أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقارب فرنسي سوري وأمين عام الرئاسة قريباً في دمشق

هل يصلح العطار ما أفسده الدهر

اكدت مصادر دبلوماسيةلجريدة الخليج في باريس ان امين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان، سيقوم قريبا بزيارة دمشق، في إطار جو الانفتاح الذي استجد بين باريس ودمشق بعد اتفاق الدوحة، والذي عبر عنه الاتصال الهاتفي الذي اجراه مؤخرا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع نظيره السوري بشار الاسد.
وقالت المصادر إن فرنسا عازمة على تطبيع علاقاتها مع سوريا، والتي كانت قد دخلت إلى الثلاجة في ما يتعلق بالاتصالات على المستويات العليا، منذ ربيع سنة ،2004 حين قرر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، تغيير طريقة التعامل مع دمشق بسبب خلافات تجارية تتعلق بعقود نفطية، ومن ثم تطور موقفه بعد ذلك للتنسيق مع الولايات المتحدة، من اجل استصدار قرار مجلس الامن الدولي ،1559 وقد شكل ذلك سببا مباشرا لتصعيد الموقف بين الطرفين، وكانت نقطة الافتراق الفعلية هي التمديد للرئيس اللبناني السابق اميل لحود، الذي عارضه شيراك واصرت سوريا عليه.
إلا ان الذروة ولحظة القطيعة بين شيراك والرئيس السوري كانت مع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط سنة ،2005 حيث وجه شيراك الاتهام الى سوريا، ولذلك أخذ على نفسه وأصر على تثبيت المحكمة الدولية، وهذا ماتوصل إلى تحقيقه.

لم يلتزم ساركوزي بحرفية موقف شيراك من دمشق، وتجنب الخوض في مواضيع الخلاف التي تركها خلفه، وحتى موضوع المحكمة الدولية لم يقف امامه كثيرا، باعتبار انه اصبح من الناحية الفنية في عهدة الامم المتحدة، ولكنه يعرف ان هذه الورقة هي النقطة الحساسة في الملف، لأن دمشق اتهمت الغربيين منذ البداية بتسييس المحمكة الدولية، وسواء صح ذلك ام لم يصح، فإن ساركوزي أراد النأي عن هذه القضية، واخراجها من ملف العلاقات الفرنسية السورية، وترك مسألة التفاهم من حول تحريك الوضع في لبنان، كأساس لتطبيع العلاقات بين دمشق وباريس، وحدد ذلك كشرط مسبق كرره عدة مرات خلال سنة من وجوده في "الأليزيه".

إن ايفاد غيان إلى دمشق الذي سبق له أن نقل رسائل من ساركوزي للاسد، قد يترافق مع تشكيل الحكومة اللبنانية، فباريس لا تريد ان تنفتح كلياً على دمشق، قبل ان تطمئن من ان القاطرة اللبنانية انطلقت على الطريق من دون عقبات، وقناعة فرنسا هي ان الطرف الوحيد القادر على تذليل المصاعب هو سوريا، ولذا ستقوم بخطوات تدريجية، بعد أن كسر الاتصال الذي اجراه الرئيس الفرنسي مع نظيره السوري يوم الخميس الماضي الجليد، وقد لوحظ ان الاتصال تجاوز المجاملات إلى الحديث عن "التنسيق بين البلدين في المواضيع ذات الاهتمام المشترك".

بالاضافة لايصال لبنان إلى بر الأمان، هناك اسباب اضافية لتوجه باريس لعودة العلاقات السورية الفرنسية الى ما كانت عليه قبل القرار ،1559 يأتي على رأسها الاحساس بأهمية الدور السوري المؤثر في لبنان والعراق وفلسطين ومنطقة الخليج وايران، وكذلك موضوع السلام مع "إسرائيل". وهناك شعور فرنسي في اوساط عليا بأن فرنسا باتت خارج المعادلة في الشرق الاوسط، وبعيدة عن التأثير في مجريات الاحداث، بسبب عدم وجود علاقات متينة مع طرف مؤثر في المعادلات في هذا المنطقة.

ومن المنتظر ان تكون زيارة الرئيس السوري الى باريس لحضور قمة "الاتحاد من اجل المتوسط" في الثالث عشر من الشهر المقبل، مناسبة لاعادة طرح العلاقات الثنائية على بساط البحث.

يبقى ان زيارة ساركوزي الى بيروت يوم السبت القادم، تقرب باريس خطوة من دمشق،وتمهد لوصل ما انقطع بين البلدين.

(114)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي