أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ميشيل كيلو وتقلّب المواقف... عمر طه

الكاتب: كيلو بدا متناقضاً حتى في الحديث عن كتلته التي أنشأها

المتابع لتصريحات المعارض السوري ومؤسس الكتلة الديمقراطية ميشيل كيلو الذي أصبح بعض الناشطين السوريين يطلقون عليه لقب "الحردان"، لا يبذل جهداً كبيراً في التوصل إلى أن هذا الشخص محترف بتقلب المواقف والانتقال بلمح البصر من الدفة اليمنى إلى اليسرى، فعدو كيلو بالأمس يصبح بين ليلة وضحاها صديق اليوم، وصديق الأمس بطرفة عين يصبح شيطاناً رجيماً وهدفاً مشروعاً لهجماته.

كما أن من يدقق في الكلمات التي بات السيد كيلو يستخدمها في مقالاته ومداخلاته التلفزيونية، يدرك على الفور أنها أسيرة بفكرة المؤامرة، حيث يصرّ كيلو اليوم على استخدام كلمات المطابخ السرية، والطباخون الذين يدسون له السم من وراء الستار، تنفيذاً لرغبة هذه الدولة أو تلك.

ومنذ صدور نتائج انتخابات رئاسة الائتلاف وفوز هادي البحرة في منصب الرئيس بتاريخ 9 يوليو/ تموز الجاري، يشن كيلو هجوماً لاذعاً بالدرجة الأولى على من كان سبباً في إدخالهم إلى الائتلاف كرئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا، ولا أقصد من كلامي هنا أني أثني على الجربا، فهو الآخر أخذ مركب الثورة إلى حيث الأمواج العاتية وأصبح الخوف من أن تتداعى دفة السفينة فتغرق بنا جميعاً.

لكن القصد من ذكر اسم الجربا هنا هو لتوضيح أن كيلو لا مأمن له، وأنه قادر على اختزال تقلب فصول السنة في تصريحاته ومواقفه خلال أيام قليلة، فعلى سبيل المثال في إحدى مقابلات كيلو مع الإعلامي السوري موسى العمر على قناة "الغد العربي"، قال كيلو إن ما قبل أحمد الجربا في الائتلاف لم يكن هناك رئيس، ويضيف أن الجربا "هو أفضل رئيس جاء للائتلاف منذ نشأته".

تعاقبت الأيام ومضت شهور وتحول الجربا إلى شخص ذي ثقافة ضحلة وخبرة فقيرة في العمل السياسي، وصار كظل الأسد في الائتلاف من خلال تصرفاته التسلطية ووصفه لنفسه بالقائد، حسب ما قاله كيلو في مقاله بموقع "العربي الجديد" بتاريخ 13 يوليو/تموز الجاري، وأتفق مع كيلو مبدئياً، لكني أود سؤال السيد كيلو "شو عدا على ما بدا"؟
استمر كيلو في فتح النار على من كان معهم يوماً ماً في خندق واحد، فهاجم فايز سارة وهادي البحرة وهو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها لكي يدخلهم في الائتلاف بعد صفقة جدة بين ميشيل والإخوان، واعتمد كيلو في هجومه على مبدأ "شمشون" القائل "عليّي وعلى أعدائي".

وعلى قول المثل الشعبي "من فمك أدينك"، فإن كيلو بدا متناقضاً حتى في الحديث عن كتلته التي أنشأها، حيث قال في 22 أبريل/ نيسان 2014 في العربي الجديد، "أجواء الائتلاف مختلفة اليوم عن أجوائه السابقة، قبل انضمامنا إليه (أي الكتلة الديمقراطية)، عندما كان مشحوناً بالانقسام والتناحر. لقد أدّينا دوراً مهماً وفاعلاً في إرساء بعض التوافقات الضرورية داخل الائتلاف، وسنعمل دوماً على مأسسته"، إلى هنا كلام كيلو جميل، لكن هل له أن يشرح لنا ما الذي تبدل حينما تحدث بعد 3 أشهر من تصريحه هذا عن دور الكتلة في الائتلاف، أن كتلته معطلة عن العمل في الائتلاف منذ عام كامل؟

ثم ينتقل كيلو للعب على وتر الخلاف بين رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا ورئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة، ويقول كيلو إن الجربا حاول إفشال عمل الحكومة من خلال وصفها بـ"حكومة إخوانية" وأن طعمة من الإخوان المسلمين، وأن الجربا فعل المستحيل لمنع تواصل طعمة مع السعودية على اعتبار أنه رجل قطر، واصفاً ما قام به الجربا بأنه "وشاية أمنية تشبه تقارير ووشايات البعث".
وهذا الكلام يذكرنا تماماً بهجوم كيلو على رئيس الحكومة المؤقتة السابق غسان هيتو في مقابلة على قناة الحرة، واتهام كيلو له بأنه رجل قطر وأنه مدعوم من الإخوان المسلمين، وأن قناة الجزيرة سخرت نفسها كمنبر إعلامي لجماعة الإخوان التي قال إنها هي من أوصلت هيتو إلى الحكومة، مضيفاً أن قطر فرضت هيتو على الشعب السوري.

وأخيراً وليس آخراً، لم تسلم الثورة السورية من تناقضات "كيلو الحردان"، فتارة يراها ثورة ستنتصر وتحقق آمال الشعب السوري، وتارة أخرى يراها أنها انتهت وأصبحت في طي الذكريات، مستخفاً بعقلية الشعب السوري.

وللسائل عن آخر أدلة هذا التناقض، أذكر له أنه في 14 فبراير/ شباط الماضي، قال كيلو مؤكدا انتصار الثورة "سنعود إلى سوريا ونلعب الطاولة في مقهى الروضة ما بين تموز وأيار القادمين"، ثم يقول كيلو في مداخلة على راديو "روزنة" في 10 يوليو/ تموز الجاري إن "الثورة باتت في أيامها الآخيرة".

وربما ستكشف الأيام المقبلة، مدى الارتباط بين الهجوم الذي يشنه كيلو على جميع الجبهات، وبين حقيقة ما نُقل عن كيلو نيته مع مجموعات وشخصيات وطنية سورية، العمل على إنشاء تجمع وطني سوري، يكون له توجهات ديمقراطية حقيقة ويشكل بديلاً للائتلاف كجسم سياسي انتهت صلاحياته.
عمر طه

مشاركة لــ"زمان الوصل"
(197)    هل أعجبتك المقالة (129)

nana al souriyah

2014-07-19

أصبح من لا يفهم بالسياسة يضع نفسه في مصافي من يفهم بها، فيوازي بين ما هو تكتيك سياسي وخبرة وحنكة وصراع قوى وتحالفات مؤقتة مع هواة العمل السياسي، لله در السوريين، كم هم فالحون في اصطياد الأيقونات وتمريغها في وحل الجهل السياسي... يا سادة احترموا عقولنا قليلا ولو بربع ليرة....


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي