اعلن عدد من المتهمين الخمسة بالتخطيط لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر لدى مثولهم للمرة الاولى الخميس امام قاض عسكري في غوانتانامو عن رغبتهم في صدور احكام بالاعدام في حقهم ليصبحوا "شهداء".
وحضر المتهمون الخمسة الذين ظهروا لاول مرة بعدما اعتقلوا لسنوات في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) هذه الجلسة المخصصة لابلاغهم التهم الموجهة اليهم والتي تتهددهم بموجبها عقوبة الاعدام.
وكان اول المتحدثين في الجلسة خالد شيخ محمد الذي يعتبر "العقل المدبر" لاعتداءات 2001. ووقف لتلاوة آيات من القرآن مع توقف لترجمتها الى الانكليزية.
وحين سأله القاضي رالف كولمان عما اذا كان يقبل بان يدافع عنه المحامون المدنيون والعسكريون المعينون من قبل المحكمة رفض خالد شيخ محمد الذي كان يعتمر عمامة بيضاء ويطلق لحية كثة غزاها الشيب تظهره بسن اكبر من عمره (43 عاما) وقال "حسبي الله ونعم الوكيل" مضيفا "لن اقبل بمحام. اريد الدفاع عن نفسي بنفسي".
وحين ذكره القاضي بانه يواجه عقوبة الاعدام اجاب المتهم "هذا ما اريده منذ زمن بعيد وانا اتمنى الموت شهيدا".
وتكلم اثر ذلك المتهم وليد بن عطاش متبنيا اللهجة ذاتها وقال "لا اريد ان يتولى احد تمثيلي. اريد ان اتولى دفاعي بنفسي (..) لقد قتلتم شقيقي الذي كان اصغر مني اثناء الحرب واني ارغب ان (اموت) بين ايديكم".
كما اعلن رمزي بن الشيبة انه يرغب في تولي الدفاع عن نفسه بنفسه وانه على استعداد "للشهادة". وقال "لقد سعيت الى الشهادة منذ خمس سنوات. وحاولت الحصول على تأشيرة للمشاركة في 11 ايلول/سبتمبر غير اني لم اتمكن من ذلك. واذا جاءت الشهادة فاني ارحب بها الله اكبر الله اكبر الله اكبر".
وفي المقابل لم يتحدث المتهم الرابع علي عبد العزيز علي (30 عاما) عن رغبته في الشهادة بيد انه اكد انه يريد تولي الدفاع عن نفسه معترضا على صلاحية المحاكم العسكرية. وقال علي وهو قريب كل من خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة "اني امام المحكمة الخطأ انا لست مجرما انه اجراء سياسي".
واضاف في لهجة ساخرة ردا على القاضي الذي اشار الى ان المحامين العسكريين تم توفيرهم "مجانا" للدفاع عنه "ان الحكومة عذبتني مجانا لمدة خمس سنوات ورفضت معاملتي كبشر خلال هذه السنوات (..) والمحامون موجودون هنا مجرد ديكور".
اما المتهم الخامس مصطفى احمد الحوساوي فاعلن امام قاضي التحقيق انه يريد تولي الدفاع عن نفسه. ورفض التحدث عن خطورة العقوبة التي قد تصدر بحقه موضحا انه لم يتطلع بعد على التهم الموجهة اليه.
وهؤلاء المتهمون الخمسة اعتقلوا بين 2002 و2003 ونقلوا في 2006 الى قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا وهم ملاحقون بتهم التآمر والقتل والاعتداء والحاق اضرار بدنية بالغة وتدمير ممتلكات والارهاب وبالدعم المادي لاعمال ارهابية.
وكان جميعهم يرتدون لباسا ابيض وبدوا مرتاحين وامضى معظمهم فترة الجلسة في تبادل المزاح والرسائل. وحده رمزي بن الشيبة الذي يعاني من اضطراب عقلي كان مقيد القدمين الى الارض بسلسلة في قاعة الجلسة التي تم تشييدها هذا العام في القاعدة.
واشار الكثير من محامي الدفاع الى ان المتهمين الخمسة لم يتصلوا الا مؤخرا بمحام وليسوا قادرين حتى الان على القول ما اذا كانوا يثقون بهم. وقال توماس دوركين محامي بن الشيبة في حين كان موكله يمازح متهما آخر "لا اعتقد ان بامكانه ان يقرر الخيار المناسب".
وقال خالد شيخ محمد الذي كان يتحدث بلهجة حازمة وبانكليزية صحيحة مع لكنة "اعرف انهم اكفاء وهم افضل فريق بحسب ما قيل لي لكن المشكلة هي رئيسهم جورج بوش".
وحين اصر القاضي على تأكيد ان رفض المحامين ليس "فكرة جيدة" رفع صوته ليرد "لقد تم سجننا لخمس سنوات وتم تعذيبنا (..) ونقلونا الى غوانتانامو" وذلك لتبرير عدم الثقة في الاجراءات القانونية.
وتمكن 60 صحافيا من متابعة المحاكمة داخل القاعة او من خلال شاشة فيديو بتأخير 20 ثانية على الاقل وهو اجراء اتخذ لتمكين القاضي من قطع الصوت في حال اشار المتهمون الى معلومات سرية.
وانتهت الجلسة التي بدأت عند الساعة 15,00 تغ نحو الساعة 18,30 تغ ولم يترك القاضي للمتهمين امكانية الاعلان عن براءتهم او تأكيد التهم الموجهة اليهم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية