معاذ الخطيب والبندقة السياسية ... د.أسامة الملوحي

بسم الله الرحمن الرحيم

البندوق تعبير كان قد استخدم في وصف نوع من العصافير الهجينة... لتنتقل التسمية بعد عهود، إلى وصف أنماط من التذاكي والتشاطر، وهذه الأنماط تتيح لأصحابها التنقل والتقلب بين المواقع المتناقضة في ولائها وقيمها.

والتسمية باتت ترتبط بالذكاء العملي والتحرر من مثاقيل الالتزامات السياسية والاجتماعية وأطرهما الأخلاقية الملائمة،

وأن يطرح أحد المشاهير في الوسط المعارض السوري كل حين أسسا لحل (الأزمة) السورية تتجاهل قيمة وأهمية الثورة السورية وأسباب انطلاقها وتتجاهل ضرورات حدوثها لهو نوع من البندقة السياسية التي تستغل آلام الناس وتعبهم وتعزف على تفاصيل مآسيهم ونكبتهم لدفعهم إلى التوقف عن الثورة والانكفاء والاكتفاء بريع او نصف ثورة ... وهو اكتفاء وانكفاء قاتل نتائجه مرعبة.

ويتباكى هذا على ما سماه (جرح الوطن) و لم يشر بجزم أبدا إلى مسبب الجرح ,وترك المتذاكي الفاعل يحتمل الجهتين المتصارعتين وأسّس الى حل ليكون فعالا دائما بيد المجرمين أن إذا انتفضت في وجوههم جماهير فليجرحوا وطنهم بدمار وخراب فيتأدبوا وتأت البندقة السياسية فتقنعهم بالسكوت والتوقف. 

ويذكر الوطن في كل مرة بعاطفية ورومانسية يهيجهما ببراعة لدرجة يظن بها الأجنبي البعيد أنه قد كان هناك فعلا وطن اسمه سورية بينما هي مزرعة لآل الأسد فيها حراس وعمال وعبيد من أصناف شتى.

ولم يتجه أبدا في طروحاته إلى أي نوع من العدالة والمحاسبة لتبقى دماء الشهداء وأنات المعذبين وعفة المغتصبات حقوق ضائعة تجر اللعنات على الساكتين المفرطين قبل المجرمين الطلقاء.

ويلقي في آخر نسخة من طروحاته اللوم أكثر على الذين يحاربون النظام في تخريب الوطن واستئصال المواطن دون ان يفرق بين أحد منهم.

ويوحي بزخرف قول غرور أن تتوقف الثورة لمنع التقسيم وللحفاظ على استقلالية القرار السوري ولوقف القتل والخراب ويستعطف بشار المجرم ويناشده القبول.... 

إنها البندقة السياسية التي لا يحترم فيها صاحبها الثوار السوريين الكرام الذين أصبحوا مجاهدين وليس في ضميره ووجدانه ولم يكن يوما شعارأن (الثورة أولا)... ثورة سورية عظمى هي كل ما يملكه السوريون ولا يملك السوريون قبلها كرامة ولاحرية ولا وطن ... سلام على شهدائها ومجاهديها.. والله أكبر.