تقول صحيفة"السفير"، التي يعتبر النظام أحد أولياء نعمتها، إن طائرات الأسد قصفت ما قالت إنها مقرات لـ"داعش" في الرقة بالتتنسيق مع الأمريكان.
بينما ينفي كلاهما، أمريكا والأسد، إعادة التنسيق مع الآخر بعد "عشرة عمر" بمحاربة الإرهاب، لاسيما في أعقاب "أيلول الأسود" أو "غزوة مانهاتن" التي راح ضحيتها آلاف الأمريكيين في برجي التجارة العالميين إثر اختراقهما وتفجيرهما بطائرات مدنية، ليصبح 11 أيلول بداية حقبة تاريخية كميلاد السيد المسيح، وليُقال فيها ما بعد 11 أيلول وما قبله.
في حين إن مجزرة بحق آلاف السوريين الذين أزهقت أرواحهم خلال (آب الأصفر) على أرض الغوطة في هولوكست السارين، اكتفت بالتأريخ ليوم مرّره لئام الإجرام مرور الكرام في 21/آب-أغسطس/2013، وذهبت المذبحة الكيميائية، التي تصادف غدا ذكراها السنوية الأولى، أدراج رياح التفاهمات السياسية الأمريكية الروسية الإيرانية الأسدية، حيث اتفقت الأطراف على تكريم النظام واعتباره طرفا في معادلة كيمياء المنطقة، لاسيما ضمن اختصاصه التعاون بمحاربة المتطرفين الإرهابيين بدءا بأبي القعقاع الحلبي، وليس انتهاء بأبي بكر البغدادي!
وتحولت كلمة "داعش" إلى سحر إعلامي يسبغ على الأخبار نكهة من الإثارة تجذب نسبة قراء تتفوق بها على هيفا ونانسي وإليسا مجتمعات، ذلك أن أخبار أولئك النجمات تستقطب المعجبين، بينما خبر "داعش" يستقطب المعجبين والمريدين والكارهين وكل من يبتغي معرفة شيء عن هذا المخلوق العجيب الذي صار بين ليلة وضحاها نجم الفضاء الإعلامي بقدرة قادر أو غدرة غادر، بحسب لهجة إخواننا في "ولاية الخير" (دير الزور سابقا)!
ما يجري على الأرض خاصة في سوريا والعراق يثبت أن التعاون مازال مستمرا سواء بتنسيق أو بغير تنسيق بين نظام اعتاد بيع خدمات الأمن والأمان والرعب في آن، وبين الأمريكان.
وتبدو اتهامات كل منهما الآخر بصناعة "داعش" أو دعمها، كما لو أنها استمرار لسياسة "حك لي لحك لك" كما يقول المثل السوري، أو "دعدش لي لدعدش لك" كما تقول لغة الإعلام هذه الأيام!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية