أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صبرا وشاتيلا.. "بالذبح جيناكم"

ثلاثة أيام من الذبح والقتل وبقر البطن وتقطيع الأوصال، شهدها مخيم صبرا وشاتيلا الفلسطيني قبل 32 عاما من اليوم.

ثلاثة أيام تركت مسرح العالم متخما بالجثث.. جثث آلاف المذبوحين في المخيم، جثث "الأحياء" الصامتين عن الجريمة في شرق العالم وغربه، وجثث مزيفي الحقائق ومزوي التاريخ.

هنا صبرا وشاتيلا.. هنا اختطلت الدماء، هنا طمست المعالم، وكاد المتورطون أن ينجحوا في تجسيد مفهوم "الجريمة الكاملة"، عبر اللجوء إلى تقاذف الاتهامات وخلط الأوراق، لكنهم كانوا كحال اللصوص الذين لم يرهم أحد عندما سرقوا، فيما سمعهم الجميع وهم يقتتلون على تقاسم المسروقات.

حاول "حافظ الأسد" النأي بنفسه عن المجزرة، كما حاول "إرئيل شارون"، كما حاول "إيلي حبيقة"، كما حاول "نبيه بري"، لكن صكوك البراءة التي كتبوها لأنفسهم بأقلامهم، لم تكن لتصمد طويلا.

فـتاريخ "حافظ" القريب، لما يزل مثقلا بإرث مخيم تل الزعتر الذي دكه 52 يوما متواصلة، ثم اقتحمه ليجهز على ما يقارب 3 آلاف فلسطيني.

وسجل "شارون" الحربي، ليس فيه حادثة واحدة تكذب "حمائميته"، التي ادعى أنها كانت دليله وهو يحاصر مخيم "صبرا وشاتيلا" ويقتحمه.

وسلسلة الجرائم التي نفذها "إيلي حبيقة" لصالح "حافظ" و"شارون" على السواء، لا تكاد تخطئها العين.
أما "نبيه بري"، فإن تاريخه -في تلك الحقبة على الأقل- تلخصه أعمال كتائب "أمل" الشيعية بحق اللبنانيين كما الفلسطينيين.

وبعد 20 عاما على المجزرة، كان على أحد منفذي مذبحة صبرا وشاتيلا أن يغادر مسرح الحياة مقتولا، وأن يضيع "غريمه" ويبقى قاتله مجهولا، تماما كما كان يحاول هذا المقتول من قبل أن يبقى جزارو "صبرا وشاتيلا" مجهولين!

قتل "إيلي حبيقة" ذات يوم من شهر كانون الثاني 2002 بتفجير "غامض"، ودفنت تفاصيل قتله مع جثته، لكن من حضروا جنازته أبوا إلا أن يكشفوا علاقتهم الحميمية به، فأوفد ابن حافظ (بشار) مندوبه السامي في لبنان حينها "غازي كنعان" لحضور مراسم التشييع والتعزية، وحضر ممثل رفيع عن "بري"، وآخر عن رجل بشار في لبنان الرئيس "إميل لحود"، حيث منح "لحود" القتيل وسام الأرز الوطني من رتبة "كومندور"، "تقديرا لعطاءاته من أجل لبنان". 

إيثار عبد الحق - من أسرة "زمان الوصل"
(424)    هل أعجبتك المقالة (478)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي