أكد مصدر استخباراتي على صلة وثيقة مع ثوار حلب لـ"زمان الوصل" أن قرار عزل رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة لهيئة الأركان يعود إلى ملابسات حادثة تسليم تجمع ثوار منبج وفصائل ثورية من حلب مبلغ 500 ألف دولار، بعد معارك مع الدولة الإسلامية في العراق والشام"داعش" خسروا فيها عشرات من عناصرهم.
وقال المصدر إن وفدا من الثوار التقى طعمة الذي أخبرهم بأنه وقّع على صرف المبلغ، وما عليهم إلا أن يستلموه من وزير الدفاع المكلف محمد خلوف.
وأضاف المصدر أن الوفد المؤلف من قائد تجمع كتائب ثوار منبج أبو شاكر وحكيم الحسن المندوب المالي للمنطقة توجه إلى مكتب الوزير المذكور، فوجدوا كلا من قائد هيئة الأركان عبد الإله البشير وجمال معروف قائد جبهة ثوار سوريا.
وطلبوا أن يسلموهم المبلغ بعد أخذ كل المعلومات التفصيلية عن الوضع الميداني في المنطقة وطالبوهم بالدعم المفتوح لمحاربة داعش.
ونقل مصدرنا عن أحد الحاضرين قوله إن جمال معروف (قائد جبهة ثوار سوريا) خرج أثناء الاجتماع ثم عاد، فجاء اتصال لمحمد خلوف وخرج ثم خرج البشير، وعادوا إلى غرفة الاجتماع ليقولوا لوفد ثوار حلب إن "المبلغ سيصرف على مكان ما في زمان ما لمصلحة البلد العليا"، وهذا ما ورد حرفياً على لسان خلوف، بحسب المصدر.
وعندما عاد الوفد لأحمد طعمة ليخبره بما جرى قال لهم أنا سأتصرّف.
وأكد المصدر أن الطعمة طلب كلّاً من البشير ومحمد خلوف لحضور اجتماع مغلق وحدث صراخ على خلفية عدم تنفيذ أوامر الحكومة.
ونقل المصدر عن أحمد طعمة قوله إن "الأركان فشلت في القصير، والقلمون سقطت، وحمص وغيرها من المناطق، كما أن استهتار البشير أدى لسقوط السجن المركزي في حلب، لذلك أنا سأتخذ قرارا وطنيا بالعزل لأنكم فاشلون، ولأنكم استلمتم مبالغ كثيرة. أين هي؟ والسلاح الذي تستلمونه يباع في سوريا؟ و جزء منه يذهب للنظام عبر وسطاء و تجار اتقنوا المافيوية".
وأضاف المصدر بأن البشير ومحمد خرجا مزعوجين جداً ودار جدال دار في "الكردور" حول مدى صلاحية طعمة بإصدار قرار العزل، وقالوا له "سنتصل ونحن نقيلك من مكانك".
وايضاً
وايضاً
من جهته أكد مصدر آخر صحة قضية الــ500 ألف دولار، وتابع: الامر ليس وليد اللحظة بل يمكن أن نعتبر القضية التي ذكرها المصدر الإستخباراتي هي القشة التي فجرت الأمر برمته، وتابع: كان الطعمة يجهز لهذا القرار منذ فترة.. من أجل أمرين أولهما، الإطاحة بقوة رئيس الائتلاف أحمد الجربا والمتمثلة بالمجلس العسكري وتخفيف سطوته داخل الائتلاف.. والذي يرى الكثير أن هذه السطوة عرقلت عمل المعارضة وحوّلته إلى مؤسسة شللية والأمر الثاني تشكيل قيادة عسكرية من الداخل تتحمل مسؤولية الوضع الميداني.. بدلا مما يسميه البعض مجلس اسطنبول، وعندما تطورت قضية الــ500 الف دولار قرر رئيس الوزراء تسطير القرارا على وجه السرعة..
ويرى البعض أن قرار إقالة المجلس كان الغداء الذي حضره طعمة.. قبل عشاء الجربا الذي زرع لطعمة عقدة المجلس العسكري المستعد للانقضاض على الحكومة بأي وقت.
وهنا تتساءل "زمان الوصل" عن هذا الانفجار السريع للصراع الخفي داخل المعارضة.. وحجم الفجوة بين الائتلاف والحكومة والمجلس العسكري.. فيما تتفرغ داعش لحكم سوريا المحررة والأسد يحكم بقية المناطق..
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية