عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاماً رحل يوم أمس الأربعاء الفنان المخضرم أدهم الملا بعد معاناة كبيرة مع المرض ،ومن المقرر أن تجري مراسم الدفن للفقيد اليوم الخميس بعد الصلاة عليه في جامع الملا قاسم في حي ركن الدين بدمشق ليوارى الثرى بعد ذلك في مقبرة السبيل بساحة شمدين في حي الأكراد الذي عاش فيه الفنان الراحل شطراً كبيراً من حياته، ويبدو أن موقف الفنان الراحل الغامض من الثورة قد أثار حفيظة مناصريها لدرجة أن ابنه المخرج "مؤمن الملا " كتب على صفحته الشخصية في فيسبوك منشوراً حاداً قبل أيام من وفاة والده قال فيه:" أدهم الملا هو الشام وعبق الشام وتاريخ الشام وياسمين الشام، من يقترب منه بشوكة سوف أقتلع عيونه"..
ولد الفنان أدهم الملا في مطلع يناير من عام 1932 في مدينة بعلبك اللبنانية وشارك في الكثير من الأعمال الفنية ومن أهمها مسلسل باب الحارة بأجزائه الخمس في دور أبو محمود الذي دأب على ترديد عبارة " أررررربت"( اقتربت الآخرة ) ومن أعماله الأخرى "غابة الذئاب" عام 1977- "أبو الخيل" عام 1981 –" مرايا 84" عام 1984-"عودة عصويد" عام 1985-" نساء بلا أجنحة" عام 1987 "أيام شامية"عام 1992 بدور أبو خالد "ابتسامة على شفاة جافة" عام 1993-" طرائف أبي دلامة" عام 1993-"خلف الجدران" عام 1995 –" الخطوات الصعبة" عام 1995 –" نهرات الدفلي" عام 1995 –" المحكوم" عام 1996 "بنت الضرة" عام 1997 "رقصة الحباري" عام 1999 – "عودة غوار" عام 1999"صلاح الدين الأيوبي" عام 2001 –"حمام القيشاني" عام 200 الجزء الرابع بدور أبو زكي – "ليالي الصالحية" عام 2004 بدور أبو فخري.
عصبي جداً
" زمان الوصل " اتصلت بالفنان "عبد النور بلكة " صهر الفنان الراحل فتحدث عن بداية معرفته به وجوانب من حياته وصفاته الأخلاقية قائلاً : كنت صديق أبنائه في الحي، وكانت لي علاقة صداقة جيدة معهم، وفيما بعد شاءت الظروف وصاهرتهم، وكان الفنان أدهم رحمه الله شخصية تمزج بين متناقضين، فبقدر ما هوعصبي وعصبي جداً في ظروف معينة بقدر ما هو رائق وصاحب دم خفيف ونكتة حاضرة في أوقات أخرى، وأوعز السبب أن حمله لعبء العائلة الثقيل على كاهله فرض عليه أن يكون مسؤولاً وراعياً لها بكل معنى الكلمة، وبالفعل كان يقدم لهذه العائلة كل شيء ابتداءاً من الكبير وحتى الصغير، وحتى ابنته الكبيرة المتزوجة كان يقدم لها ما تحتاج، باختصار عائلته كانت كبيرة ولكنه كمسؤول عن هذه العائلة كان يكفيها كل ما تحتاجه، والعمل الفني ليس بالأمر السهل أبداً نظراً لأوقات العمل الطويلة المرهقة.
ويردف الفنان بلكة: كان والد زوجتي رحمه الله رجلاً مثقفاً جداً وكان يكتب الشعر وفي نفس الوقت كان مفتشا لمدارس اللاذقية في وقت من الأوقات، وأخذ عن والده حب اللغة العربية وكتابة الشعر وامتاز بها جداً لدرجة أنه كان يكتب الشعر وكان مقلاً في ذلك لكنه كان يكتب النفيس والجميل والرائع في الوصف،إلى جانب أنه كان يحب والديه جداً ويتفانى في خدمتهما، وخصوصاً والدته التي توفيت عن عمر ناهز الـ 90 عاماً حيث كان يمازحها وهي تمازحه حتى أواخر حياتها ويحرص على إرضائها دائماً وبنفس الوقت لم تنسه السنين والده الذي كان يعتز به وبمكانته الثقافية والاجتماعية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية