أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جنبلاط يعتذر من متّكي والسعوديّة تحاور حزب اللّه واسم رئيس الحكومة يُحسم اليوم

سليمان رئيساً بخطاب متواضع

نُفِّذ أمس بنجاح كبير البند الأول من اتفاق الدوحة، واحترم الأطراف الأساسيون التفاهم وصوّتوا بغالبية 118 صوتاً لقائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، واعترض آخرون أبرزهم أعضاء في الفريق المسيحي لـ14 آذار بالورقة البيضاء. وتبدأ غداً الاستشارات النيابية التي تمهّد لتنفيذ البند الثاني المتعلق بتأليف حكومة وحدة وطنية، يفترض أن تبصر النور قبل نهاية هذا الأسبوع من دون إغفال تعقيدات قالت مصادر مطلعة إنها قد تؤخّرها أياماً إضافية، علماً بأن فريق 14 آذار وتيار «المستقبل» على وجه التحديد لم يحسم بعد اسم مرشحه لرئاسة الحكومة، وسط استمرار صمت النائب سعد الحريري.
وفي يوم احتفالي شهد حضوراً غير مسبوق لممثّلي جميع الدول العربية يتقدمهم أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وعدد كبير من العواصم الخارجية ومندوبين عن منظمات عربية ودولية، جرت امس الانتخابات الرئاسية خلال نصف ساعة، وتقدم عدد من النواب بآراء تتصل بآلية تعديل الدستور، قبل أن يتم التصويت الذي تلاه أداء الرئيس سليمان للقسم وإلقاء خطاب بدا وفقاً لأحد المراقبين «متواضعاً في الآمال والطموحات» و«عامّاً في تناول القضايا الخلافية»، وأظهر «تفهّم الرئيس الجديد لطبيعة التفاهم الداخلي والخارجي الذي أوصله، فحرص على إبقاء الخطوط مفتوحة مع الجميع في الداخل والخارج».
وبدت كلمة أمير قطر أكثر صراحة في حديثه عن «مسؤولية اللبنانيين» في معالجة الأسباب الكاملة لخلافاتهم، لافتاً الى أن المخاطر في العالم العربي «لم تعد تسمح بأطراف يتجدّد الخلاف بينها بين وقت وآخر، فالآن هناك مصير أوطان على المحك، فأمن الأوطان لا خلاف الأطراف هو الأساس».
بدوره، دعا الرئيس نبيه بري العرب الى تسوية خلافاتهم التي قامت بسبب الأزمة اللبنانية، ودافع عن موقفه وموقع المجلس النيابي خلال الفترة الماضية، قائلاً إن المجلس لم يكن مخطوفاً ولم يكن مغلق الأبواب، وكان اختيارنا دائماً احترام الدستور
والنظام. وأشار الى وجود نقطة أخيرة تتطلب نقاشاً وحواراً عاماً تتعلق بالاستراتيجية الدفاعية للبنان.

التطبيع في البيال

بعد ذلك، انتقل الرئيسان سليمان وبرّي الى مجمّع «البيال» حيث وافاهما أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتناول الجميع العشاء الذي شارك فيه أعضاء الوفود المشاركة في جلستي الانتخاب والقسم، وأفرقاء مؤتمر الحوار الوطني، إضافة الى شخصيات رسمية وسياسية وروحية. وكان اللافت في عشاء البيال تقدُّم النائب وليد جنبلاط من وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي والسفير في لبنان محمد رضا شيباني وتحادثه معهما لبعض الوقت معتذراً عن تصريحاته ضد إيران وتلك الداعية الى طرد السفير من بيروت. أمّا النائب سعد الدين الحريري فحرص على التوجه الى طاولة جلس إليها نواب من حزب الله وصافحهم فرداً فرداً، فيما كان السفير السعودي عبد العزيز خوجة يدخل في حوار طويل مع نائب حزب الله حسن فضل الله، قبل أن يغرق وزير خارجية إيران في حديث مع المفتي محمد رشيد قباني وشيخ عقل الدروز نعيم حسن.

وكان المشهد لافتاً الى حدود أن جنبلاط بادر الى القول للرئيس بري: الشيخان يتحدّثان الفارسية.
لكن لقاء البيال شهد أيضاً مداولات جانبية تتعلق بالتركيبة الحكومية. ونفت مصادر قطرية المعلومات التي سرت عن احتمال بقاء رئيس حكومة قطر حمد بن جاسم في بيروت للمساعدة في تذليل أي عقبات يمكن أن تظهر، علماً بأن الجميع كان يهتم بالسؤال عن الموقف النهائي للنائب الحريري. وتراوحت معلومات كثيرين بين القول إنه راغب في تولي المنصب لحاجته وتياره إليه، وبين قائل بأن السعودية ومعها الولايات المتحدة تؤيدان بقاء
الرئيس فؤاد السنيورة في سدّة رئاسة الحكومة، علماً بأن القرار النهائي يفترض أن يتخذ اليوم، وسوف يكون له أثره على تركيبة الحكومة والترشيحات فيها.
وقال مصدر في المعارضة إنه إذا رشح السنيورة، فإن قوى المعارضة لن تقف حجر عثرة لكنها لن ترشحه، بينما هناك احتمال قوي جداً بأن تؤيّد المعارضة تولي الحريري للمسؤولية، لو قرر الأخير ذلك. والجميع يفترض أن من يدعم فكرة بقاء السنيورة إنما يريد القول إن المعارضة هزمت في معركة إبعاده. لكن يبدو أنّ للأمر تبعات حتى على مستوى تسمية الشخصيات التي سوف ترشحها المعارضة لتولي المناصب الحكومية.
أما على صعيد التشكيلة الحكومية، فإن ما برز حتى الآن هو النقاش داخل فريق 14 آذار حول حصة فريقها المسيحي، حيث يطالب قائد القوات اللبنانية بثلاثة مقاعد لمواجهة العماد ميشال عون الذي سيحظى بخمسة من 11 وزيراً للمعارضة. وفي الوقت عينه، يطالب الرئيس أمين الجميّل ومجموعة «قرنة شهوان» بثلاثة مقاعد أيضاً لمواجهة متطلبات الحملة الانتخابية، وهو ما أظهر حاجتهم الى حقائب خدمات. ويجري الحوار مع النائب جنبلاط الذي لا يمانع أن يتولى الوزير السابق طلال ارسلان منصباً وزارياً، ولكن الموالاة لا تريد أن يكون تمثيل أرسلان من حصة الأغلبية.
وفي جانب المعارضة، يبدو أن العماد عون يتّجه الى تسمية وزراء من خارج الكتلة النيابية وفق مبدأ الفصل بين النيابة والوزارة. ولا يزال حزب اللّه يفضّل أن يتخلّى عن قسم من حصته الوزارية لمصلحة حلفائه في المعارضة، وخصوصاً السنّة منهم. أما الرئيس بري فهو يناقش أهمية أن تبقى للشيعة وزارات أساسية كالتي كانت معهم سابقاً.
أمّا من جانب الرئيس سليمان، فإن الصورة لم تتضح بعد، وهناك تداول بعدد كبير من الأسماء. لكن الأكيد أن المعارضة أبلغته بأنها لن تتحفظ على تسميته الوزير الحالي الياس المر أو والده النائب ميشال كجزء من حصته، ولكنها لن تقبل أن يتولى أي منهما حقيبة الداخلية. وتبيّن أن هناك اتفاقاً على أن يسمّي الرئيس سليمان وزير الداخلية شرط أن يكون حيادياً وغير مرشّح للانتخابات النيابية، وأن يكون ذلك بالتوافق مع فريقي الموالاة والمعارضة.

نصر الله: لمّ الشمل

في هذه الأثناء، كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتابع مع قيادة الحزب مناقشة الخطوط العامة للخطاب الذي سيلقيه غروب اليوم في احتفال الحزب بعيد المقاومة والتحرير. وهو الخطاب الأوّل له بعد التطوّرات الاخيرة. ويبدو أن نصر الله سوف يكون مشغولاً في التركيز على ما «يلمّ الوضع الداخلي» ويتوجّه بصورة واضحة الى الشارع السنّي في لبنان والعالم العربي. كما ستكون له سلسلة من المواقف في ما خص تيار المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.

الأخبار - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي