سعى النظام جاهداً لتقطيع أوصال المدن بالحواجز، والآن يقوم بتقطيعها عبر الهِدن في منطقة دون أخرى، وإذا رفضت إحداها صب جام غضبه عليها، كما حصل في إحدى مدن الغوطة الشرقية التي تعرضت لقصف شديد أودى بحياة الكثيرين عندما رفضت الهدنة، وكان الفرق واضحاً في عدد الشهداء والمصابين.
كما سعى النظام لتضييق الخناق من خلال حصاره الشديد على المناطق الحيوية عسكرياً أو ما يسميها الجبهات المستعصية وقصفها قصفاً شديداً بكل ما أوتي من جبروت متأملا أن يؤلب الشعب على العسكريين ويفصلهم عن حاضنتهم. ولأن إغراءات الهدنة تعني الأمن والأمان والغاز والخبر والطحين والدواء وهي من حاجات الإنسان الأساسية جهد النظام لحرمان الناس منها مما جعلهم يبحثون في موضوع الهدن.
واتجه النظام إلى المناطق ذات الثقل الاستراتيجي على الأرض، مثل اتجاهه إلى برزة التي هي من دمشق كما اتجه إلى حرستا حتى يؤمن المتحلق الشمالي وترتاح جبهات القلمون وعدرا العمالية التي تحمل بعداً طائفياً كبيراً لدى النظام.
وجرى حصر من لا يقبل بالمهادنة بمناطق صغيرة بعد تراجعه من الجبهات حتى يستطيع التخلص منه بطريقة أسهل وأسلس وبدون خسائر كبيرة من جهته، لأن العمل العسكري الأنجح عند النظام هي الأهداف ذات البصمة الكبيرة والتمهيد بعيد المدى والمدفعية والصواريخ، ولا قدرة له على المواجهة العسكرية المباشرة (الاشتباكات).
كما قام باختراق المسلحين الذين يعملون ضده بطرق عدة، سواء كانت شخصيات الهدنة التي تكون على جبل الأعراف والشخصيات الحيادية والشخصيات المناصرة للتنظيمات، وانتهاء بجواسيس مزروعة داخل التشكيلات كما في داعش وبيان مزعل وغيرهم الكثير.
وتولى الإعلام التابع لمؤسسات الأسد تصوير الهدن بأنها مصالحة وهذا أمر خطير من الناحية السياسية، إذ يهدف من خلاله إيهام دول العالم وحتى الناس الذين ينقادون بالكلمات.
لكن من وجهة نظر أخرى يُعذر من تحمّل القهر والقصف والقتل والجوع وقلة الدواء وضعف الموارد إلى حد الانعدام، وغلاء الأسعار الفاحش ولكن أمرنا الله أن نثبت في هذه المواقع، فلا يعقل أبداً أن نضغط على من وهب دمه للدفاع عنا ونستهين بآخر قد قُتل ذوداً عن كرامتنا من أجل الخبز والماء فالصبر الصبر والله أعلم.
https://twitter.com/islamdamas
https://twitter.com/islamdamas
مشاركة لــ"زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية