أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقسيم سوريا والعراق ليست جريمة بل بداية التحرير

ان تقسيم سوريا والعراق ليست جريمة بل هي بداية التحرير . واستعادة جزء محتل افضل من بقاء كل الوطن محتل . والا فكيف تؤمن الكثير من الفصائل الفلسطينية والدول العربية بمايعرف بحل الدولتين . مع ان حل الدولتين يعني تقسيم فلسطين التاريخية ، بين الفلسطينيين والاسرائيليين . ناهيك عن حصول الفلسطينيين على اقل من عشرين بالمئة من مساحة الوطن .
وبالعودة الى العراق وسوريا ، فالعراق محتل من ايران وثرواته كلها منهوبة ولايمكن اعتباره في الوضع الحالي بانه ظهير للامة العربية وليس اقل دليل من ذلك هو عدم استطاعت العشائر العراقية السنية استقبال ذويهم على الجانب السوري وتقديم العون لهم ، رغم ان السوريين قدموا كل ما استطاعوا للشعب العراقي سنته وشيعته في زمن الحرب ، فقد منعت حكومة المالكي السوريين من دخول العراق الا لحالات بسيطة وفرضت عليهم قيودا مذلة . كما انها سمحت ومولت المليشيات الارهابية لعبور الحدود وقتل الشعب السوري و الوقوف مع النظام باوامر ايرانية ولم تعتبرهم ارهابيين باستثاء داعش . مماادى الى عبور عشرات الالاف من الشيعة للقتال الى جانب النظام . فكيف بعد ذلك تكون دولة عربية وليست ايرانية او دولة لكل الشعب العراقي ؟ علما ان اسرائيل لديها الكثير من العقود الاقتصادية مع عراق المالكي من خلال الشركات الامريكية وغيرها .
اما سوريا الاسد كما يسميها النظام ومؤيديه فهي ايضا محتلة من الطائفة العلوية . فسايكس وبيكو عندما قسموا بلاد الشام جعلوافلسطين يحكمها يهودي ولبنان ماروني وسورياعلوي والاردن سني . والا لماذا في سوريا ملايين اللاجئيين كلهم من السنة و كل المدن المدمرة مدن السنة وكل المعتقليين الذين يزيد عددهم عن مئتي الف كلهم من السنة ؟؟
ام ان المؤامرة الكونية تقتضي من النظام القاء براميل الموت فقط في المناطق السنية ؟
الا ان النظام السوري ومن باب الانصاف لم يكن كالنظام العراقي حيث كان يعتبر نظاما عربيا ، فالنظام العراقي هو ايراني في ضفة النهر وامريكي في الضفة الاخرى . وقد استقبل النظام السوري العراقيين والفلسطيين واحتضن المقاومة الفلسطينية والعراقية وسمح للمتطوعين من الدول العربية بالتوجه الى العراق ومقاتلة الاحتلال الامريكي . فلم يكن امريكيا او ايرانيا كعراق المالكي وان كان متحالفا مع ايران او روسيا . كماساعد ماكان سابقا يسمى بالمقاومة اللبنانية قبل ان تنتهي في نهاية عام 2006 وتتحول الى قوة ايرانية تدافع عن المصالح الايرانية في المنطقة وتتخلى وتتوقف عن المقاومة منذ ثماني سنوات خلت وتتحول لقتل الشعب السوري وتدريب المليشيات العراقية ، والتحكم في الشعب اللبناني . رغم ذلك فخلافنا كشعوب عربية تقف مع الشعب السوري في ثورته ضد النظام السوري و طائفيته واستباحت دم الشعب السوري بمايسميه العمليات الجراحية للشعب و سلب حريته وكرامته وانتشار الفساد في اركانه . و اليوم لم يعد الحديث عن ديموقراطية وحرية وكرامة وقانون ودستور في سوريا الجريحة حتى لو ذهب بشار وانتهى هو ونظامه . فكيف سيعيش السوري السني بجانب العلوي الذي فتح سوقا سنية من المسروقات واغتصب الحرائر وقتل عشرات الالاف من الاطفال ودمر بيوتهم وهجر الملايين منهم . فلم تعد سوريا لشعبها واهلها فكيف تكون للعرب ؟ فجزء محرر منها يحتضن اهلها من ذل اللجوء خير من لاشيء .
امالبنان فلا يمكن اعتباره عربيا ايضا ، فاللبنانيون بجميع طوائفهم يلهثون في اصقاع الارض بحثا عن لقمة عيش واقامة وجنسية وتأشيرة . اما ان جاءهم لاجىء عربي فلا كرامت له ، فالفلسطيني في لبنان ممنوع من العمل من مئة وظيفة ومخيماتهم بظروفها وبؤسها لاتحتاج لدليل ، ومايعانيه اللاجىء السوري على تراب لبنان يفوق كل تصور رغم ان اللبنانيين من اهل السنة يرحبون بهم ورغم ان لبنان مسؤول عن تهجير الكثير منهم من اوطانهم ذلك من خلال السماح للمليشيات اللبنانية بالقتال في سوريا الى جانب النظام وعبور الحدود وليست القصير الا ابسط دليل على ذلك فعندما سقطت القصير بايدي المليشيات اللبنانية هاجر اهلها الى لبنان . فلا يحق بعد ذلك لجبران باسيل وغيره ان يعترض على اقامة المخيمات للاجئين السوريين على الاراضي اللبنانية الا حينما تسحب لبنان مليشياتها من سوريا وتغلق الحدود . وتصبح غير مشاركة في تهجير السوريين من ارضهم والمشاركة في التطهير العرقي الذي يجري عليهم امام سمع وبصر العالم اجمع .
اماالاردن فانه يظهر يوما بعد يوم عظمته واحترامه لشعبه بشتى طوائفهم وكرمه في احتضان الشعوب العربية المهاجرة من الحروب اليه ، يقتسم معهم لقمة العيش وكسرة الخبز وقطرة الماء رغم شحها . فلا يحاولن احد ان يوهم الناس او يخلط الاوراق فيقول ان الاردن مستهدف من ثوار او احرار .



فلسطين / الخليل


يوسف حسونة الحسيني
(136)    هل أعجبتك المقالة (154)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي