أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قمة أبو ظبي مقدمة الحراك السياسي لقمة دمشق..

الاجواء الحميمية كانت السمة المميزة في زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى دولة الامارات العربية المتحدة التي بدأت امس.

هذه الاجواء كانت واضحة بشكل كبير منذ اللحظة الاولى لوصول الرئيس الأسد الى مطار ابو ظبي ومن بعدها خلال الاستقبال الرسمي الذي اقيم لسيادته في قصر المشرف، وذلك قبل ان ينتقل الرئيس الأسد وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الى قاعة الاجتماعات ليبدأا مباحثاتهما حول العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في المنطقة وخصوصا في الاراضي الفلسطينية المحتلة والعراق اضافة الى قضايا العمل العربي المشترك. ‏

المصادر الاماراتية المتابعة للقاء القمة قالت: ان المباحثات جرت في اجواء ايجابية جدا وتناولت في العمق مختلف القضايا والمسائل العربية اضافة الى العلاقات الثنائية وذلك على ارضية كون علاقات البلدين راسخة ومتينة وتقوم على اسس متكاملة من التعاون الاخوي والتفاهم البناء والمصالح المتبادلة. ‏

سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الامارات وصف علاقات بلاده بسورية بأنها ممتازة جدا. ‏

وأشار في تصريح صحفي في هذا السياق الى الزيارات المتبادلة المتواصلة بين المسؤولين في البلدين الشقيقين متوقفا عند زيارات الرئيس الأسد للامارات وزيارتي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد الى سورية. ‏

وقالت مصادر اماراتية: هناك ميزة اضافية لعلاقات البلدين: سورية والامارات تتمثل في سعيهما المشترك من اجل تنقية الاجواء العربية واستعادة التضامن العربي ودعم العمل العربي المشترك الذي بات حاجة عربية ماسة في هذه الظروف الصعبة التي تمر على الامة العربية. ‏

وهذا بالفعل ما تجلى على ارض الواقع في مباحثات الرئيس الأسد وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد اذ توقف القائدان عند مختلف القضايا التي تهم الامة العربية وعلى رأسها تعزيز العمل العربي المشترك. ‏

وكان من الطبيعي ان يستحوذ هذا الموضوع على كل هذا الاهتمام فسورية التي تترأس حاليا القمة العربية حريصة على بذل كل الجهود للوصول الى هذا الهدف العربي. ‏

في التفاصيل .. ذكرت «سانا» ان السيد الرئيس بشار الأسد وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة عقدا اجتماعا موسعا في قصر المشرف في أبو ظبي حضره أعضاء الوفدين الرسميين تلاه اجتماع ثنائي. ‏

وأعرب الرئيس الأسد وسمو الشيخ خليفة عن ارتياحهما للتطور المطرد الذي تشهده العلاقات بين البلدين الشقيقين ولاسيما في جانبها السياسي والاقتصادي والاستثماري مؤكدين حرصهما على مواصلة الارتقاء بهذه العلاقات بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. ‏

كما جرى بحث تطورات الاوضاع في المنطقة وخصوصا في العراق والاراضي الفلسطينية المحتلة. ‏

وتطرق الجانبان الى الجهود التي بذلت من أجل التوصل الى اتفاق الدوحة وانتخاب اللبنانيين لرئيسهم التوافقي، والدور المهم الذي قامت به سورية في هذا المجال. وتم تأكيد ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين حيال القضايا التي تهم الامة العربية والعمل على تعزيز العمل العربي المشترك. ‏

بعد ذلك أقام سمو الشيخ خليفة مأدبة غداء تكريما للرئيس الأسد تابعا خلالها محادثاتهما. حضر المأدبة اعضاء الوفدين الرسميين. ‏

الرئيس الأسد يطلع على مشروعات أبو ظبي ‏

وفي المساء اطلع السيد الرئيس بشار الأسد خلال جولة معرفية برفقة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي ـ نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة على خطط المشروعات الكبرى التي ستقام في ابو ظبي. ‏

واستمع سيادته من القائمين على هذه المشروعات الى شرح حول مراحل تنفيذها وحجمها وفوائدها التي ستنعكس على دولة الامارات العربية المتحدة. ‏

ورافق السيد الرئيس وسمو الشيخ محمد بن زايد في الجولة السيد وليد المعلم وزير الخارجية وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الامارات. ‏

وصول الرئيس الأسد ‏

وكان السيد الرئيس بشار الأسد قد بدأ ظهر امس زيارة رسمية الى دولة الامارات العربية المتحدة. ‏

ولدى وصول الرئيس الأسد الى مطار أبوظبي كان في استقباله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ـ نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء والسيد عبد الرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ـ رئيس بعثة الشرف والسيد يوسف محمد المدفعي سفير دولة الامارات في دمشق والدكتور رستم الزعبي سفير سورية في أبوظبي وأعضاء السفارة. ‏

وجرى استقبال رسمي للسيد الرئيس لدى وصوله الى قصر المشرف حيث توجه سيادته وسمو الشيخ خليفة الى منصة الشرف ثم عزف النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية بينما كانت المدفعية تطلق احدى وعشرين طلقة، وصافح الرئيس الأسد عددا من أصحاب السمو الشيوخ ومعالي الوزراء وكبار المسؤولين في دولة الامارات من مدنيين وعسكريين. ‏

كما صافح سمو الشيخ خليفة أعضاء الوفد المرافق للرئيس الأسد. ‏

ويرافق الرئيس الأسد في زيارته السيد وليد المعلم وزير الخارجية والسيد سعيد البني مدير ادارة الوطن العربي في وزارة الخارجية. ‏

 

الشيخ خليفة: زيارة الرئيس الأسد تسهم في توطيد العلاقات ‏

الى ذلك رحب سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة بزيارة السيد الرئيس بشار الأسد. ‏

ونقلت وكالة الانباء الاماراتية «وام» تأكيد سمو الشيخ خليفة أن زيارة الرئيس الأسد ستسهم في توطيد العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين. ‏

وفي السياق ذاته وصف الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الاماراتي الزيارة بأنها تجسد العلاقة المتينة واللحمة بين الشعبين والقيادتين في البلدين الشقيقين. ‏

وأعرب الشيخ عبد الله عن حرص بلاده على تعزيز علاقات البلدين في جميع المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية وذلك في ضوء الخطوات المهمة التي قطعتها سورية لتحسين البيئة الاستثمارية. ‏

وأعرب وزير الخارجية الاماراتي عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الاماراتية في سورية. ‏

العلاقات السورية ـ الإماراتية ‏

يذكر أن زيارة الرئيس الأسد الى دولة الامارات العربية المتحدة هي الرابعة حيث زارها أعوام 2001 و 2004 و 2006 في اطار تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وخصوصا السياسية والاقتصادية منها. وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبيرة في بعدها العربي في ضوء رئاسة الرئيس الأسد للقمة العربية وحرصه على متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية والعمل المشترك مع دولة الامارات والدول العربية من أجل تحسين الاجواء العربية وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك اضافة الى التنسيق والتشاور بين البلدين بشأن القضايا والتطورات في المنطقة. ‏

وتعد دولة الامارات العربية ثالث أكبر شريك تجاري لسورية على المستوى العربي حيث تجاوزت نسبة التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات القليلة الماضية مئة في المئة وارتفع حجم التبادل التجاري من 4462 مليون ليرة عام2000 الى أكثر من 20411 مليون ليرة عام 2006. ‏

ويرتبط البلدان بالعديد من الاتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمارات وتهيئة المناخ الاستثماري والظروف المشجعة للتعاون الاقتصادي والتعاون بين اتحاد غرف التجارة السورية وغرفة تجارة وصناعة أبو ظبي اضافة الى تأسيس مجلس رجال أعمال سوري ـ اماراتي. ‏

وذكرت «سانا» أن نشرة «أخبار الساعة» الاماراتية أكدت أهمية زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى دولة الامارات العربية المتحدة وقالت: انها فرصة لتطوير العلاقات الاخوية القائمة بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية. ‏

وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها أمس: ان زيارة الرئيس الأسد الى أبوظبي تأتي في اطار العلاقات الاخوية والمتميزة بين البلدين كما تؤكد حرص قيادتي البلدين على استمرار التشاور وتبادل وجهات النظر حول تطورات الاوضاع في المنطقة وتنسيق المواقف حيالها وتفعيل العمل العربي المشترك خاصة في هذه المرحلة التي تشهد تحركات متعددة بهدف تفعيل التضامن العربي. ‏

كتاب إماراتي بمناسبة الزيارة ‏

وفي هذا الاطار اصدر مركز شؤون الاعلام في دولة الامارات العربية المتحدة كتاباً حول العلاقات السورية ـ الاماراتية بمناسبة زيارة الرئيس الأسد الى الامارات وزع على كل الفعاليات السياسية والاعلامية. ‏

وأكد الكتاب ان العلاقات السورية ـ الاماراتية هي احدى العلاقات المتميزة على المستوى العربي التي تجاوزت بفعلها وزخمها حدود البلدين لكونها علاقات بناءة تحقق مصالح ابناء البلدين. ‏

وأوضح الكتاب ان هذه العلاقات تتميز بعمق الرؤية وقوة التلاقي والتفاهم والتنسيق في مختلف المجالات وتجتمع دوما حول الواجب القومي وما يمليه التضامن والتشاور حول مختلف قضايا الامة العربية، مشيرا الى ان هذه العلاقات تستند الى قاعدة صلبة وأسس راسخة أرساها السيد الرئيس بشار الأسد وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة. ‏

واستعرض الكتاب لقاءات القمة بين قيادتي البلدين وما ساهمت به في فتح آفاق التعاون المشترك وتنسيق المواقف والرؤى بينهما تجاه مختلف القضايا الاساسية على الساحتين العربية والدولية. ‏

وسلط الكتاب الضوء على جوانب التعاون الوثيق والشراكة المتميزة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية التي جمعت البلدين على قاعدة متينة مؤسسة على الاقتناع بحتمية ترسيخ العمل العربي المشترك خاصة في التعاون الاقتصادي وإقامة مشروعات استثمارية تنموية تلقى الاحترام والتقدير على المستويين الرسمي والشعبي، مشيرا الى ان البلدين ارتبطا بالعديد من الاتفاقيات الاساسية التي دعمت ودفعت التعاون الاقتصادي والتجاري الى الامام منها اتفاقية التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتقني واتفاقية منطقة التجارة الحرة واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين وغيرها من الاتفاقيات. ‏

كما أكد السيد راشد صالح العريمي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الاماراتية ان زيارة السيد الرئيس بشار الأسد تكتسب أهميتها من كونها تصب في اطار العمل على تحسين الاوضاع العربية في ضوء رئاسة سورية للقمة العربية مشيراً الى ان سورية والامارات تتقاسمان رؤية مشتركة لظروف المنطقة وأحداثها الجسام. ‏

وقال العريمي في تصريح لمراسل «سانا» في أبو ظبي: إن نتائج مباحثات الرئيس الأسد وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة عكست إرادة النهوض بواقع الامة العربية لما فيه خير ومصلحة المواطن العربي في كل مكان ولاسيما ان البلدين الشقيقين لديهما إرث كبير من التعاون والتنسيق تجاه القضايا العربية. ‏

ولفت رئيس تحرير «الاتحاد» الاماراتية الى البعد الثنائي في الزيارة التي ستساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية

(104)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي