أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

على عتبات "باب الحارة"

في جزءها السادس تطل علينا الحارة هذا العام وبدون بابها بعد أن أمر الكومندان بإزلته وفتح الحي الدمشقي لرياح التغيير..

على مدى سنوات مضت تبسمر المشجع السوري وخلفه كل ممانع عربي أمام شاشات التلفزة متحمسين بموسيقاه التي رافقت رجالات الحارة فيما قيل عنه آنذاك انتصارات, وآنذاك هنا حقبة ماقبل مايسمى بالربيع العربي
أبو شهاب معتز أبو حاتم ولا ننسى اللحمة الوطنية أم جوزيف وغيرهم... رجالات دمشق كما رآهم أو فلنقل كما أرادهم صانعو الحدث ... ولكن؟

صراع الحارة لم يكن صراع محتل لمحتله أوهكذا صور ولكنه كان صراع مجتمع أغلق على نفسه باباً -أهالي الحارة- ضد قوم أرادوا لهذا الباب أن يكسر -الفرنسي- لماذا يصر الدمشقي -ودائما من منظور صانعي الحدث- على اعتقال نفسه بين جدران حارة ومغلاق باب... انتفاضة رجالاتنا كانت هنا على الباب وليس على من أراد إزالته... لماذا اختاروه واستبسلوا لإبقائه مؤْثرين القيد على الحرية...؟.

ثم يوم حوصرت حارتهم تركوها بمشهد تراجيدي حزين ترافق ونساء وحيدات في مواجهة الفرنسي, تعلوه صرخات أطفال خائفة, يومها بكى أبو حاتم وهو يعبر برجاله قنوات مياه الصرف تحت جنح الليل يلوذون بأبي حسن "ثائر الغوطة" متوجين خزيهم بتركه وعدوه الفرنسي عند أول عفو "عنهم" وليس عن "دمشق" أو حتى عن مجيرهم "أبي حسن" عائدين إلى نسائهم قضيتهم الوحيدة؟ ..

لطالما قال الإعلام السوري الرسمي إن العَلَم الذي يحمله المنتفضون عليهم اليوم هو علم الانتداب الفرنسي وليس عَلما للوطن وتلك كانت ومازلت سبة ومذمة منه لهم, فلماذا كفّن شهداء حارة الضبع به إن كانوا فعلا وطنيين ؟..أم أريد لهم كذلك غير ذلك؟..

نقطة لا تقل خطورة سجلها العمل عندما سمح للملازم نمر (مأمون بيك) العامل تحت خدمة العلم الفرنسي بالاندساس إلى مخدع إحدى حريم الحارة ولو بصفة شرعية..

نجح العمل في بث حماسة الروح الوطنية لدى المشاهد باستخدامه مؤثرات الصورة والصوت, كما ونجح من حيث يدري أم لا بإيصال مقولة مفادها إن دمشق لم تقم على محتلها, وهذا ما فعله النظام كذلك عندما غيّب أسماء ثوار دمشق عن كتب تأريخه, وحتى نكون منصفين فالنظام لم يكن الوحيد الذي غيَّب الدمشقيين عن مشهد الأحداث, فكتب التاريخ لم تذكر لدمشق قيامها على حاكم، وهنا مربط الفرس التي راهن عليه بشار الأسد ونظامه.. فهل سيفوز؟.

باب الحارة ليس دمشق... دمشق لها سبعة أبواب مامنهم باب للحارة, هذا مايقوله الدمشقيون وذاك ماقالته الدراما ... أما القول الفصل فذلك ماستكشفه أجزاء الأيام المقبلة.

عبد العزيز العذاب مشاركة لــ"زمان الوصل"
(264)    هل أعجبتك المقالة (268)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي