أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصائد المريد في حومة العشق

1 ـ طائرة ورقية :
عند أطراف المدينة
التي تقوس إطارها الأرجواني
ساقلع بطائرتي الورقية
كي أعانق الضباب
تاركاُ من خلفي صداقات
تمت إلي أزمنة سحيقة
ارتدت علي أعقابها
مخلفة رماد سجائرها في المنافض.

2 ـ الأعداء :
ظل طائرتي الورقية يناور الأعداء
وهم في لهفة لإصطياد أحلامي
ونحن صغار معلقة أفراحنا
بالخيوط كي تذوب في الهواء

3 ـ تصاغر :
صغرت الأضواء في عيوننا
واستقرت خلف الآكام
لا أحد يدعونا مرة
لفنجان شاي علي طاولة
تناهت هي الأخري في الصغر.

4 ـ أمطار :
كنا علي يقين بأن أرواحنا
لن تصدأ
ولن تهدهدها الرياح
مخلفة توق أشواقنا
ردحاً من الزمان
فلا تفسد قمصاننا الملونة
بأمطارها الحمضية.

5 ـ شموس :
تلك الشموس المحلقة فوق رؤوسنا
تصطدم بمرآة علي الجدار
كي تناور صورنا الصغيرة بأحلام
تتوق لحب وعصافير تسقسق في المساء.

6 ـ رقابة :
معبأة بدخان سجائرنا غرفنا الصغيرة
بمنأي عن الأهل نحن
وهم يرقبون خطواتنا المهلي
نحو كتب دراسية
والمعلم بعصاه الغليظة
ينتظر وقت دق الجرس .

7 ـ صورة :
تلك الصورة المعلقة علي جدار
بيتنا قبيل حرب حزيران
لطفل يشبهني ، كنت هو
أحمل في عيناي وطني ًتارة ،
وتارة أخري يتحجر الدمع فيها.

8 ـ أسماء :
من أين جاءوا بأسمائنا
من علي جدران بيتنا القديم
أو من سجلات المدارس
أو وقفوا عند البحر
ينتظروننا أن نتسلل
من وراء الموج.

9 ـ بكاء :
الأسماك الملونة في حوضها الزجاجي
لا نصدق أنها تعيش هكذا حبيسة
نخرجها مثل ندف الثلج
تحبوعليها
ثم نبكي وحيدين
أنت وأنا .

10 ـ خيط :
لأن البحر يضجر بموجه الذي يصطخب
كنت أحدق فيه كمرآة
تتخلي عن وجهي
ثمة أسماك من حولي تدمدم ثائرة
وأنا ألملم خيط سنارتي
الذي انقطع .

11 ـ غربة:
مدينتي حبة لوز
تذوب في لعابي
بعد أن لوحتها الشمس
وضفرت خصلات شعرها
بحكايات عن مدن تذوب
تطل مدينتي من إطار زجاجي
يبكي من خلفه المطر .

12 ـ غياب :
معطفك الرمادي يا أبي
لا زال معلقاً في مشجبه
بإنتظار عودتك ككل مرة من السفر
الآن يشكو آلام وحدته
والبرد القارس
بعد أن قررت ألغياب الأبدي .

13 ـ طيف :
كلما حط طير عند نافذتي في الصباح
زارني طيفك
أذكر المرات التي غادرتنا
مودعاً، خلف الضباب
في عين شوق لا يندمل جرحه .

14 ـ نسيان :
تلك التي أحببتها يوماً
صورتها كانت درباً من المستحيل
يسقط الآن صوتها
من هاتف المغيب
بلهجة متغيرة
نست أنها كانت تتوسد
علب الألوان
وتضم أوراقي إلي صدرها
تنصب كلماتها
كخرير ماء حط من علٍ.

محمد عبدو العباسي
(175)    هل أعجبتك المقالة (173)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي