سلم الصليب الأحمر الدولي إسرائيل يوم الاحد صندوقا فيه رفات لجنود لها قتلوا في الحرب مع حزب الله في تموز/يوليو عام 2006.
وكان الصليب الأحمر قد تسلم الصندوق من وفيق صفا مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله إثر تسلمه السجين اللبناني الأصل نسيم نسر.
وأطلقت إسرائيل سراح نسر صباح الأحد، ونقله الصليب الأحمر الدولي في سيارة جيب إلى بلدة الناقورة اللبنانية على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ويقول أحمد البديري مراسل بي بي سي العربية في القدس إن الحكومة الإسرائيلية لم تعلق حتى الآن على هذا الصندوق، إلا أن مصادر مقربة من مكتب رئيس الوزراء أشارت إلى أن الحكومة فوجئت بالموضوع لأنه لم يكن منسقا مع الوسيط الألماني.
ويضيف المراسل أن وزارتي الدفاع والخارجية امتنعا أيضا عن التعليق، وإن الصندوق قد نقل إلى مركز للتشريح لمعرفة هوية أصحاب الأشلاء الموجودة فيه.
ويشير البديري إلى أن هناك تأكيد شبه رسمي أن الرفات ليست للجنديين الأسيرين في لبنان، مما لا يعطي إجابة شافية لإسرائيل عن مصير الجنديين.
ووفقا للصليب الحمر فإنه هو الآخر فوجئ بتسليمه الصندوق، وإن ذلك لم يكن مرتبا من قبل.
احتفال
وأعد حزب الله احتفالا في الميدان الرئيسي للبلدة لتحية نسر عند عودته، حيث أقيمت منصة ضخمة بالقرب من الحدود وأذاعت مكبرات الصوت الأغاني الوطنية في انحاء الميدان.
ويأتي هذا الإفراج فيما تتردد أنباء عن أن حزب الله وإسرائيل على وشك إتمام صفقة كبيرة لتبادل الأسرى.
وينحدر نسر من أب مسلم شيعي لبناني وأم لبنانية يهودية أعلنت إسلامها قبل خمسين عاما.
وكان نسر( 40 عاما) ترك لبنان إثر الغزو الإسرائيلي عام 1982 وانضم لعائلة والدته في إسرائيل حيث استقر قرب تل أبيب.
وتعيش فالنتين والدة نسر البالغة من العمر سبعين عاما مع أسرتها في قرية البازوريه جنوبي لبنان.
واعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية نسيم نسر عام 2002 وعوقب بالسجن ست سنوات بعد إدانته بتهم التآمر وإجراء اتصالات مع حزب الله.
كما تم إلغاء الجنسية الإسرائيلية التي كان يحملها.
وأفادت أنباء بأن صفقة تبادل الأسرى ستشمل إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما مقاتلو حزب الله في عملية عسكرية في 12 يوليو/تموز 2006 وهي العملية التي شنت بعدها إسرائيل حربا على لبنان.
ولم يعلق حزب الله على هذه الشائعات، كما نفت إسرائيل أن تكون إطلاق سراح نسر جزءا من عملية تبادل أوسع.
إلا أن راديو الجيش الإسرائيلي قال الاثنين الماضي إن إسرائيل مستعدة لإطلاق سراح خمسة سجناء لبنانيين وإعادة رفات عشرة من مقاتلي حزب الله مقابل الإفراج عن الجنديين.
سمير القنطار
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن الاثنين الماضي أن المعتقل اللبناني في اسرائيل سمير القنطار "سيكون قريبا في لبنان هو واخوته".
والقنطار هو أقدم سجين لبناني تحتجزه إسرائيل. والقي القبض عليه أثناء هجوم في عام 1979 على شمالي إسرائيل شنته جماعة فلسطينية وقتل فيه شرطي إسرائيلي ورجل آخر وابنته التي تبلغ أربع سنوات.
وفي عام 2004 تبادل حزب الله وإسرائيل جثث ثلاثة جنود إسرائيليين اسروا في عام 2000 ورجل أعمال إسرائيلي مخطوف مقابل 400 سجين فلسطيني و23 سجينا لبنانيا وعربيا في اتفاق تم التوصل إليه بوساطة ألمانية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية