أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من أنتم.. ماذا تريدون؟!

القذافي

الآن عرفنا قيمة السؤال الكبير للأخ القائد الفاتح للكتاب الأخضر في ربيعنا العربي الذي اختار لونا مغايرا لطبيعته في سوريا!

اليوم أدركنا أن الجواب على (من نحن وماذا نريد) يستعصي على كبيرنا قبل الصغير، فطوبى لمن يعرف من هو وماذا يريد!

"من نحن وماذا نريد"؟ قد يكون الجواب الأبرز في الربيع السوري لدى مرضى التاريخ والجغرافيا وفتات الدين والدنيا من أهل النظام وبعض المعارضة ومن وراءهما "أنا ومن بعدي الطوفان"، حتى لو كان ذلك الطوفان دمويا بكل معنى الفاجعة..!

فمن هو وماذا يريد؟ ذلك المجند الإجباري الذي فرضت سنون عمره العشرون أن يكون في مقدمة كتائب "كبش الفداء" في الدفاع عن جمهورية "الأسد أو نحرق البلد".

ومن هو وماذا يريد؟ المتظاهر الذي انتُزع منه غصن الزيتون عنوة ليقبض على الكلاشنكوف وينطلق في رحلة البارود والنار التي بدأت بالانضمام إلى كتائب "الدفاع عن الأرض والعرض" ولم تنتهِ بكتائب "تهريب المازوت" التابعة لتشكيلات "نفط العرب لمن يدفع أكثر" مرورا بفصائل "صوّر وابعتلي دولار" ومجموعات "إغاثة المنتوف" بفرض الأتاوات والخوّات، فضلا عن جماعات السمسرة بين الله وعباده على مختلف درجات الإيمان بحسب مقياس "الأمير".

من هو وماذا يريد؟ ذلك الشاب الذي أسعفته جودة وتقنية جهازه الجوال أو كاميرا نفخ عنها غبار الذكريات، ليصطاد لقطات تثبت خروج مظاهرة أو إصابة متظاهر، ثم توثيق سقوط قذيفة هنا، وارتكاب مجرزة هناك، وصولا إلى "مقطع العمر" الذي يجعله الوكيل الحصري للصوت والصورة من مكان الحدث، حيث يجبن أي إعلامي محترف خَبِر إجرامَ النظام بحق من تسول له نفسه نقل حقيقة ما يجري، وبعد ذلك نعدكم بأن أساتذة الصحافة وفقهاء علوم الاتصال والإعلام ستعجز عن انتزاع القناعة من رأس "إعلامي الجوال" بأنه الصحفي الذي لا يُشق له غبار في التصوير والتحقيق والأخبار، وبتشجيع من دافعي اليورو والدولار، حتى رأينا إلى أين وصل مستوى إعلام الثورة في ظل ثورة الإعلام! وفي ذلك إساءة لزملاء لهم كثر قدموا خدمات لا تحصى للثورة، وبعضهم فقد حياته ثمنا لصورة أو معلومة.

من هو وماذا يريد؟ ذلك اليافع الذي رأى وسمع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فاستنصر من خذله لينتهي به المطاف إلى إرخاء حبل مشاعر التطرف على غاربه وترك الحرية لشعر لحيته بالانسدال إلى حد تطبيق الحدود في بلاد ذاقت كل أنواع القتل والتدمير والتهجير بلا حدود!

وعلى سيرة الحدود، فإنه لو التزم الجميع بالحديث الشريف "رحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده" لما وصلنا إلى هذه الحدود، وحاق بقصعة السوريين الأَكَلَة من كل حدب وصوب في زمن تحكّم فيه "الرويبضة" بمصير العباد والبلاد عن بعد وعن قرب، ولكن فلنعمل بحديث شريف آخر ونمتنع عن استخدام أداة الامتناع للامتناع لأن "لو تفتح عمل الشيطان" ولا ينقصنا شياطين..!

(162)    هل أعجبتك المقالة (148)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي