جميل أن تشغل الأمثال الشعبية مساحة كبيرة من اهتمام الدارسين والباحثين ، لأن الأمثال هي اللون التعبيري الأكثر عفوية وصدقاً في التعبير عن رؤى الشعب الإجتماعية والسياسية والحياتية بشكل عام ، فعندما نسمع المثلين الصينيين : عندما يركلك البعض من الخلف فهذا يعني أنك تسير في المقدّمة ، أطول طريق في العالم يبدأ بخطوة واحدة. ندرك الكثير الكثير من جوهر شخصية الإنسان الصيني ، الجدّي الدؤوب المثابر ، وعندما نسمع المثل الإنكليزي : إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ غيرك بحجر ، نُدرك جوهر الشخصية الإنكليزية الحذرة والحريصة ، أما عندما نسمع المثل الإسباني : قد تنسى القصر الذي ضحكت فيه ، لكنك لن تنسى الكوخ الذي بكيت فيه . تدرك أن الإسباني عاطفي في جوهره . بينما نعرف شخصية الياباني العملية التي لاتعرف الكلل أو الملل ، من أمثاله : ما من شجرة تحمل الرز مطبوخاً ، القطرات القليلة قد تصنع جدولاً ، قد ترى السماء من ثقب إبرة .
ولذلك أشدّ على يد المهندس الباحث جورج فارس رباحية الذي جمعَ أمثال حمص الشعبية في كتاب أنيق قدَّم له باحث آخر هو محمد فيصل شيخاني . فهذه الأمثال تفصح بشكل صادق وعفوي عن شخصية الحمصي عبر عصور متتابعة ، لأن العصور تلقي بظلالها على الأمثال ، وقد رتّب الباحث في القسم الأول من الكتاب هذه الأمثال ترتيباً أبجديّاً :
فمن حرف الألف : إبريق ما بطفّي حريق ، الأسامي أساميهم لكن المعاني ما معانيهم ، أبو
المعاش ما عاش ، أبوك بصل وأمّك توم من وين بدّا تجيك الريحـة
الطيبة ، إحفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود ، أخرَس وعامل قاضي ،
إذا أطعمت إشبِع وإذا ضربت أوجِع ، إذا تمّ العقل نقص الكلام ، إذا
فاتَك الضاني عليك بالحمصاني ، أعمى قال لأطرش خلينا نشوفك .
ومن حرف الباء : البق ولا النق ، البيت بيتك والزيت زيتك ، بيت من رجال ولا بيت من
مال .
ومن حرف الحاء : الحبة المسوسة لها كيّال أعور ، حسن الجوار عمارة الدار ، الحيطان
لها آذان .
ومن حرف الخاء : الخان ضيّق والحمار رفّاس ، الخيل أعرَف بفرسانها .
ومن حرف الدال : دُب حِرِدْ عن كَرْمْ وَفَّرْ قنطار عنب ، الدبّور لايعطي عسلاً ، درهم
ناموس ولا قنطار فلوس ، الدست قال للمغرفة ياسودة يامعجرفة قالت
كلّنا أولاد مطبخ .
ومن حرف العين : العَدْل إذا دام عَمَّرْ والظلم إذا دام دَمَّرْ ، عُرْسْ الكلب والكلبة كلّه عض
وقتال ، عند جُرن الحمّام بتبان القرعة من أم الشَعر .
وفي القسم الثاني من الكتاب أمثال خاصة بالفصول والشهور وتقسيمات الشتاء .وفي القسم الثالث شذرات من أمثال عالمية .وأما القسم الرابع فمقتطفات من أهازيج الأفراح .
مما يجعل هذا الكتاب مرجعاً هاماً غنياً يحتاجه القراء لما فيه من فائدة ومتعة .
10/6/2007
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية