أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فنون "التشبيح الرياضي" لنظام الأسد في مونديال البرازيل

لا أعلام ترفع لفرق مونديال البرازيل في بيوت السوريين وحاراتهم، الخاضعة لسيطرة النظام سوى إعلام الدول المتعاطفة معه، وعلى العكس من ذلك، تبدو الصورة في المناطق المحررة، فانقسم المقسم وتجزأ المجزأ برعاية النظام السوري، لتشطب فرنسا ومثلها أمريكا وإنكلترة والسبحة تكر، وإذا خرج الفريقان الإيراني والروسي مبكرا، فإن الأعلام الرياضية ستنكس ويشجع المشجع السوري الفرق الباقية همسا فللحيطان آذان، وفوق مصاب السوريين يمنع عنهم فسحة حياة ولو لقليل من الوقت.

حملات التشبيح تحط في سوريا وبرعاية مخابراتية لا يصدقها العقل، تبدأ من بروغندا "من معنا ومن ضدنا"، وصولا لقرصنة كانت سائدة ولكنها ظهرت علانية هذه المرة، فأعلن ملاك قناة "الدنيا" السورية، والمحسوبة على النظام السوري، بث جميع مباريات مونديال كأس العالم بالبرازيل دون الرجوع لقنوات "بي إن سبورتس" القطرية، صاحبة الحقوق الحصرية في نقل البطولة "هيك جكر بقطر" وإن بدت هويتهم غائبة علانية فهوية الهوس "بالجكر القطري" تطفح بها مقالات وتعليقات تنسى الموت السوري ويومياته.

وتنقل مواقع إلكترونية مقربة من النظام السوري أمانيه، والتي ستتحول إلى أوامر:"كما أن ظاهرة رفع أعلام الدول المشاركة على شرفات المنازل وأمام المقاهي والمطاعم تراجعت بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة، فالبعض رأى في ذلك احتراماً لتضحيات البلاد الكبيرة للمحافظة على وحدتها واستقلالية قرارها، والبعض الآخر اعتبر أن رفع أعلام دول سعت جاهدة لإسقاط العلم السوري هو أشبه بمكافأة هذه الحكومات على فعلتها. 

لطالما كانت الرياضة جزءاً من السياسة أو على الأقل كانت خاضعة لمواقفها وحساباتها وتطوراتها، فقد كان من غير المنطقي أن تمر مناسبة كأس العالم دون أن يرسم السوريون بعضاً من معاناتهم على ملاعب البرازيل وصيحات التشجيع وتصفيق الأهداف...أن يعلنوا مجدداً مواقفهم السياسية من بوابة الرياضة".
على أن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام استحقت مكافأتها، فبث الدنيا متوفر بلاقط ذي سعر مقبول وخيارات تشجيع من تفضل قائمة سواء قبل النظام وداعش أو"بلطوا البحر"، بل اختار السوريون، على مرارة أيامهم، أن يخلقوا فسحة للحياة بيوميات المونديال وبقيت مواقفهم منحازة "للعب النظيف فحظيت مباراة الجزائر بالتشجيع والتمني بالفوز فيما كتب كثر على صفحات التواصل "إيران تلعب بالعراق وسوريا وليس في المونديال".

كتبت مواقع وهللت مباركة التشبيح ومشجعة له :"أكثر من 100 مليون دولارخسرتها قطر في سوريا جراء إحجام ما يقارب الربع مليون مشجع سوري متوقع عن شراء جهاز الاستقبال الفضائي الخاص بنقل المباريات على اعتبار أن سعر هذا الجهاز في السوق السورية حوالي 400 دولار أمريكي".

وأغرب ما يقال هنا هو رقم الربع مليون المكرر وهي الدلالة على من بقي من السوريين مع النظام، على أن إصرار السوريين على متابعة ليالي المونديال يبرهن مجددا عن رغبتهم بالحياة، عكس ما يريده النظام من محرقة وعبيد وقارب يغرق فيما اختار البعض "بروح رياضية" تشجيع البرازيل، التي التقى في تشجيعها معارضو ومؤيدو النظام، علها توحد السوريين بعد أن أغرقهم الأسد ببحر الدماء".

ويلتقي في نصف نهائي المونديال اليوم الثلاثاء منتخب "البرازيل" التي يعتبرها نظام الأسد حليفا مهما، وهي إحدى دول "بريكس"، مع منتخب ألمانيا إحدى أطراف المؤامرة "الكونية" على نظام الممانعة، خاصة أنها استقبلت آلاف الهاربين من مونديال الدم الذي انتزع نظام الأسد بطولته بلا منافس.

محمد العويد - زمان الوصل
(160)    هل أعجبتك المقالة (136)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي