أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المطاحن تعترف بالخسارة: 1.5 مليار ليرة الفارق السنوي لاستخراج الدقيق التمويني مقارنة بالخاصة

عندما تتحدث لغة الأرقام تنتهي آمامها كل مسوغات الكلام وتنتفي لغة التبرير وتطفو على السطح الحقائق المرسومة بدقة متناهية يعجز أمامها محاولات تكذيبها أو حتى مجرد البحث عن الأسباب والمسببات.. إلا إذا كانت الحقائق التي سنردها لاحقاً قد خرجت عن نطاق السيطرة بفعل القوة القاهرة..

أو تحت فعل الظرف الراهن الضاغط على الإدارات التي تعاقبت على إدارة الشركة العامة للمطاحن بحيث أصبح لديها نتيجة واحدة تختبئ وراءها وتقدم المسوغات للتبرير فقط تحت اسم «هذا أفضل الموجود» وامتلاك المقدرة على استغلال الطاقات المتاحة لخطوط الإنتاج واستخراج أكبر نسبة معقولة من الدقيق التمويني من القمح المطحون لدى المطاحن العامة مقارنة مع المطاحن الخاصة. ‏

وبهذه الدراسة التي وضعتها الشركة العامة للمطاحن والتي تبين فيها نسبة الاستخراج للطن الواحد من الدقيق التمويني وما يشكله الفارق الكبير مع المطاحن الخاصة يثير أكثر من تساؤل وكل تساؤل يحتاج لأجوبة كثيرة تقف أمامها كل الإدارات المتعاقبة عاجزة أمام الرقم المترهل... لا بل تحمل قسماً كبيراً من المسؤولية. ‏

تشرين حصلت على نسخة من دراسة تكلفة الطن الواحد من القمح وما ينتج عنه من دقيق تمويني مقارنة مع المطاحن الخاصة والتي تعاقدت مع الشركة العامة للمطاحن. ‏

حيث تؤكد الشركة بدراستها حول فارق نسب الاستخراج بين المطاحن العامة والخاصة إذ تقول: ‏

إن الشركة العامة للمطاحن والخاصة تستلمان الأقماح من المؤسسة العامة للحبوب بالشروط والمواصفات نفسها وبإجراء المقارنة لمدة خمسة عشر عاماً مضت يتبين الفرق الكبير في وسطي الاستخراج بين المطاحن العامة والخاصة نذكر منها على سبيل المثال:

في العام 1992 نجد أن كميات القمح المطحون لدى الشركة العامة للمطاحن هي 1470423 طناً من القمح والدقيق الناتج هو 1128366 طناً كمية النخالة الناتجة هي 354506 أطنان والضريبة هي 1.008 نسبة الاستخراج هي 76.74%. ‏

بينما في المطاحن الخاصة وللعام نفسه فقد تم تسليمها كمية 148459 طناً من القمح نتج عنها دقيق تمويني 122850 ألف طن ومن النخالة كمية 31309 أطنان والضريبة هي 1.038 ونسبة الاستخراج تقدر بنحو 82.75%. ‏

وفي العام 1997 فإن كمية القمح المسلمة للمطاحن العامة هي 1434749 طناً نتج عنها دقيق تمويني كمية 1082397 طناً ومن النخالة كمية 357457 ألف طن والضريبة المترتبة هي 1.004 ونسبة الاستخراج 75.44%. ‏

وفي العام نفسه تم تسليم المطاحن الخاصة كمية 765722 طناً من القمح نتج عنها دقيق تمويني 615327 طناً ومن النخالة كمية 180584 طناً والضريبة المترتبة 1.039 ونسبة الاستخراج 80.36%. ‏

أيضاً في العام 2002 سلم للمطاحن العامة كمية 1779945 طناً من القمح نتج عنها من الدقيق التمويني كمية 1412854 طناً ومن النخالة كمية 402177 ألف طن أما الضريبة المترتبة فهي 1.020 ونسبة الاستخراج بلغت 79.38%. ‏

وفي العام نفسه سلم للمطاحن الخاصة كمية 311654 طناً نتج عنها دقيق 261046 ألف طن ومن النخالة كمية 64114 ألف طن والضريبة 1.114 ونسبة الاستخراج 83.35%. ‏

أما في العام الماضي فقد سلمت المطاحن العامة كمية 1858936 طناً من القمح نتج عنها من الدقيق التمويني كمية 1470288 طناً ومن النخالة 405193 ألف طن والضريبة المترتبة 1.009 ونسبة الاستخراج هي 79.09% بينما المطاحن الخاصة تم تسليمها كمية 510824 طناً من القمح نتج عنها دقيق تمويني كمية 423930 طناً ومن النخالة 98950 ألف طن والضريبة هي 1.024 ونسبة الاستخراج 82.99%. ‏

وذكرت الدراسة أن إجمالي كميات الأقماح المسلمة للمطاحن العامة بدءاً من العام 1992 وحتى نهاية العام 2007 تقدر بنحو 26.577 مليون طن من القمح نتج عنها دقيق تمويني 20.715 مليون طن ومن النخالة كمية 6143 مليون طن والضريبة المترتبة هي 1.011 ونسبة الاستخراج بلغت 77.80%. ‏

بينما إجمالي الأقماح المسلمة للمطاحن الخاصة خلال الفترة المذكورة سابقاً بينتها دراسة الشركة بمقدار 5.635 مليون طن نتج عنها دقيق تمويني بحدود 4.613 ملايين طن ومن النخالة كمية 1.231 طن والضريبة 1.37 ونسبة الاستخراج بلغت 82.17%. ‏

ويتبين من خلال ما ذكر سابقاً أن نسبة الاستخراج للمطاحن العامة هي 77.80% والاستخراج في المطاحن الخاصة 82.17% والفارق هو 82.17% ـ 77.80% ½ 4.37%. ‏

وهذا يعني أنه لقاء كل طن من القمح تقدم المطاحن العامة منه 778 كغ من الدقيق وكمية 231 كغ من النخالة بينما المطاحن الخاصة تقدم من الطن الواحد كمية 822 كغ من الدقيق وكمية 213 كغ من النخالة. ‏

مع الانتباه أن نسب الاستخراج الواردة في هذه الدراسة مستخلصة من جداول تنفيذ الخطط السنوية للشركة العامة للمطاحن والمسلمة إلى مديرية الإحصاء والتخطيط في وزارة الاقتصاد والتجارة ويمكن التأكد منها في أي وقت. ‏

وبالتالي يمكن هنا تحديد الأثر المالي لهذه النتائج حيث إن كلفة الطن الواحد من القمح المشترى من المؤسسة العامة للحبوب هو 16.5 ألف ليرة، وقيمة الطن الواحد من النخالة هو 3250 ليرة حسب تسعيرة مؤسسة الأعلاف. فإذا ما أخذت الكميات المستخرجة من طن القمح في المطاحن العامة يكون قيمة النخالة الناتجة ½ 231ھ3250 «ليرة» ½ 750 ليرة. ‏

أي أن كلفة 778 كغ من الدقيق ½ 16.5 ألف ليرة قيمة القمح ـ 750 ليرة قيمة النخالة ½ 15.750 ألف ليرة. ‏

وبالتالي فإننا نجد تكلفة الطن الواحد من الدقيق التمويني تقدر 15.750 ألف ليرة /778كغ كمية الدقيق من الطن تساوي 20.444 ألف ليرة. ‏

وباعتماد الطريقة نفسها للمطاحن الخاصة فإن الدراسة المعدة من قبل الشركة العامة للمطاحن تبين أن قيمة النخالة الناتجة ½ 213كغ ھ3250 ليرة سورية ½ 692 ليرة. ‏

أي أن كلفة 822 كغ من الدقيق ½ 16.5 ألف ليرة قيمة طن القمح ـ 692 ليرة قيمة النخالة ½ 15.808 ألف ليرة. ‏

وبالتالي فإن تكلفة الطن الواحد من الدقيق ½ 15808/822 ½ 19231 ألف ليرة سورية ويكون فارق التكلفة بين المطاحن العامة والخاصة ½ 20.244 ـ 19.231 ½ 1013 ليرة سورية في كل طن وبالتالي فإن قيمة الفارق في نسبة الاستخراج بين المطاحن العامة والخاصة في كل عام حسب الكميات المطحونة في كل عام تقدر بنحو 1013 ليرة لكل طن من الدقيق الناتج أي بمعدل «حسب نتائج 2007» /1.5/ مليار ليرة سورية وهذا رقم ليس بالأمر السهل وهذا يمكن اعتباره خسارة كبيرة لاقتصادنا الوطني.. وبالتالي هذا الرقم يثير أسئلة كثيرة في مقدمتها ما أسباب هذا الفارق في الاستخراج ولماذا لم تستطع الإدارات السابقة تقليص هذا الفارق وتخفيضه بشكل ينعكس إيجاباً على الشركة وخزينة الدولة واعتبار ما يمكن توفيره هو رصيد ربحي للشركة يخفف بدوره العجز التمويني الذي يشكل رقمه بالمليارات. ‏

سامي عيسى - تشرين
(117)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي