أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اللبواني سادات المعارضة.. د. أسامة الملوحي

اللبواني

انتظرت كمال اللبواني بعد زيارته لإسرائيل ليتكلم ويردّ فلما ردّ على منتقديه هوى... زاد بعد الفعل فلسفة وتنظيرا وتأصيلا فكريا وسياسيا لما فعل فهوى والهاوية بلا قرار لأنه لم يضيء إشارات للعودة والتدارك والاعتذار بل أضاء إشارات الاستمرار...الاستمرار في مسيرته الساداتية أكثر وأكثر ليصبح كالذي أحاطت به خطيئته فأغرقته. وحتى لو لم يأبه له الإسرائيليون في المستقبل فسيفترض الناس له مؤامرات وتنسيقات سرية ومن حقهم أن يفترضوا.


يقول اللبواني: (مناقشة موضوع الزيارة يمكن أن يتم أيضا خارج النظريات والأيديولوجيات) فهو يفصل الآن بين الأيدلوجية الإسلامية الرافضة للاعتراف بالكيان الصهيوني وبين ما فعل رغم انه تبنى مؤخرا الأيدلوجية الإسلامية بشكل فاجأ الجميع واليوم يعتبرها نظريات بعيدة عن الواقع والضرورات والظروف وخارج (التقييم) المنطقي والحسابات العقلانية الدقيقة... 

ويستخدم اللبواني لغة البعثيين في رش المصطلحات ولوكها والعبث بها للف تركيز السامع وتدويخه ..يقول عن فعل النظام (مما شوش مفهوم الوطنية والنمط التقليدي للعداوات)...

ورغم أنه يؤكد أن زيارته لإسرائيل شخصية ولا ينوب فيها عن أحد ولكنه يشير إلى أن الشعب السوري المقهور (يسأله ويطلب منه استكشاف مخارج وحلول لما هو فيه )واللبواني يستكشف ويبحث عن ذلك في إسرائيل وهو بذلك يستخف بهذا الشعب ويستخدم البندقة السياسية ويتاجر بمعاناة الشعب ويتذرع بها كما فعل معاذ الخطيب من قبله....كلهم يستعملون اسم الشعب ومعاناة الشعب لإذلال الشعب وفرض الصغار والعار عليه مثلهم كمثل بشار في الاستهلاك والتسلق...ومن الذي أعطى اللبواني قيمته غير ثورة الشعب السوري العظيمة التي أطّرت نفسها بالقيم من أول لحظة...وهذه عند الثوار ليست أيدلوجيا وإنما فطرة وهوية واللبواني لا يأبه لهذه القيم ...قيم الثورة ..وغير ملزم بها ولا يهتم بالانتقادات من أطرافها وله خصوصيته في الرؤيا والتعامل مع (الشعب اليهودي ودولة إسرائيل )وهو يفعل ما هو مقتنع به ولا يرضى غير ذلك...إنه كمعظم المعارضين في الخارج لا يحترم الثورة وقيمها ولا يحترم رأي الثوار وإرادتهم... ولا يحترم أحدا من الذين عرفهم وعرف مواقفهم واستقلاليتهم عن أي تبعية.

وبما أن اللبواني يقول أن النظام المخادع يعلن المقاومة كذبا ويجري التفاهمات مع المشروع الصهيوني فكيف يتصل ويجسّر مع الذين أبقوا بشار وضغطوا لإبقائه واللبواني يعلم ذلك يقينا وصرح به مرارا.
ويتكلم اللبواني عن المعارضة وينسى أنه منها في كل المراحل كفاعل أو كشاهد ويقول أن المعارضة المؤتلفة تقوم بما يقوم به واكثر ولكن بشكل سري جبان ولمصالح شخصية من دون مشروع وطني. فلم لم يكشف عن ذلك من قبل ولم لم يصرح ويفضح هل كان خائفا أم طامعا؟.

ومن هو الذي يمثل الرأي العام الذي يحترمه ويأبه له اللبواني؟. هل هم الذين يوافقونه ويرضون بما فعل .. فليعلم ان الرأي العام للثوار والمجاهدين ضد ما فعل وضد ما برر وبربر وإن شاء أطلعته بما يقنعه على آراء ثقات عاملين صادقين ووفق عينات إحصائية علمية رصينة.

أما تجنب انزلاق المجتمع الدولي نحو التعاون مع النظام بذريعة مكافحة الإرهاب فأمر نعمل عليه في الداخل والخارج منذ ثلاث سنين ونصف واللبواني مطلع على مشاريع في ذلك منها حملة مقاضاة للإدارة الأمريكية لإمهالها ونفاقها وفي تنفيذ هذه المشاريع قيدتنا الإمكانيات ووثائق السفر القادرة وغير ذلك .

وعلى اللبواني أن لا يجزم بأن صانعي القرار في اسرائيل ...ولو سعى اللبواني إلى الحصول على جلسات استماع له في الكونجرس الأميركي بعد مجزرة الكيمياوي منذ سنة وشهر لصدقنا ادعاءه ...لقد كان الباب يومئذ مفتوحا على مصراعيه لأي معارض لينتزع (قرار ضرب بشار) من الكونجرس ولكن القادرين لم يتحركوا ومنهم اللبواني الذي له علاقات قديمة وحديثة بالأمريكان تمكنه من دخول الكونغرس لإسماع وإقناع من كانوا فعلا يبحثون عمن يقنعهم ولكن الذي أقنعهم زورا هو بشار القزم ..أقنعهم منذ ذلك التاريخ أن الذين يقاتلونه إرهابيون ومنذ ذلك التاريخ الأمريكان ومن معهم يتعاونون مع النظام ويصدقونه.... ويختم اللبواني (فالحملة الدولية على الارهاب التي ستنطلق لو تمت من دون تواجدنا ومشاركتنا في تصميمها ووضع وسائلها وأهدافها، ستكون حتما في خدمة النظام) وكيف سيكون لك وجود ومشاركة في التصميم والاهداف ..كيف وقد أحرقت صورتك وأنهيت تأثيرك وأنت بما فعلت وبررت لم تقطع الطريق على النظام المجرم بل قطعت الطريق على نفسك وحظيت بمقاطعة واسعة شديدة من شعبك ولا توحي للمتابعين أنك كما تقول تعاونت ونسقت وتشاورت مع شريحة واسعة من الشعب الثائر... فالشعب الثائر في واد وأنت في واد أخر ..إنه شعب ثائر عظيم فجر ثورة عظمى لها قيمها ولها خطوطها ولكنكم لا تنظرون وعن السمع لمعزولون...سلام على شهداء ثورتنا العظمى ..والله أكبر.

(128)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي