أصبح واضح وضوح الشمس أنه وكلما حققت فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية المعتدلة المعارضة تقدما على قوات النظام الأسدي ، وكلما ضجت وسائل الإعلام بالانتصارات الكبيرة التي يسجلها أبطال سوريا الأحرار بمواجهة الجيش الأسدي . تتسارع وتيرة حركة الماكينات الاستخباراتية الأسدية والداعشية لتعود داعش إلى الصدارة الإعلامية .
ما انفك الجيش الأسدي وعناصر حزب الله الصفوي يسحبون ذيول الخيبة والانهزام من تحت ضربات الصناديد الأبطال على جبهات مورك الصمود ، ويلملمون قتلاهم وجرحاهم والأوصال والأشلاء المشلوحة على تخوم مورك العز . وقبل أن تكتمل النشوى في نفوس الشعب السوري التواق للنصر ، ولسماع الأخبار المفرحة عن هذه المعركة وتفاصيلها . وقبل أن يعطى حق هذه المعركة إعلامياً لتصل إلى مسامع الرأي العام العالمي . تحرك تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " نحو الفرقة 17 التي تبعد 7كم عن الرقة المدينة الوحيدة التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل منذ حوالي سنة ، وتعتبر من أهم معاقله . وبين ليلة وضحاها تحررت الفرقة على أيدي مجاهدي داعش ! ليتصدر هذا الخبر الفضاء الإعلامي ويأفل الضوء عن معركة مورك التي أبكت القرداحة والضاحية الجنوبية وأفرحت الشعب السوري بآن واحد .
وقبل ذلك كانت كمائن القلمون على أيدي الأشاوس الأحرار قد ألحقت بقوات النظام الأسدي وبنخبة عناصر حزب الله الهزيمة والعار ، وصدّرت بالدستات إلى لبنان التوابيت الملفوفة بأعلام الموت الصفراء ليشيع معظمها خلسة ، ما أجج الحنق ضد حزب الله من قبل حاضنته الشعبية أثر تخبط تصريحاته حول أعداد وأسماء قتلاه في معارك القلمون . ناهيك عن أكوام جثث قتلى نظام الأسد المتفسخة في حقول و ثغور القلمون والتي شكلت هزيمة لمؤيدي الأسد عكست نقمتهم على قيادات الجيش شهدتها صفحات التواصل الاجتماعي المؤيدة للنظام الأسدي . ولم تكد ترتفع الأصوات معلنة عن هذه الانتصارات عبر وسائل الإعلام ، حتى تحركت داعش نحو حقل الشاعر لتسيطر عليه في غضون يومين ومن ثم يتصدر الإعلام هذا الحدث على حساب التعتيم على انتصارات كتائب الجيش الحر والمعارضة في القلمون .
وقبل ذلك وبينما كان ثوار سهل حوران يسطرون أروع الملاحم ويحررون آخر معاقل النظام الأسدي في القنيطرة والحدود مع الأردن ، كانت قنوات العالم الفضائية تبث صور مصفحات الهامر والهامفي الأمريكية التي سيطرت عليها داعش في العراق وجلبتها إلى الرقة . والأمثلة كثيرة على تزامن تحرك داعش بعد أن يحقق الجيش الحر انتصارات قل نظيرها . وربما سنشهد عملية نوعية لداعش ضد قوات النظام في اليومين المقبلين لتغطي إعلاميا على عمليات تدمير سرية الرادار في دير عطية وكذلك موقع البريج في القلمون ومواقع أخرى في الغوطة الشرقية حيث قتل العشرات من قوات الأسد وحزب الله على أيدي أحرار القلمون والغوطة .
وتكثر الأسئلة مقابل سؤال : هل بهذه البساطة يتخلى النظام عن الفرقة 17 وحقل الشاعر ؟ في المقابل هل ملاك الفرقة العسكرية ستة ضباط وعشرات العناصر ؟ وحين نتكلم عن فرقة نكون أمام عشرة آلاف جندي على الأقل أين هؤلاء ؟ وأين عتادهم ؟ ويوجد في الفرقة قبل التحرير دبابات ومدفعية وصواريخ أرض أرض ورشاشات ثقيلة . أين الطائرات التي كانت تجوب السماء في الأحوال العادية ؟ . وهنا يلح سؤال آخر : طالما الضربات الاستباقية يقوم بها دائماً الأقوى لماذا لم يفعلها النظام على داعش ومقر قيادتها في متناول يده ولا يبعد اكثر من 7كم عن الفرقة الساقطة ؟ هل يخاف على المدنيين من أن يطالهم القصف ؟ وكيف يقصف الأسد بالبراميل الأحياء المحررة في حلب و القرى المحررة في ريف حماة وريف دمشق ولا يقصف الرقة التي يسيطر عليها التنظيم كليا منذ سنة . وإذا كان إسقاط الفرقة بكل هذه السهولة لماذا لم تفعلها داعش قبل ذلك وراحت تقاتل الفصائل المعارضة في دير الزور وريفها ؟
أما بالنسبة للنفط والغاز فهذا لا يهم طالما بالنهاية يصل إلى النظام بغض النظر عن الوسائل ، وسواء كان تحت سيطرته أو سيطرة صنيعته داعش فالأمر سيان ، لاسيما وأن المطابع الروسية لا تتوقف عن طباعة العملة الأسدية الرخيصة الكلفة ، ليدفع بها النظام أجور مرتزقته والقيمة الوهمية للنفط والغاز الذي يستجره من المناطق التي سيطرت عليها داعش . ويبقى المهم أن يسود إعلاميا منطق المقارنة بين داعش المتطرفة والأسد العلماني .
25/7/2014
لماذا الآن ياداعش ... م . صدام عكاش

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية