دمروا البلاد وكانوا مسؤولين عن تهجير أربعة عشر مليون شخص!!. ومن أدلته ما فعله السنة في أفريقيا الوسطى فقام الغرب مشكوراً بالدفاع عن المواطنين، فسمح لهم ولبعض الجيوش التي تحمي البشرية بحرق السنة أحياء وتعذيبهم حتى الموت أمام الكاميرات.
وفي ميانمار تجاوز السنة كل الحدود على مايبدو، ولذلك صمتت الولايات المتحدة والغرب عن مناظر تعذيبهم التي يندى لها جبين الإنسانية، إذ أن أهون التعذيب هناك، أن يحرق الرجل جزءاً جزءاً وهو حي وأن يقطع بالشفرات المنثلمة وأن يُطعم من أعضاء جسده.
يجب أن تشكر البشرية الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب لأنهم قاموا بأعظم الأدوار في الدفاع عن الإنسانية ضد الإرهاب السني.
أفلا نشكر الأمم المتحدة ومجلس الأمن على فصل تيمور الشرقية، وضياع فلسطين، واحتلال العراق، وقتل مليون ونصف طفل عراقي وتسليم بغداد لإيران وميليشياتها. والسكوت

عما يحدث للشيشان، ناهيك عن تعذيب المسلمين في الفلبين وتركستان الشرقية؟ أ ليس من واجبنا أن نفهم اليوم لماذا دمّر الكيان الصهيوني المفاعل النووي العراقي لا المفاعل النووي الإيراني؟.
ألا نشكر "العالم المتمدن" على موقفه من الشعب السوري إذ ساهم، ولا يزال، وبمساعدة الأسد على تأخير انتصار الثورة السورية، ومحاولة القضاء على الشعب السوري نفسه بكل حضاراته وعراقته.
اليوم تجمع أمريكا وبعض دول أوروبا ذيولاً كثيرة خلفها، ومنها ذيول "إسلامية"، وتدمجها في تحالف دولي ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، متناسية سبب ذلك الإرهاب على فرض تصديقه بالطبع. وتتناسى أنها هي من منع السلاح عن الثوار السوريين كي لا يسقط الأسد، فتنشأ التنظيمات التي تبحث واشنطن عنها كذريعة لاحتلال المنطقة عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً. وتتناسى أيضاً أنها هي من غض الطرف عن كل بندقية بل عن كل رصاصة وصلت إلى سورية، وأنها لعبت أقذر الأدوار في سبيل تحطيم البلاد.
من العجيب انقلاب المفاهيم، لدرجة ان أمريكا داعمة الإرهاب وسنده، تدعي أنها تقاتله. أ ليس عليها أن تكف عن الإرهاب أولاً، وعن دعم التنظيمات الإرهابية قبل أن تعلن أنها تريد القضاء عليه؟.
من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية