بالوثائق.. هكذا صنّف فريق الجربا أعضاء الائتلاف والحكومة بين "معادٍ" وموالٍ ووسطي

حصلت "زمان الوصل" من مصدر موثوق على وثائق توثق تصنيفات و"تفكير بصوت عال" ومخططات رئيسي الائتلاف السابق أحمد الجربا والحالي هادي البحرة وعضو الائتلاف فايز سارة، للتعامل مع الوصول إلى قيادة الائتلاف ومواجهة الحكومة المؤقتة بما يخدم مصالح معينة، ليس من بينها مصلحة الثورة السورية بحسب المصدر وكما يرى معارضون آخرون بينهم أعضاء في "القائمة الديمقراطية" التي ينتمي إليها الثلاثة، والتي انقلب "الجربا" عليها في تحالفه مع "مصطفى الصباغ" في الانتخابات الأخيرة، بحسب توصيف المصدر نفسه....

ويرجع تاريخ الوثائق إلى ماقبل 20 يوماً من قرار طعمة حل هيئة الأركان، وليست وليدة رد فعل... 

وكشفت الوثيقتان الأولى المروّسة بعبارة "سري محدود التداول" والثانية التابعة لها، تصنيفاً يُسبغ على أعضاء وموظفي الحكومة المؤقتة الطابع الإخواني، من وجهة نظر معدّيها، بحسب التوجهات السياسية، فأربعة فقط من أصل 11 وزيرا في الحكومة "غير محسوبين على النزعة الدينية الإسلامية".

ويعترف رئيس الوزراء –بحسب الوثيقتين- بطغيان الاتجاه الإسلامي للحكومة ويعزو السبب إلى النفوذ الواسع للإسلاميين في الائتلاف وهو مانقل عنه وليس له اي دليل يؤيده، غير أن "الطعمة" لدى فريق الجربا يأتي في مقدمة المصنَّفين بأنه "إخونجي"، كما يعتبره الجربا الذي عمل المستحيل لمنعه من إقامة علاقات مع السعودية، بذريعة أنه "إخواني ورجل قطر، مع أن علاقاته مع المملكة كانت دوماً على رأس رغباته وأولوياته" بحسب عضو الكتلة الديمقراطية في الائتلاف ميشيل كيلو الذي ذكر الكثير من تفاصيل مخطط الثلاثي (الجربا والبحرة وسارة) في مقال له نشر بموقع "العربي الجديد".

واعتبر كيلو في المقال نفسه "أن للسيد أحمد طعمة تاريخا عريقا في معارضة النظام"، المقال الذي أسس عضو اللجنة القانونية ورئيس لجنة العضوية في الائتلاف مروان حجو الرفاعي دعوة لإحالة الثلاثة إلى المحاكمة لمخالفتهم المادة (13) من النظام الداخلي للائتلاف.

وفصّلت الوثيقتان –كذلك- بالأسماء التوزيع الوظيفي لكل عضو في الحكومة مصنف ضمن التيار الإسلامي، لا سيما الإخوان المسلمين، مع اتهام طعمة بإيواء موظفين لا عمل لهم في الأمانة العامة، وبتوقيع منه.

ووصف المعارض ميشيل كيلو تقييم مجموعة (الجربا والبحرة وسارة) لحكومة سبق أن اختارها الجربا ثم انقلب عليها، بأن "هذا ليس تقويماً للحكومة، بل وشاية أمنية، تشبه تقارير ووشايات البعث".

في حين تضمّنت الوثيقتان الثالثة والرابعة تصنيفا لكل أعضاء الائتلاف بين موالٍ لمجموعة الثلاثي المذكور أو وسطي أو معادٍ، وقد كتب قرب كل اسم رقم يشير إلى فئته (رقم 1 موالٍ رقم 2 وسطي، رقم 3 معادٍ).

وختمت الوثيقة الرابعة بجدول يوضح تصويت أعضاء الائتلاف في حزيران الماضي بعد مقارنتها بالتصنيف الجديد الذي أظهر مخططا دقيقا للثلاثي المذكور بغية الوصول إلى أهدافه بالسيطرة على قيادة الائتلاف.

وقد أظهرت النتائج بحسب الجدول أن عدد الأصوات من الكتلتين الأولى (الموالي) والثانية (الوسطي) تبلغ 67 صوتا أي 60% من أعضاء الائتلاف، وهذا ما يضمن تمرير أي قرار بشكل نظامي.

* قال كيلو

وكان المعارض ميشيل كيلو ذكر في مقاله أن فايز سارة "قد وزّع في إحدى جلسات الكتلة ورقتين، واحدة خاصة بأعضاء الائتلاف، تبيّن أنها تتضمن تصنيفاً لهم، وضع قبل أسبوعين من وجهة نظر الجربا وهادي البحرة وفايز سارة، حشرتهم في ثلاث فئات: موالية ووسطية ومعادية، وقد ورد اسمي فيها إلى جانب اسم مصطفى الصباغ و44 عضواً باعتبارنا "أعداء".

وأضاف إنه "عندما طرحتُ الموضوع، وقلت إن النظام يعتبرني معارضاً وأنتم تعتبرونني عدواً، اكتفى سارة بالقول: هذه القائمة وزّعت بالخطأ وليست الكتلة مَن وضعتها. طلبت منه، ومن أعضاء الكتلة إدانة تصنيفي بين أعداء الديمقراطية، فكرر قوله، وتجاهل الطلب".

وبخصوص الورقة الثانية الخاصة بالحكومة المؤقتة، فيقول كيلو إنها "وضعت قبل فترة من قرارات رئيسها إقالة المجلس العسكري الأعلى والأركان، وهي تتضمن تصنيفاً لأعضاء الحكومة يدمغهم بطابع إسلامي، ويصورهم أعضاء في حكومة إخوانية، تماشياً مع رأي الجربا برئيسها الذي يعتبره إخونجياً".

وأردف في المقال نفسه "وعندما قلت إن هذا ليس تقويماً للحكومة، بل وشاية أمنية، تشبه تقارير ووشايات البعث، عاد فايز سارة إلى معزوفة أن الكتلة ليست مَن أعدّ الورقة، وقال إنها وزعت علينا خطأ، فرددت عليه بأنها الورقة الوحيدة التي قدمت لنا عن الحكومة، التي يراد لنا تشكيل رأينا تحت تأثيرها، وأنها أتت عن طريقه، فهي تعبّر عن رأي وموقف مطبخه السري".

"زمان الوصل" تطرح ماحصلت عليه للرأي العام السوري، وتفتح الباب واسعاً لأي رد من قبل الأسماء المذكورة في هذه المادة، مع عدم تبني الجريدة أي وجهة نظر لأي شخصية.... 

ويمكن إرسال الردود إلى بريد الزميل رئيس التحرير [email protected]