أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

روح حافظ الأسد.. خطيب بدلة

صورة شهيرة التقطت في حمص بداية الثورة - وكالات

حدثت، قبل أيام، حادثة أعادت بي الذكرى إلى الأشهر الأولى للثورة، حينما وقع خلافٌ بالرأي بيني وبين بعض أصدقائي الفيسبوكيين حول روح حافظ الأسد.

ذلك أنني خرجتُ عن طوري، على إثر إحدى المجازر التي ارتكبها الجيشُ العربي السوري العقائدي الباسل بحق المدنيين في إحدى المدن السورية، فانتابني غضب عارم، وكتبتُ، على صفحتي، العبارة الشهيرة: "يلعن روحك يا حافظ"!...

الأصدقاء اعترضوا علي، بمحبة ومودة، قائلين ما معناه إن الرجل مات، وتوجيه اللعنة لروح الأموات ليس أمراً مستحباً.

دافعتُ عن نفسي، يومئذٍ، قائلاً إن السوريين الذين ثاروا على النظام الاستبدادي السوري بَدْءَاً من أواسط آذار- مارس2011، وأنا منهم، يعتبرون أن أصل البلاء كله كان في استيلاء الجنرال حافظ الأسد على الحكم في سوريا بانقلاب عسكري في (16/11/1970)، ثم قيامه بسلسلة من الإجراءات المخابراتية الدموية الرهيبة التي أدت إلى جعل سوريا جمهوريةَ رعب وراثية، استيطانية.. بمعنى آخر: لقد أقام حافظُ الأسد نظامَ الدولة السورية على الفساد، وجعله عصياً على الإصلاح، وأسس له مشروطية تتلخص في أن أي احتجاج شعبي يمكن أن يقوم ضده سينتهي بحرب أهلية تدمر سوريا تدميراً تاريخياً رهيباً.. وهذا، بالضبط، ما حصل في عهد وريثه بشار، وأنتم، رغم هذا كله، تستكثرون علي أن ألعن روحه؟!!

قالوا: لا، ولكن لا تنسَ أنك كاتبٌ، أديبٌ، ساخر؛ وأن لك عند الناس احتراماً وتقديراً، ومن ثم أنت قادر على انتقاد نظام حافظ الأسد، وتعريته بسخرياتك الفنية البارعة، وغير مضطر لاستخدام صيغة اللَعْن الشائعة (غير المبتكرة)!

اقتنعتُ- حقيقةً- بوجهة النظر الثانية، وأصبحتُ أمتنعُ عن توجيه اللعنات لروح حافظ الأسد، وإذا وجدتُ غيري يلعنُ روح حافظ الأسد أَضُنُّ عليه حتى بالـ (لايك)! وصرتُ أكتفي بانتقاده والاستهزاء به وبرجالاته.

وقد أيد هذا الموقف لدي هو أنني دخلتُ، في مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) 2013، إلى محرك البحث (GOOGLE)، لمطالعة السيرة الذاتية للشاعر العربي الكبير أحمد فؤاد نجم، لأكتب عنه لـ "زمان الوصل" وإذا بي أعثر على مقطع له يقول:

كنت في الشام، وكان فيه استفتاء على حافظ الأسد، شفت لافتة غريبة جداً مكتوب عليها: الصم والبكم (يقولون) نعم للأب القائد! فقلت لنفسي (دول بقى بيقولوها ازاي؟)..

فضحكتُ، من شدة إيلام المشهد، وتذكرتُ لافتة شاهدتُها في مدينة إدلب، بالقرب من منزلي، قد كتبت عليها عبارة: (نبايعك بالدم- إدارة نقل الدم!).

المهم، استمر الوضع عندي على هذا المنوال، إلى أن جاء شهر آب 2012، حيث تَوَجَّهَ رتلٌ من الدبابات والآليات المدرعة تقدر بثلاث وثلاثين آلية من إدلب نحو معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا بقصد استرداد المعبر من الجيش الحر، فتصدى له شبابُ معرتمصرين وإدلب والقرى المجاورة، ودمروه بالكامل... ومن وقتها ما عاد القصف يتوقف على معرتمصرين...

التقيت، ذات مرة، في مدينة الريحانية التركية، بأحد أبناء المدينة، وسألته: - إلى أين نزحت؟
قال لي: لم أنزح. أنا في معرتمصرين لم أغادرها.

سألته: ألا يوجد قصف؟
قال: بلى. القصف مستمر ليلاً ونهاراً! ولكننا تعودنا!
فوجدتُ نفسي أكتب على الفيسبوك، تلقائياً، ما يلي: أهل مدينتي معرتمصرين (تعودوا) على القصف. يلعن روحك يا حافظ الأسد!
وبتاريخ 16/7/2013، ولأن وريث بشار الأسد و"داعش" لم يتركا لنا في سوريا منطقة آمنة نسكن فيها، فقد ذهبتُ إلى شعبة الغرباء «اليابانجي شوبا- بولاية أضنة» للحصول على إقامة لمدة سنة... وبينما أنا أملأ استمارة الإقامة، بمساعدة صديق تركي، وجدتُ حقلاً كتبت فيه عبارة (الوضعية الحالية: مُلْتَجي)... وإذا بلساني يتمتم:
أنا ملتجي؟! يلعن روحك يا حافظ!
وفي أواسط صيف 2013، تمكن الجيش الحر من تحرير مدينة «أريحا» من قوات النظام الاستيطاني الأسدي، ووقتها جن جنون القوات النظامية وأصبحت أريحا هدفاً لقصف هائج حانق بالمدافع والصواريخ والرشاشات والبراميل المتفجرة... ووقتها لم يبق مواطن ريحاوي إلا ونزح.
في تلك الفترة... التقيتُ بأحد أبناء معرتمصرين، وسألتُه عن الأحوال... فقال لي:
- زاد الضغط علينا بسبب نزوح قسم كبير من أهل أريحا إلى معرتمصرين.
قلت له: كيف ينزحون إلى معرتمصرين؟ ألا يوجد قصف عليها؟
قال لي: بلى، يوجد قصف باستمرار، ولكن هنا القصف أقل!
(أصبح السوريون ينزحون إلى الأماكن ذات القصف الأقل... يلعن روحك يا حافظ!)!!
وأعود الآن إلى ما حصل قبل أيام حيث ألقى سلاح الجو الأسدي البراميل على ملجأ يأوي إليه المدنيون في بلدة الهبيط..
قلت لنفسي: لم يبق في سورية مكان آمن، ولا حتى الملاجئ..
ويلـعـ......

من كتاب "زمان الوصل"
(179)    هل أعجبتك المقالة (206)

مؤيد

2014-09-06

يلعن روحك ياحافظ.


واحد سوري

2014-09-06

خليتنا نهرب من بلدنا ... يلعن روحك ياحافظ.


@@علي الأزرقي العراقي@@

2014-09-06

صورة معبرة تماماً عن الحب الكامن في قلوب السوريين للملعون حافظ كوهين الوحش.


نيزك سماوي

2014-09-06

لعنت روحك في سري واليوم في علني وعلى الملاء أيها المجرم الخائن الواطي الحقير والله حتى نطالع عظامك حتى لو كانت مكاحل ونحاكمك لأنك السبب في كل ما جرى أنت السبب حتى لو فطست مثل الكلب فسوف تلاحقك لعنات الشعب السوري إلى الأبد يلعن روحك بصرماية عتيقة يلعن روحك يلعن روحك يعلن روحك على روح كل المجرمين على روح ابن الزنوة ابن صلاح جديد وانسية ويحرق روحك على روحو هذا لسان الشعب السوري فكيف بلسان من قتلت أفراد أسرته فقد قال لي والله لأشرب من دمو والله ................لذلك لعنت الروح أصبحت واجب على كل سوري وسورية.


ابو عمر

2014-09-06

من يوم مافطس وانا وصاحبي الله يذكره بالخير لازقة على لساننا كلمة ’’ يلعن روحو ’’ ولكن دون تحديد الشخص لدواعي الأمان , ولكن بعد الثورة اصبحنا نذكر اسمه القبيح.


عبدالله المسلم

2014-09-14

يلعن روحك يا حافظ يلعن ررروحك . لعنة الله عليك يا حافظ لعنة الله عليك يا حافظ..


ماهر

2014-10-19

بعد التحية - غير الحارة - و بما أننا دخلنا عالم الأرواح الذي لا نعلم عنه شيء : أريد أن أتوجه بلعنة - ذات مفعول رجعي تقدمي بآن واحد -على شخص ليس من عصرنا ، أعتقد أن الموت أراح البشرية من ... منذ أكثر من ألف عام مضت ، لكن روحه الشريرة لا تزال قبلة لملايين الأغبياء حول العالم ..


التعليقات (7)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي