أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل المنطقة على موعد مع خازوق تاريخي تقوده داعش؟... د. فيصل القاسم

كم كان وزير الدفاع الإسرائيلي الشهير موشي ديان على حق عندما قال قولته المشهورة: "العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل"! ونحن نقول كم ذاكرتنا العربية والإسلامية قصيرة كذاكرة السمكة، فسرعان ما ننسى لنقع في نفس الأشراك التي لم نكد نخرج منها بعد. لماذا نكرر ببغائياً القول الشريف: "لا يـُلدغ المؤمن من جُحر مرتين"، ثم نسمح لنفس الأفعى أن تلدغنا من نفس الجُحر مرات ومرات؟

لماذا لم يتعلم الإسلاميون من تجربتهم المريرة في أفغانستان؟ ألم تخدعهم أمريكا بالتطوع في معركتها التاريخية للقتال ضد السوفيات ليكونوا وقوداً لها، ثم راحت تجتثهم عن بكرة أبيهم بعدما انتهت مهمتهم وصلاحيتهم، وتلاحقهم في كل ربوع الدنيا، وكأنهم رجس من عمل الشيطان، فاقتلعوه؟ ألم تعدهم أمريكا بالدولة الإسلامية الفاضلة التي ظنوا أنهم يسعون إليها في أفغانستان دون أن يعلموا أنهم كانوا مجرد أدوات لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ 

بالأمس القريب صفق الكثيرون لتنظيم القاعدة، واعتبروا قائده محرراً للمسلمين من ربقة الطغيان الداخلي والخارجي. وماذا كانت النتيجة؟ لقد تبين أن ذلك التنظيم وغيره، بغض النظر عن تطلعاته وأهدافه وطموحاته وشعاراته، تبين أنه كان مجرد حصان طروادة حقق الذين استغلوه الكثير من أهدافهم من خلاله. وما أن انتهى دوره حتى لاحقوه في كل بقاع الدنيا، لا بل وضعوا من ألقوا القبض عليهم من أفراد التنظيم في أبشع معسكر اعتقال في العالم ألا وهو "غوانتانامو". لماذا يكررون نفس الغلطة الآن، علماً أن الكثير من رفاقهم ما زالوا يقبعون في معتقل غوانتانامو، وينعمون بحسن ضيافة الجلادين الأمريكيين؟

ربما يقول البعض إن وضع "داعش" الآن يختلف عن وضع القاعدة أيام زمان. ولا مجال للمقارنة، فداعش هي سليلة تنظيم الزرقاوي الذي ترعرع في العراق وأذاق الأمريكيين وأعوانهم الكثير من الويلات، مما حدا بالأمريكيين إلى تصنيع ما يسمى بـ"الصحوات" لمواجهة تنظيم الزرقاوي. وهذا صحيح، لكن العبرة دائماً بالنتائج وبالمستفيد. ماذا استفادت المنطقة، وخاصة العراق من ذلك التنظيم. هل تراجع النفوذ الأمريكي والإيراني في العراق مثلاً؟ بالطبع لا. فما زالت إيران التي يدعي التنظيم أنه يعاديها تتحكم بكل مفاصل العراق وتتمدد في سوريا ولبنان واليمن والخليج. ومازالت أمريكا تحكم قبضتها على بلاد الرافدين.

 والسؤال الأهم: هل فعلاً دخل تنظيم الدولة الإسلامية إلى العراق من سوريا واحتل محافظة الموصل ومحافظات عراقية أخرى رغماً عن الأمريكيين، أم بتسهيل وغض الطرف منهم؟ ألم تكتشف الأقمار الصناعية الأمريكية بضعة عربات روسية دخلت أوكرانيا بسرعة البرق؟ هل يعقل أن تلك الأقمار لم تستطع اكتشاف جحافل السيارات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وهي تدخل الموصل وبقية المناطق العراقية؟ هل يعقل أنها لا ترى جماعات الدولة وهي تتنقل داخل سوريا، وتستولي على مدن ومطارات في أرض مكشوفة؟ صحيح أن الطائرات الأمريكية قصفت بعض مناطق داعش في العراق، لكن ليس كل المناطق، بل فقط المناطق التي تجاوزت فيها داعش الخط الأحمر المرسوم لها أمريكياً، وخاصة عندما توغلت باتجاه كردستان العراق حيث المصالح الأمريكية والاسرائيلية.

هل سيسمح العالم، وخاصة الغرب بقيام دولة داعشية بين العراق وسوريا بالطريقة التي تحلم بها داعش؟ ألا يُخشى أن يكون ظهور داعش وتمددها حلقة جديدة في سلسلة المشاريع الجهنمية الغربية المرسومة لمنطقتنا؟ أليس من حق البعض أن يعتبرها مسمار جحا جديداً في المنطقة تستخدمها القوى الدولية كحجة، كما استخدم جحا مسماره الشهير، لإعادة رسم الخرائط  وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ؟

أليس كل الجماعات التي يصفها العالم بـ"الإرهابية" استغلتها القوى الكبرى أفضل استغلال لتنفيذ مشاريعها في أكثر من مكان؟ فعندما أرادت أمريكا تأمين منطقة بحر قزوين الغنية بالنفط، فكان لا بد لها من احتلال أفغانستان. وماذا كانت الحجة؟ ملاحقة تنظيم القاعدة في أفغانستان. ذهبوا الى هناك منذ أكثر من عشر سنوات ومازالوا هناك. ألم تكن القاعدة هي الشماعة لاحتلال أفغانستان؟ حتى في غزو العراق استخدمت امريكا حجة وجود القاعدة هناك بالإضافة الى أسلحة الدمار الشامل. ألم تصبح الجماعات المتطرفة شماعة لكل من يريد أن ينفذ مآربه هنا وهناك؟ 

ألم يوظفوا تلك الحركات جيداً لتحقيق غاياتهم  الاستراتيجية؟  فبحجة الجماعات الإرهابية أصبحت كل منطقتنا مستباحة أمام القاصي والداني كي ينفذ كل ما يريد بحجة مكافحة الإرهاب؟ اليوم بإمكان الأنظمة الدولية القيام بكل الجرائم و الموبقات والخطط في المنطقة بحجة محاربة داعش، وبذلك تلقى دعماً كاملاً من شعوبها خوفاً من داعش، ولن يعارض أحد، لأن كل من يعترض يشتبه بصلته بداعش وبالإرهاب. وحتى لو بقيت الدولة الإسلامية، وتمددت كما يتوعد مؤيدوها، هل سيكون ذلك مجاناً، أم على حساب جغرافية المنطقة وخريطتها؟ 

ما هي الصفقات الدولية والعربية والإقليمية التي تتم من وراء الستار تحت شعار مكافحة إرهاب داعش؟ ألا يخشى أنه كلما ازداد تضخيم داعش إعلامياً كانت المنطقة على موعد مع خازوق تاريخي من العيار الثقيل؟ ألم يتم من قبل تضخيم خطر القاعدة، ثم انتهى قائدها مرمياً في البحر للأسماك؟ أليس من حق الكثيرين أن يخشوا الآن من تكرار السيناريو المعهود في سوريا ودول أخرى مجاورة تحت حجة مكافحة الإرهاب الداعشي؟ ألم يؤد ظهور داعش وأخواتها في عموم المنطقة إلى وأد الثورات العربية وأحلام الشعوب بالتحرر من الطغاة وكفلائهم في الخارج؟ ألا يؤدي إلى إنهاك المنطقة وشعوبها واستنزافها؟ هل تعلم تلك الجماعات أنها مجرد مسمار؟ هل التاريخ يعيد نفسه بطريقة فاقعة، ونحن نصفق كالبلهاء؟

(158)    هل أعجبتك المقالة (159)

النصر رغم انف الجميع

2014-09-08

يلا الاسف كنت اظن فيك صحة التفكير واتزان العقل بداية لقد ناقضت قولك بنفسك الغرب استغل الجماعات افضل استغلال ..................وهي اذاقت الامريكان الويلات ثانيا - الا تري العداء الواضح بين داعش وايران والشيعة حتي ان قتلاهم في ما سبق من المعارك بالالف اذن كيف تترك امريكا السلطة والنفوذ للشيعة وتسلطهم علي رقاب السنة لتضمن ولائهم لمصالحها ثم تسلط عليهم من تستغلهم من داعش وغيرها فيهددوا مصالحها بل يهددوا المنطقة باكملها واولها عملائها فيها 3- ثم متي كان الغرب وامريكا يحتاج لمبررات لحربه عي اي دوله ههههههههههههههههههههههههه هذه اضحوكة الم يعارض العالم كله حتي المنظمات الكرتونية المسماة دولية لحرب العراق وقامت المظاهرات في كل مكان ثم قامت امريكا بتدميره رغم انف العالم كله يا دكتور فكر في ما تريد كتابته وزنه بعقلك جيدا قبل الكتابة ..... وشكرا.


خالد

2014-09-08

لماذا تهويل امريكا وتصويرها على انها اقوى من رب العالمين الم تنهزم امريكا في العراق امام المجاهدين حيث قتل منها الاف الجنود مع الاف الجنود المعاقين وانسحبت مهرولة من العراق هربا من ضربات المجاهدين رغم ما معها من تكنولوجيا وتقنيات حديثة جدا وطائرات من دون طيار....... سؤال اليك يا فصيل و الى العقلاء لماذ امريكا تعتبر التدخل البري الامريكي ضد الدولة الاسلامية في التحالف الدولي الذي شكلته خط احمر لانها تعرف انها ستهزم وتعرف الجحيم الذي ينتظرها لكن قوادين الاعلام العربي ينظرون ان النصر من امريكا لكن اقول ان النصر من رب امريكا واقول كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله ليس باذن امريكا.......


احمد

2014-09-08

العملاء فقط هم سبب البلايا فلولا هم ما تدخل فينا الغرب وان تدخل جمعنا قوانا وحاربناه الناس تبيع الاعراض والشرف من اجل التقرب للامريكي ان لم تكن داعش فغيرها ولابد للمشعل ان يحمله احد ام لابد ان نكون فقط كما يريد فرعون ؟؟؟؟؟.


2014-09-09

كلام صحيححححححححح.


samy maher

2014-09-14

ملخص الحكاية أمريكا لم تقدر قوة تنظيم الدولة لذلك لم تهتم بها وظنت أن قوات المالكي والصحوات قادرة على صدهم ولكن الله أفشلهم 2- دعونا من الكلام المزيف بكلمة الغرب ونقول النصارى واليهود لا يخافون إلا من السنة 3- ماذا حقق تنظيم الدولة ؟ إقالة المالكي واستعادة أهل السنة في العراق لكرامتهم إثارة الرعب والخوف للشيعة ... حكام العرب السيطرة على كثير من المناطق والمواقع المهمة في سوريا 4- تنظيم الدولة يدعو لقيام دولة إسلامية بسوريا والعراق ولم يذكروا دول أخرى فلماذا يتحالف ... حكام العرب ضدهم 5- ماذا يخيف ... حكام العرب من تنظيم الدولة غير الخوف على الكراسي هم لا يعبئون بشعوبهم لو قتلوا عن بكرة أبيهم المهم الكرسي 6- أولى .... حكام العرب أن يعلنوا نصرة السنة في العراق وسوريا وتحريك جيوشهم لنصرتهم ضد الشيعة.


التعليقات (5)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي