أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وهل الديمقراطيه ثوباً يخيطه كل على مقاسه ...؟! ... محمد فريد العريان

بعد أفول الحرب البارده اصطلح على الديمقراطيه بعيداًعن المصطلح الغربي لها والذي يجعلها أداة لتحقيق اللبراليه السياسيه والإقتصاديه وترك الباب مشرعاً لرأس المال ليسيطر على الحكم ويتبادل السلطه مع تلاوينه من خلال(( دعه يعمل دعه يمر )) واليوم دعه يضارب ((الحاله الإمبرياليه )) وكذلك بعيداً عن البعد المعرفي لحكماء قدماء اليونان من ديمو , وقراط وحكم الشعب , ودولة المواطنين بالرغم من تقسيمهم للمواطنين درجه أولى ومواطنين درجه ثانيه الخ .واليوم وبعد رجحان كفة حقوق الإنسان والتمكين للمرأه في المؤسسات والمواثيق الدوليه أصبحت الديمقراطيه مطلباً شعبياً لكل شغوب الأرض واصطلح وببساطه على أنها تبادل السلطه سلمياً وعبر صندوق الإقتراع وبتكافؤ الفرصه لجميع المواطنين .هذا وقد لاحظنا نتائج باهره لتطبيق الديمقراطيه بمصطلحها الجديدفي تجارب دول عديده . جنوب أفريقيا , ماليزيا, أندنوسيا , الهند , تركيا , مصر , تونس . وكل ظاهره في مكانها ونشأتها تحتاج لدراسه وتحليل خاص بها . فمثلاً التجربه الديمقراطيه لدول أوربيه غادرت الإتحاد السوفياتي والإتحاد الروسي مثل أوكرانيا ظلت تجارب تابعه للغرب وليس لهامن الديمقراطيه سوى المظهر , وحتى تجربة روسيا الإتحاديه بزعامة بوتن وما لها من مظهر الديمقراطيه والإلتفاف عليها بنفس الوقت لإستمرار حكم بوتن ظاهراً ومن وراء كواليس .ولابد من الوقوف عتد تجارب ديمقراطيه في العالم الثالث حققت ولا تزال لشعوبها حريه سياسيه وقفذه اقتصاديه مثل جنوب أفريقيا وماليزياوالهند ونوعاً ما باكستان وأندنوسيا .ونقف وبحذرعند تجربة كلٍ من مصر ونونس حيث مازالتا تتأرجحان بين الصعود إلى مستوى بناء دولة القانون دولة كل المواطنين وتبادل سلطتها سلمياًوعبر صندوق الإقتراع . وبين الإنكفاء إلى الدكتاتوريه المقيته .
واليوم ومع فوز رجب طيب أردوغان بإنتخابات رئاسة الجمهوريه التركيه نقف كعرب عموماً وسوريين خصوصاًأمام منعطف خطير يجرنا إليه من يرون بأن أردغان هو الفارس المخلص والملهم الفذ والخليفه الراشد ويظهر هذا مما تمتلئ به صفحات التواصل الإجتماعي وبعد إعلان نتائج الإنتخابات .ولنتناول بحثنا بشيئٍٍ من الموضوعيه لابد لنا من الوقوف عند نشأة الأردغانيه وثم ماقدمته للشعب التركي ثم ما ألت إليه وما هو المأمول منها .
أولاً : في النشأه .جاءت الأردغانيه على أعقاب تحربة أربكان صاحب أول تجربه ديمقراطيه تركيه برؤيةإسلاميه ومن خلال حزب سياسي كانت له الأغلبيه في مجلس النواب . وتقاسم أربكان السلطه مع أنصار علمانية أتاتورك وتبادلا رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجيه بالتعاقب ولمنتصف المده الدستوريه وجاءت إنتخابات البلديات حيث فاز أردوغان ومن داخل حزب أربكان برئاسة بلدية إستنبول وأخرون معه في بلديات عده ومن خلال تحقيق مصالح المواطنين على الأرض سطع نجم أردوغان ومن معه والذين شكلوا حزب العداله والتنميه وبانتخابات البرلمان التركي بعد الألفين فاز حزب العداله بأغلبية ساحقه وشكل الوزاره برئاسة عبد الله غول ريثما تم ترتيب نجاح أردغان حسب اللوائح التركيه ومن ثم تسلم رئاسة مجلس الوزراء وأسند لعبد الله غول منصب وزير الخارجيه وثم دفع به للنجاح وعبر البرلمان إلى رئاسة الجمهوريه وتولى أحمد داوود أعلو وزارة الخارجيه وكان لقادة الحزب الثلاثه ماأرادوا .وأصبح المجال أمامهم يسمح بتعديلات دستوريه وهذا ماكان .
ثانياً : ماحققته الأردغانيه.في الفترة الأولى والثانيه من الحكم . أذدهر الإقتصاد التركي وتحقق نماء مقبول وارتفع سعر صرف الليره التركيه مقابل الدولار وفي السياسه الخارجيه أعلن أحمد داوود أوغلو عن سياسة صفر زيرو مشاكل وحاول أردعان أن يكون العراب لمشاكل منطقة الشرق الأوسط فكان الوسيط السري ثم العلني بين النظام الأسدي في سوريا والكيان الإسرائيلي من أجل تسويه بين الطرفين وتحت مسمى السلام . وكذلك تبنى إيجاد نخريجه لتخصيب اليورانيوم الإيراني أمام الدول الخمسه زائد واحد وكذلك دول الثمانيه وأثناء سعيه لرفع الحصار عن غزه كانت قصة السفينه مرمره حيث سطع نجم أردغان لدى الدول الإسلاميه عموماً والشعب العربي خصوصاً .وقبل الإنتخابات للمرحله الثالثه ظهرت مسألة ساحة تقسيم ومن ثم التظاهرات والإعتصامات في الكثير من المدن التركيه وبرزت خصومه بين أردغان وفتح الله جولن ووجه أردوغان بفتح ملف الفساد ومن أبرز المتهمين فيها ولده وكذلك أعلن عن المديونيه التركيه الغير متوقعه وبالرغم من ذلك فاذ حزب العداله والتنميه بإنتخابات البلديات وكذلك المجلس النيابي واستمر أردغان بالقبض على منصب رئاسة مجلس الوزراء .
ثالثاً : ما ألت إليه الأمور .رجب طيب أردغان لم يكن مخلصاً للديمقراطيه حتى مع حزبه حيث اختزل الحزب في شخصه وكانت المكاسب التي حققها الحزب على الصعيد الإ قتصادي تعزى له وعندمافتح ملف الفساد ومسألة المديونيه تصرف مثل الأنظمه الدكتاتوريه وعزى ذلك للمؤامره والإساءه لشخصه ودون أي نقد موضوعي .وبالنسبه للسياسه الخارجيه فقد سقطت نظرية الزيرو مشاكل ودخلت تركيا في جو من الصراعات في المنطقه جرتها للتخبط من أجل الخروج من النفق المظلم الذي دخلته في علاقاتها بالثوره السوريه وإتكائها على أمريكا وأوربا ودون الجرأه على دور خاص ظن السوريون أنها ستقوم به من حظر للطيران وتوصيل أسلحه تصد الطيران ويكون لها تأثير مباشر على أليات النظام الثقيله واقتتلت تركيا مع الأكراد ثم هادنتهم وأخذت تحاول إصلاح ذات البين مع الكيان الصهيوني وكذلك تخطب ود إيران بعد الخلاف معها حول الثوره السوريه .واليوم وبعد أن أشرفت المرحله الثالثه من حكم أردوعانعلى الإنقضاء ترشح أردوغات لإنتخابات رئاسة الجمهوريه وفاز بها وقد نوه من قبل بما يوحي بأنه سيعمل على تغيير النظام التركي من حكم برلماني إلى حكم شبه رئاسي وليضمن عشر سنوات أخرى في الحكم وكأن سحر الكرسي قد أخذه بعيداً عن الديمقراطيه المعلنه .
ونحن نتمنى للسيد رجب طيب أردوغان أن ينهي حياته السياسيه كرئيس فخري لتركيا ويبقي عل النظام البرلماني ولا يستنسخ تجربة بوتن الروسيه وأن يعطي لحزب العداله والتنميه دوراً من أجل تجديد دماء الحزب ولا يقع في شرك الأحزاب العربيه التي تثنى لها أن تحكم بلدانها لكنها سقطت وأسقطت معها بلدانها عندما تمسكت بالحزب القائد والفرد الملهم ولم تجدد دماءهاولا أفكارها المتكلسه .

(132)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي