الجربا والنصف الفارغ والملآن من كأس العالم في سوريا... جودت حسون*

مونديال من نوع آخر يجري في ميادين سوريا، ففي الداخل يتبادل الطيبون كأس الدم والموت بأهداف برميلية أسدية لم تتوقف عن تمزيق شباك نسيجهم الوطني، وفي الخارج مباراة حاسمة ومصيرية بين الأحمدين، أحمد الجربا وأحمد طعمة.
في الداخل لم يملّ الحاكم "الخصم والحكم" من إشهار بطاقاته الحمراء بوجه البسطاء من شيوخ وأطفال ونساء، حتى طردهم من ملعب الحياة إلى مدرجات الموت، والروح الرياضية في خبر كان.
وفي الخارج، ملّ الجربا استخدام البطاقات الصفراء، وحجز، اقتداءً بـ"الخصم والحكم"، نسخته من البطاقات الحمراء، فأخذ كأسه بالامتلاء بدءاً من قرار المشاركة بجنيف 2 والتلويح للرافضين بالخروج من اللعبة، حتى جاءت نقطة الدم التي جعلت كأس الجربا يطفح بمحاولات التشبث بمركز القرار مع اقتراب موعد لعبة انتخابية ترفض قواعدها بقاءه قائدا لفريق الائتلاف، غير أنه يحاول بعد خروجه من الباب الدخول من الشباك لكي لا تفلت منه خيوط اللعبة، ولينتقل من رأس الحربة إلى حارس يتحكم بأمن وأمان الفريق، وما أكثر النيران الصديقة في معارضة معظمها ليس من الصداقة والصدق بشيء!
مرت على كأس الجربا الكثير من نقاط اختلف السوريون في تقييمها بين نقاط ضعف وقوة، فاعتبر البعض تهنئته لعبد الفتاح السيسي برئاسة مصر بعد قيادته انقلابا على رئيس منتخب بأنها فتٌّ سعودي خارج الصحن، في حين رأى آخرون أنها سياسة يجب أن تأخذ مجراها دون حساب للأخلاق والعواطف المهترئة.
جاء رئيساً للائتلاف بدعم من الوزن الثقيل "كيلو"، دعم إدريس، ثم انقلب عليه مدعوما بـأسعد الدفاع بالخبرة "ثمانين حولاً لا أبالك يسأم"، نسي كسابقيه أسعد الأساس أول ضابط عقيد ينشق عن جيش الأسد.
مونديال الدم مستمر في بلادنا ولم ولن يوقفه خروج منتخبي الدعم اللوجستي لنظام الأسد "روسيا وإيران" من المونديال الحقيقي في البرازيل.
وخلاصته البرزانية الطرزانية، إذا أردنا أن نعرف ماذا في البرازيل يجب أن نعرف ماذا في سوريا، هناك سينتهي المونديال بعد أسابيع بتتويج البطل، وهنا حكم لا يريد أن يطلق صافرة النهاية لمباراة بدأت بضربات جزاء لشعب أراد تغيير قواعد اللعبة الديكتاتورية، فلا شوطين أساسيين ولا إضافيين ولا هم يحزنون، ضربات جزاء يحاول حارس الكرامة عبد الباسط ساروت صدها، ولكن للتذكير بما لاينُسى، ما أكثر النيران الصديقة، و"سوى الروم خلف ظهرك روم..............فعلى أي جانبيك تميل"... وبيت سيدي أحمد بن الحسين (المتنبي) ليس موجها إلى سَميِّه أحمد الجربا بكل تأكيد، وربما من يملك قصرا من بقايا "فن الممكن" لا يحتاج بيتا من الشعر!!
وأختم بتنبيه إخوتي وأهلي أهل دير الزور لكي يقرؤوا "بقايا" بالقاف وليس بلهجتهم الجميلة وسامحونا هذه المرة فقط.......
*من اسرة "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية