أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الغوطة الشرقية.. الحكمة أو الضياع

من المفهوم أن الأسد تلقى تعليمات واضحة بأن يعيد ريف دمشق وكافة الجنوب السوري لسيطرته كما فعل بحمص، ومهما كلف الأمر من قتل وسلاح وذلك لينهي فرص القاعدة بالوصول للأردن وإسرائيل بعد نصرها الأخير.

وحتماً سيقف المجتمع الدولي معه بسبب الرعب المنتشر عالمياً من أحداث العراق وخشيتهم من امتدادها لسوربا وإسرائيل والخليج.

ويرى المراقب بوضوح بأنه لا مكان في حسابات أمريكا والسعودية وقطر وتركيا على حد سواء لنزاع داخلي بين الفصائل السورية على نفوذ محدود أو سلطة وهمية، إنما فقط ما يفكرون به عملياً هو إنهاء حالة التهلهل والرخاوة بالجسم السوري الثوري بمجمله والذي لم تفلح محاولات تصليبه وجمعه، وفي حال لم ينجحوا بذلك، فلم يعد أمامهم إلا إعادة تسويق النظام الأمني الحاكم وتسليمه مسؤولية محاربة الإرهاب بتفويض كامل كما حدث في مصر على مرأى ومسمع العالم.

الحرب على جنود الدولة الإسلامية ووجودها في الغوطة والتي بدأ البعض بالترويج لها جهلاً ستؤدي حتماً لتكرار ما حدث في منطقة الجزيرة السورية ولكن هذه المرة بدعم من مدفعية الأسد نفسه لما له من مصلحة كبيرة بذلك.

ولن ينتج عنها إلا إزهاق أرواح بريئة واغتيالات لقيادات الثورة من جميع الفصائل العاملة بالغوطة واستهلاك لذخيرتهم المحدودة، مما سيؤدي حتما لتسهيل تقدم النظام باتجاه دوما وعمق الريف الشرقي.

وبرأيي يجب على كافة القوى المؤثرة على التراب السوري أن تدرك بأن الموقف الدولي حالياً غير قابل لسماع أحد غير صوت الجيوش النظامية في المنطقة والتي تحضرت لمحاربة ما أسمته الإرهاب المنتشر في الشرق الأوسط، وأما العدد الأهم من فصائل الثورة السورية، فهي بنظر القوى الغربية تصنف ضمن ما يسمونه "البيئة الحاضنة للإرهاب" والتي يجب تجفيفها بنظرهم، وكل وعود الدول بدعم جهود المعارضة بمحاربة القاعدة هي غير حقيقية لأنهم عمليا غير متأكدين من مصير المساعدات بعد وصولها للمستودعات وفقدوا الثقة بمن يعتبرونهم حلفاءهم منها لأسباب معروفة.

الحرب في الغوطة لن ينتج عنها تقاسم جديد للأراضي والنفوذ بين المتحاربين، إنما ستكون تكرارا لمأساة حمص وثوارها لا سمح الله الأمر الذي لا يريده أحد من المجاهدين.

عمر شعبان -باحث وناشط سياسي
(125)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي