أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المؤيضون

من صور الدولة

كما تتجمع السحب السوداء في الأفق، تتجمع نذر تحول جديد و"نوعي" في صفوف مؤيدي النظام.. تحولٌ تشي به الأجواء العامة، التي انقلب رضاها سخطا وتمجيدها تحقيرا وثقتها تخوينا، وقد يتحول تقديسها في يوم قريب إلى تدنيس.

أدركُ -كما كثير من السوريين- أن ليس كل ما يقال صحيح، فبعضه مفتعل لتخفيف الاحتقان، تماما كما كانت تفعل مسرحيات "غوار الطوشة"، ولكن أدرك أيضا أن المؤيدين- والطائفيين منهم بالذات- لا ينشرون كل ما يعتقدونه، ولا يقولون كل ما يعرفونه حين يتعلق الأمر بـ"بيت الأسد"، ومن هنا فإن ماظهر على أنه جبل من الغضب على هذه العائلة وممثلها "بشار"، ليس سوى رأس الجبل.

ولأن ما بعد مطار الطبقة ليس كما قبله، فقد غدا على النظام أن يتكيف مع مصطلح جديد ستشهد الساحة السورية ولادته، وهو "المؤيضون".. مصطلح منحوت من كلمتين هما "المؤيدون" و"المعارضون"، تماما كما حاول النظام نفسه تكييفنا مع مصطلح "المعاردون"، حين صنّع لنا شخصيات ظاهرها المعارضة وباطنها التأييد.. فالجزاء من جنس العمل، ومن يطبخ السمّ لا بد أن يتذوقه، أو يتم إجباره على تذوقه ولو طال الزمن.

إن من مزايا الطغاة الفاجرين في طغيانهم، إن كان لهم مزايا، عنجهيتهم الفاقعة، التي تجعلهم واثقين من أن الجميع يصفق لهم، ولطول اعتياد آذانهم على التصفيق لا يكادون يميزون بين تصفيق التملق وتصفيق التنبيه والاحتجاج، وهي نفس العنجهية التي تجعلهم مغترين بأنهم "ملوك اللعبة" وسادة "خلط الأوراق"، الذين لا يمكن أن يمارس عليهم أحد سياسة "تبديل الطرابيش"، ولكن كل سير الطغاة ونهاياتهم تثبت أنهم قتلوا بنفس السكاكين التي كانوا يشحذونها، وأُتوا من الأبواب التي كانوا يحسبون أنهم لايجارون فيها.. ومن يعش ير!

إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(137)    هل أعجبتك المقالة (139)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي