بدأت مؤخرا في سوريا عمليات تسويق محصول التفاح، وتشير التقديرات الأولية إلى أن إنتاج محافظة حمص لهذا العام من التفاح بنوعيه (غولدن وستاركن) يتجاوز 120 ألف طن، أي ما يعادل 25%من إنتاج سوريا من هذه الفاكهة الطبية، والذي يقدّر بـ450ألف طن سنويا إذا كانت الظروف الجوية ملائمة وقت أزهار الأشجار في الربيع مثل هذا العام.
وذكر المهندس الزراعي يوسف فرح-رئيس الوحدة الإرشادية بقرية رباح (45كم شمال غرب مدينة حمص) في اتصال هاتفي مع "زمان الوصل" أن موسم هذا العام من التفاح ممتاز، مؤكدا أن المحصول خالٍ من الإصابات المرضية.
ويقدر إنتاج منطقة ظهر القصير بالريف الغربي من حمص، والتي تضم قرى وبلدات (كفرام-رباح-فاحل-اوتان-مقلس والجويخات) بحوالي 100 ألف طن تفاح، أي ما يعادل عشرة أضعاف موسم العام الماضي الذي تعرض للصقيع وقت إزهار الأشجار، وأصيب بأمراض كثيرة.
وردا على سؤال لـ"زمان الوصل" عن واقع تسويق المحصول والأسعار قال فرح: الأسعار والتسويق سيئان جدا هذا العام, وإذا استمرت الأمور هكذا فالمحصول لا يجلب" همه"، فهل يعقل أن يكون سعر كيلو التفاح من النوع الجيد جدا 25 ليرة سورية عند المزارع, وسعره بالعاصمة دمشق /200/ليرة سورية؟ ا أما التسويق فهو أسوأ من الأسعار، فالتجار والسماسرة يتحكمون بنا، ومؤسسة الخزن لا تتسوق سنويا سوى /10/بالمائة من المحصول فقط، وفي هذا العام اشترطت علينا تأمين العبوات البلاستكية اللازمة للتعبئة، وهذا شرط تعجيزي، فالفلاح السوري في هذه الأيام الصعبة لا يملك قوت يومه، ومزارع التفاح خصوصا ومنذ عامين لم يقبض ليرة واحدة من حقله بسبب قلة الإنتاج والصقيع ا لذي ضرب الأشجار لعامين متتالين.
من جانب آخر علمت "زمان الوصل" إن أسعار التفاح، وعلى بعد خمسة كيلومترات فقط من "رباح" و"فاحل" أكبر قريتين تنتجان التفاح بمحافظة حمص, تصل إلى ستة أضعاف سعره في رباح، ولا يستطيع الفلاح في القرى المنتجة للتفاح تسويق محصوله هناك، بسبب حواجز الشبيحة وجيش الأسد التي قطعت أوصال المدن والقرى السورية، وزرعت الطائفية والحقد بين أبناء الشعب السوري الواحد.
وحدات الخزن مثل قلّتها
وردا على سؤال آخر لـ"زمان الوصل" عن وحدات الخزن والتبريد بالمنطقة قال المهندس فرح: تستطيع البرادات بالمنطقة تخزين حوالي 50 ألف طن تفاح، أي ما يعادل 50% من إنتاج المنطقة الغربية من حمص، ولكن انقطاع التيار الكهربائي معظم الأوقات، وعدم وجود مجموعات كهربائية لدى معظم وحدات التبريد تجعل عملية التخزين غير مجدية، هذا فضلا على غلاء الوقود وعدم توفرها، وأشار عيسى حنا –مزارع تفاح بالمنطقة إلى أن مزارع التفاح بسوريا يمر الآن بأسوأ الظروف، فالمحصول بأسعاره الحالية تناسب العام 2010م عندما كان الدولار ب/50/ليرة سورية، ولا تناسب الأسعار حاليا حيث تجاوز الدولار 180ليرة سورية.
أشجار القصير تموت واقفة
تتركز زراعة شجرة التفاح بحمص في ثلاثة مواقع رئيسية هي: "ظهر القصير" بريف حمص الغربي، بعض قرى منطقتي "تلكلخ" و"القصير" بريف حمص الغربي والجنوبي.
وتقدر الأشجار المزروعة بالمحافظة بحوالي /3,5/ مليون شجرة تفاح, منها حوالي مليون شجرة تفاح زُرعت بالسنوات الأخيرة بمنطقة "القصير" على ضفاف نهر العاصي، وقد دخل نصف العدد المذكور في طور الإنتاج.
وقد حاولت "زمان الوصل" معرفة إنتاج منطقة "القصير" هذا العام من التفاح، حيث وصل في العام 2011م إلى حوالي 20 ألف طن, فكان الجواب عن سؤالنا:"الإنتاج في هذا العام لا يتجاوز/1000/طن، ومعظم أشجار التفاح ماتت واقفة بسبب العطش والإهمال والحرق من قبل قوات الأسد التي اجتاحت "القصير" في العام الماضي, والسبب الأهم هو تهجير الفلاح القسري من أرضه بمنطقة "القصير".
حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية