بعد أن خيبت معطيات البيدر حسابات الحقل وهذه المرة نتيجة لظروف خارجة عن ارادة الجميع وارتبطت بالظروف الجوية التي سادت خلال هذا الموسم جاء المؤتمر السنوي لشراء وتسويق الحبوب ليكرس حقيقة الوضع الذي وصل اليه انتاجنا من الحبوب خلال الموسمين الماضيين وليطلق اشارات التحذير لاصحاب القرار لاتخاذ القرارات التي من شأنها الحفاظ على المزية التي امتلكناها في هذا المحصول الاستراتيجي المهم الذي يرتبط فيه امننا الغذائي، ولئن شكلت الخطوات التي اتخذتها الحكومة من خلال رفع اسعار المحصول واعفاء الفلاحين من فوائد الديون خطوة في الاتجاه الصحيح، فإن الامر على مايبدو بحاجة الى خطوات اخرى من اجل استمرار تمتعنا بميزة لم يمتلكها غيرنا من العرب وهي الاكتفاء الذاتي من القمح وحتى تزويد بعض الاشقاء بالفائض منه.
وجاء التقرير المقدم من المؤتمر في هذا الاتجاه الذي قدمنا له حيث اشار في عرضه لنتائج موسم 2007 الى عدم تنفيذ سوى 51٪ من خطة الشراء في مادة القمح التي لم يتم استلام سوى 1556710 أطنان منها من اصل المقدر البالغ 3026500 طن وهي النسبة التي لم تكن بأفضل منها نسبة محصول العدس الذي لم يتم استلام سوى 67 طناً منه ولا الحمص الذي لم يسجل استلام اي كميات منه على الاقل وفقاً لمعطيات التقرير الذي ارجع هذا التراجع في الشراء الى جملة من الظروف اهمها عدم ملاءمة الظروف الجوية التي سادت في المراحل الاخيرة لنمو المحصول والتي ادت الى انخفاض الانتاج بحدود المليون طن وارتفاع الاسعار العالمية للقمح والدقيق بشكل كبير ولاسيما في دول الجوار وبشكل يفوق اسعار الشراء من الفلاحين وهي الاسعار التي لم تتغير من سنوات طويلة والتي ادت الى شراء التجار واصحاب المنشآت الخاصة لكميات كبيرة من الانتاج.
واضافت المؤسسة الى جملة هذه الظروف ما تعلق بالامطار الغزيرة والسيول التي حصلت في اواخر الموسم والتي ادت الى ضجعان مساحات من القمح واصابة الحبوب بمرض فطري يسمى ظاهرة «العفن الفطري» والتي تظهر للمرة الاولى في سورية بهذا الشكل علماً بأن المؤسسة قامت بشراء كامل الكميات المصابة والتي بلغت 302028 طناً.
وفي الجانب المتعلق بتقديرات انتاج الموسم الحالي اشار التقرير الى ان الظروف المناخية قد لعبت مرة اخرى دوراً سلبياً في انتاج هذا المحصول وللسنة الثانية على التوالي مبعدة مساحات كبيرة عن الانتاج وحاصرة الكميات المنتجة في المساحات المروية سقياً مقدراً الانتاج المتوقع ونتيجة لهذا الامر بـ 20587815 طناً من القمح 23595 طناً من العدس و24282 طناً من العدس مؤكدة ان الكميات المتوقع شراؤها من هذا المحصول تتوقف على الانتاج الفعلي من المحصول وعلى التزام كافة الجهات المعنية بتنفيذ القرارات الخاصة بإلزام تسويق المحصول لصالح المؤسسة حصراً وبمنع الاتجار به او نقله من محافظة الى اخرى مستبعدة استلام اي كميات من العدس والحمص وذلك ربما لقلة الانتاج وزيادة الاسعار في الاسواق المحلية.
وقدرت المؤسسة احتياجات القطر الاستهلاكية من الحبوب بـ 3698236 طناً من القمح منها 3379600 طن لاحتياجات الغذاء و318636 طناً لاحتياجات البذار و111636 من العدس 99400 طن منها للغذاء و12236 طناً للبذار اضافة لـ 32791 طناً من الحمص منها 29820 طناً للغذاء و2971 للبذار علماً بان هذه الحسابات قامت على اساس حساب عدد سكان سورية هو 19880 الف نسمة وذلك استناداً لتقديرات المكتب المركزي للاحصاء.
وعرضت المؤسسة للاجراءات المتخذة من قبلها لاستلام المحصول والتي تضمنت تجهيز 30 مركزاً تسويقياً وتأمين مخزون من اكياس الخيش.
مؤسسة الحبوب تعلن حقائق الموسم بلا تحفظ.. وتعوّل على إجراءات ضبط المحصول
نعمان أصلان - البعث
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية