لا يقل خطر إدارة الرئيس بوش وإسرائيل عن الأخطار التي تتهدد الحضارة والوجود الإنساني.
وأخطارهم مع الأخطار والأمراض المستفحلة, والظواهر المقلقة, باتت تهدد الكوكب الأرضي.
فالسيدين بوش وبللير,اللذان تقلدا مقاليد الحكم في بلديهما لأطول فترة ممكنة,بطرق ديمقراطية, قوامها الخداع والتضليل والأكاذيب المغرضة والمعلومات الإستخباراتية المغلوطة.ستبقى فترات رئاستيهما عارا على بلديهما, وإهانة لقيم الديمقراطية سيسطرها التاريخ على صدر صفحاته.
فحضارية الدول والأنظمة, تكون بسجل تاريخها الشخصي والإنساني والأخلاقي الناصع. وإنجازاتها الحضارية على مختلف الصعد الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والتعليمية والثقافية. وكيف يمكن أن تحظى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالتقدير والاحترام. وقد سمحا لمجرمين وإرهابيين وحمقى بقيادتهما, وبانتهاج سياسات قائمة على الكذب والخداع والديماغوجية. وإثارة هواجس الرعب والخوف لإرهاب العالم وشعبيهما, بهدف كبح مطالب ورغبات الأكثرية من الشعبين البريطاني والأمريكي لإنهاء حرب إرهابية ضالة. شنوها بذريعة أنها حرب على الإرهاب؟ وكيف يثق ويصدق العالم أن نظاميهما الديمقراطي مازال بخير, وانتشار روائح التزوير والخداع والتضليل وفبركة التهم الكاذبة الذي مارسها كل من الرئيسين لخداع شعبه وجره إلى حروب لا مبرر ولا داعي لها؟ وكيف تكون قيم الحرية والديمقراطية الأمريكية وحقوق الإنسان ساري المفعول , ومعمول بقواعدهم, والعالم يسمع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يقمع الكونغرس, ويعلن على الملأ وبالكلام العريض: أن مهمة الكونغرس هي تمويل الحروب وليس التدخل بقراراتها أو قيادتها؟ وكيف تحترم الديمقراطية البريطانية, والحكومة ومجلس العموم يتستر على الفضائح والصفقات المكتنزة بالفساد والرشوة والسرقة والاختلاس, والسلطة التنفيذية بشخص رئيسها ووزرائه الفاعلين والمقربين, يجهضان كل محاولات التحقيق بها, أو التحقيق بتلك الأكاذيب وعمليات التزوير التي جرتهم لهذه الحروب؟
وكيف يحترم رؤساء من طراز جورج بوش وطوني بللير وصلا إلى قمة هرم السلطة التنفيذية بانتخابات ديمقراطية, وهما ينتظران على أحر من الجمر شريط صوتي أو متلفز لأسامة بن لادن أو الظواهري,ليتخذوا منه ذريعة لتبرير حروبهما الضالة. ويعتبره كما يبدوا كل من الظواهري وأبن لادن بمثابة رداء أحمر يثير فيه جنون ثورين هائجين في حلبة المصارعة؟
ولماذا يستغرب ويندهش ويتعجب الرئيس بوش من كراهية الجماهير والشعوب لسياسته وتصرفاته الإرهابية والإجرامية, ويعتبر تصرفات الأحرار والوطنيين والقضاة والقانونيين والمشرعين تصرفات إرهابيين أو رجال شرطة لكثرة ما يضيقون عليه الخناق, بعدما ثبت بالدليل القاطع انه مجرم وإرهابي,يحكم بلاده بمنطق رئيس عصابة إجرام ولصوصية ؟ ولتبرير أفعاله الإجرامية والإرهابية يعتبر موقف معارضيه ومنتقديه والرافضين لسياساته وتصرفاته ومواقف الوطنيين والشرفاء هو موقف من يشنون عليه حرب صليبية عليه.
لاشك بأن العالم شهد زلزالا عنيفا على أثر سقوط ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي. واستمرت آثار ارتجاجات هذا الزلازل حتى بداية القرن الحادي والعشرون. حيث جاءت أحداث 11/9/2001م التي اتهمت بها القاعدة الحليف السابق للولايات المتحدة الأمريكية في حربهما ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان,لتزيد الوضع العالمي تعقيدا بفعل الحادث المأسوي والإجرامي. ولكن رد فعل إدارة الرئيس جورج بوش دفعت بالوضع العالمي ليكون أكثر صعوبة واضطرابا وهيجانا.بسبب وجود رئيس أمريكي تتنامى ظنونه وشكوكه وخيالاته وتخيلاته وخيلائه وخلله. لم يسوس الأمور بمنطق وعقلانية. وإنما ساسها بردود الفعل, متخذا منها ذريعة ليحقق شهواته وشهوات غرائز صقوره ومحافظيه المريضة. فعدل القوانين الأمريكية لتلاءم طغيانه, وتتيح له الحكم بقوانين الطوارئ حتى في حالات السلم. وأسرف في وعوده وعهوده التي قطعها للعالم وشعبه, وتعامل مع الحدث المأسوي وكل ما نجم عنه مع مستشاريه ورامسفيلد ورايس وولفويتز وباقي صقوره بأساليب إرهابية وإجرامية ولا أخلاقية.
إن مجرد وجود رئيس كجورج بوش في سدة الحكم, وعلى قمة هرم السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية, وهو لا يحظى بتأييد وثقة ربع سكان الولايات المتحدة الأمريكية,بات يعطي دليل و مؤشر على أن قيم الحرية والديمقراطية الأمريكية جريحة ونازفة وواهنة. وأن شفائها على ما يبدوا مستحيل بسبب عدم قدرة الكونغرس بمجلسيه والمحكمة الدستورية,بوضع حد لرئيس ديكتاتوري,يتطاول على مواد الدستور الأمريكي, وينتهكها برعونة وحمق. ويرفض الانصياع لمطالب ورأي الغالبية من الشعب الأمريكي والتي تقدر بحوالي 75% من الشعب الأمريكي والتي تطالبه بالانسحاب من العراق, ووضع حدا لحروبه الضالة والغير مبررة والعبثية, وسحب الجيش الأمريكي, ووقف هدر أموال الخزينة الأمريكية.وسيبقى العالم ينظر إلى خليفة طوني بللير في رئاسة الوزارة البريطانية على انه سياسي مشكوك بأمره ومقصده وأهدافه ما لم يسارع لرفع القيود عن المؤسسات الدستورية والتشريعية والقضائية للتحقيق في مسيرة طوني بللير منذ وطأت قدماه داونينغ ستريت هاوس 10, وأحتل المقر المعتاد لإقامة رئيس الوزراء. فلم تعد القضية برمتها مشكل غزو العراق وأفغانستان فقط. وإنما أصبحت بنظر الشعوب,ودعاة نشر قيم الحرية والديمقراطية, وحماة حقوق الإنسان, والمدافعين عن إقامة المجتمع المدني.هي انتهاك صارخ لهذه القيم والحقوق.وعودة بأنظمة بلدان العالم إلى الخلف, وإلى ما يشبه عصور القرون الوسطى. وإجهاض لحلم شعبي. نتيجة تلاعب الرئيس جورج بوش بعواطف الشعوب وخداعهم,وتغطية وتمويه حروبه الإرهابية والعدوانية بشعارات نشر قيم الحرية والديمقراطية.وإن لم يسارع كل من الشعبين الأمريكي والبريطاني لتقييم فترة كل من الرئيسين بوش وبللير, ومحاسبتهما على شذوذهما,وتجاوزاتهما على القانون.وتصحيح الخلل الذي لحق بنظاميهما الديمقراطي, نتيجة تصرفات كل من جورج بوش وطوني بللير. فإن الأيام والسنين القادمة ستكون أكثر وعورة,وأشد خطرا على بلديهما والعالم. فجميع الإجراءات والقرارات التي أتخذها كل من الرئيسين بذريعة حماية بلاده من الإرهاب,لن يكون لها من فائدة أو معنى.وإنما باتت تفسر على أنها تقليد لإسرائيل في بناء الجدران والحواجز, لعزل بلادهم عن باقي الشعوب والأمم. ودليل على أنهم يعاكسون رياح الإصلاح والتغيير والحوار بين الشعوب والأديان.وأنهم لا يشجعون محاولات الاندفاع المتزايد من قبل الجماهير في كل بلد, لإحلال قيم الحرية والديمقراطية والتنمية والتحديث والتطوير والإصلاح المؤسساتي والاجتماعي والإداري, ومحاربة ظواهر الفساد. لأنها لا تجري كما يشتهي الصقور والمحافظين الجدد والليبراليين الجدد المتصهينيين.والتي بنظرهم تشكل خطرا على الصهيونية وإسرائيل وقوى الاستعمار والامبريالية, وشركات النفط والسلاح التي تنتعش بالحروب واللصوصية.وإلا كيف يمكن تفسير موقفهم من جريمة اغتيال رفيق الحريري,ودعم سلطة محمود عباس المنقوصة, و حكومة السنيورة الغير دستورية, ودعم حكومة عملاء العراق التي يرأسها نوري المالكي, ودعم أنظمة عمالة وفساد,وحكام قفزوا إلى الحكم بانقلاب عسكري؟ حيث ليس لها من تفسير سوى أن دعم الأنظمة القمعية والديكتاتورية والعميلة والفاسدة هو هدف وغاية أمريكية ثابتة.وطمس معالم جريمة اغتيال الحريري أسوة بغيرها من الجرائم المطموسة والممنوع التحقيق بشأنها,أو المسجلة ضد مجهول, يكون بتجريم أبرياء عوضا عن الجناة الحقيقيين نهج أمريكي. وطمس جرائم الاستعمار والصهيونية وإسرائيل والإدارات الأمريكية, هو كل ما تسعى إليه الإدارات الأمريكية.وأن معاداة الإدارة الأمريكية وإسرائيل والصهيونية لكل من سوريا وفصائل المقاومة الوطنية وبعض الدول والأنظمة التي تحظى بالاحترام والمصداقية من جماهيرها وشعوب العالم سياسة أمريكية ثابتة.وحتى وجود رئيس وطني حر وشريف ونزيه ومحبوب من جماهير شعبه والشعب العربي وشعوب العالم,ويتعامل مع الواقع والأحداث بعقلانية وشفافية وحكمة وموضوعية,بات يشكل خطرا على مصالح الصهيونية والاستعمار وإسرائيل والإدارات الأمريكية,ويحبط مصالحهما التوسعية والاستعمارية .
السبت 21/7/2007م
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية