أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كَذَبَ "أمثال الكيلو" وإن صدقوا ! ... محمد اللادقاني

مازلتُ أذكر،منذ أشهر،عندما أرسل لي أخي عنوان مقابلة للأستاذ ميشيل كيلو يتبّأ فيها بشرب القهوة في دمشق خلال خمسة أشهر،وكيف انتشر حينها ذلك الخبر مثل النار في الهشيم.وأذكر كيف استغربت-كالكثيرين- من ذلك،فلم يكن حال الثورة حينها بأفضل من حالها الآن،ولم يكن هناك معطيات تستطيع إخبارنا بأنّ حسماً قريباً يلوح في الأفق.ولكنّي قلت لنفسي،أن ربما لدى الرجل معطيات غابت عنّا،فهو بالطبع لديه اتصالاته ومعلوماته بحكم موقعه في الائتلاف،وقلت : "إن شالله يارب...يكون هالحكي صحيح".
مضت الأشهر،ونسينا هذه النبوءة كما نسينا الكثير غيرها من التوقعات والتصريحات والوعود،ولكنّ صاحبها أبى إلا أن يذكّرنا بنفسه بها بطريقة مميزة جداً.ففي نهاية الموعد تقريباً الذي حدده لحدوثها،يُطلّ علينا بنبوءة أخطر بكثير،تناقض الأولى تماماً،مفادها بأن لاثورة في سوريا خلال الأشهر القادمة في حال استمر الائتلاف بسياساته !
فعلى ماذا اعتمد القائل حينما صرح بهذين التصريحيين المتناقضين؟وكيف لمن يكون في موقع هام أن يبيع الناس أوهام نصر أو فشل،قد تعود بالضرر على الناس والثورة ؟! وهل كان أصلاً للائتلاف دوراً في انطلاق الثورة،واستمرارها،حتى يكون له دوراً في إنهائها؟!
بغض النظر عن التفاصيل التي يتّهم بها البعض صاحب هذه التصريحات وأمثاله،فما نرجو أن يفهمه من شاءت الأقدار أن يكون تحت الأضواء بسبب الثورة أنّ عليه أن يكون على قدر مسؤولية ذلك.فقد نستطيع -ربما-تفهّم أن يأخذ السياسي دور المحلل في بعض المقابلات ،ولكن أن يصبح التحليل تنجيماً وضرباً "بالمندل" لتحقيق خبطات إعلامية ،لمن من المفترض أن يترك التحليل للمحايدين ،فهذا الأمر يُسيء للثورة التي يتحدث عنها ،بعد أن يسيء إليه أولاً.
وبغض النظر عن القائل،فيبقى مايهمنا هو الظاهرة، لا الشخص،ولكنّه ورد كمثالٍ أوضح لها.أما موضوع الرد على النبوءة الجديدة،والذي هو الهدف الأصلي من هذه الأسطر، فلا أكثر من أن نتركه للنبؤءة الأولى فهي كفيلة أن تخبر الناس عن دقة "مندل" صاحبها السياسي !
لا نطلب بيع الناس تفاؤلاً مزيفاً أو إحباطاً مضخماً،بل المرجو ممن تهمّه البلد حقاً أن يلتفت ويهتم بالشرح للناس أنّ هناك الكثير من الأمور والتحديات والتفاصيل الكبيرة والصغيرة التي تنتظر من كلّ من يقف مع الثورة أن يعيد حساباته فيها،وأنّ الثورة هي مسؤولية الجميع ،لامسؤولية فئة معينة. فالأمور تحتاج لوقفة حقيقية من المخلصين،نرجو الله أن نراها قريبة وقوية.

(120)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي