أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جهاد "بزيت" وآخر "بسمنة".. "رويترز" تصر على السقوط في هاوية جديدة

لأن عقارب الزمن يبدو وكأنها توقفت في عرف "رويترز" أيام كان العربي يسمع أخباره من "هنا لندن"!

بعد تقريرها المنحاز وغير المهني، الذي سلط الضوء على "انتخابات بشار الأسد"، عادت وكالة "رويترز" لتؤكد من جديد إصرارها على استغباء الجمهور في عصر لم تعد "الحقيقة" فيها حكرا على الوكالات، بعدما غزت وسائط الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي العالم، وجعلت الخبر "يلف" حول الكرة الأرضية سبع لفات قبل أن تستفيق وكالة هرمة مثل "رويترز" لتسليط الضوء عليه، حسب وجهة نظرها!

آخر هاوية اختارت "رويترز" السقوط فيها تقرير عن تطوع "آلاف المسلمين" من الهند لمحاربة "المتشددين السنة"، وفق ما ورد في أول سطر من تقريرها المعنون: "آلاف الهنود المسلمين يتطوعون للدفاع عن المقدسات الشيعية في العراق".

طبعا تكفي العبارتان أعلاه للتدليل على نظرة "رويترز" للقضية وتنكبها عن جادة المصداقية والمهنية المفترضة بها، حيث المرتزقة القادمون من مسافة آلاف الأميال هم "آلاف المسلمين" بينما غالب ثوار العراق وهم من أهل البلد هم "المتشددون السنة"، هكذا بـ"أل التعريف" التي يعد الاستغراق (التعميم) من أهم مدلولاتها، أي إن السنة- كل السنة- حسب محرر رويترز ومترجمها متشددون.

ولأن عقارب الزمن يبدو وكأنها توقفت في عرف "رويترز" أيام كان العربي يسمع أخباره من "هنا لندن"!، وينتظر قراءة بضعة أسطر من الوكالة ليصيح منتشيا: "عند جهينة الخبر اليقين!"، فإن "رويترز" لا تمانع أبدا من محاولات التذاكي على القارئ، بل والإصرار على إلباس استغبائها للجمهور لباس تثقيفهم وإعطائهم خلفيات ومعلومات إضافية، ومنها تلك المعلومة التي دست في ثنايا التقرير، والتي تقول: "وفي الشارع الذي يقع فيه مقر المنظمة على طريق كربلاء في نيودلهي، وضعت لافتات كتب عليها "ليسوا شيعة ضد سنة.. وإنما عراقيون ضد إرهابيين".

والتي تبعتها فقرة تنقل وجهة نظر المرتزقة: "وقال عضو بارز في المنظمة يدعى سيد بلال حسين عبيدي وهو يستعرض لقطات على هاتفه المحمول لعمليات ذبح وتفجير للقنابل في العراق "ليسوا مسلمين. الجهاد يعني الدفاع .. الجهاد لا يعني القتل".

وهكذا، فبعد أن صنفت "رويترز" من يقاتلون إلى أناس "بزيت" وآخرين "بسمنة"، ها هي توضح لقارئها، لاسيما الغربي، أن ليس كل الجهاد يستوجب الرعب والقتل، بل هناك جهاد شيعي لا يمثل سوى حق الدفاع عن النفس الذي أقرته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية بلا خلاف، وهو جهاد لم يرتبط يوما بشيعة أو تشيع، والدليل من التقرير نفسه، وهو أن شيعة الهند قادمون لمناصرة شيعة العراق، ليس إلا!

واللافت أن التقرير لم يكلف نفسه نقل أو تسجيل ولو 3 كلمات، توثق وجهة "المتشددين السنة"، فكل ما في التقرير من أول سطوره إلى آخرها، مدح وتمجيد –ظاهر وخفي- بالشيعة الواقفين في وجه "الإرهاب"، دون أن ينعتهم أحد بالمرتزقة لأنهم أسقطوا كل خرافات الحدود والجنسيات والشؤون الداخلية للدول، وهي الخرافات التي لاتخرج من قمقمها إلا عند الحديث عن المقاتلين السنة!

نص التقرير كاملاً كما ورد من "رويترز" عبر الاشتراك المدفوع

آلاف الهنود المسلمين يتطوعون للدفاع عن المقدسات الشيعية في العراق

من سروتي جوتيباتي

نيودلهي 26 يونيو حزيران (رويترز) - تطوع آلاف المسلمين في الهند للدفاع عن المقدسات الشيعية في العراق ومحاربة المتشددين السنة إذا اقتضت الحاجة بعدما أسفر تقدم متشددين مسلحين من السنة هناك عن سقوط 1300 قتيل على الأقل من المدنيين.

وندد الهنود المسلمون بمتشددي الدولة الاسلامية في العراق والشام ووصفوهم بالارهابيين وقدموا نموذجا مرفقا بصور شخصية ونسخا من وثائق الهوية الخاصة بهم حتى يتسنى لهم السفر للعراق.

وقال زعماء منظمة أنجومان إي حيدري الدينية التي تتقدم هذا المسعى إنهم قد ينظمون مسيرة إلى السفارة العراقية في نيودلهي غدا الجمعة لتقديم النماذج.

ويقود رجل دين شيعي المسعى الذي ينشد المتطوعون من خلاله حماية المراقد المقدسة عند الشيعة في العراق لكن زعيمهم ينفي أن تكون قضيتهم طائفية.

وفي الشارع الذي يقع فيه مقر المنظمة على طريق كربلاء في نيودلهي وضعت لافتات كتب عليها "ليسوا شيعة ضد سنة.. وإنما عراقيون ضد ارهابيين."

وقال عضو بارز في المنظمة يدعى سيد بلال حسين عبيدي وهو يستعرض لقطات على هاتفه المحمول لعمليات ذبح وتفجير للقنابل في العراق "ليسوا مسلمين. الجهاد يعني الدفاع .. الجهاد لا يعني القتل."

وتابع وهو محاط بملفات تحمل نماذج التطوع "بإمكاننا أن نسافر إلى العراق لتشكيل سلسلة بشرية لانقاذ الناس من التعذيب. يمكن أن نجلب المياه ونتبرع بالدماء ونفعل أي شيء لانقاذ مقدساتنا."

والمسلمون في الهند أقلية تمثل 15 في المئة فقط من عدد السكان لكن عددهم يقدر بنحو 175 مليونا أي أنهم ثالث أكبر عدد للمسلمين في بلد بالعالم.

ولم يتضح إن كان المتطوعون سيحصلون على تأشيرات سفر للعراق. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي السفارة العراقية.

وقالت وزارة الخارجية الهندية إنها لن تسمح للهنود بالسفر إلى العراق بسبب الوضع الأمني فيه. ويحتجز 40 هنديا كرهائن في مكان غير معلوم بالعراق كما تتعرض 46 ممرضة هندية للحصار في مستشفيات تكريت.

لكن سيد باهادور عباس نجفي الأمين العام للمنظمة قال إن المتطوعين لم يعد أمامهم سوى الذهاب إلى العراق بمفردهم طالما أن الحكومة الهندية لا تعتزم ارسال قوات إلى هناك.

ومن بين المتطوعين مهندسون وطلاب وضباط شرطة وقعوا جميعهم نموذجا يقول "أؤمن بشدة بأن الارهاب بكل أشكاله بما في ذلك الارهاب الذي تمارسه جماعات إرهابية معروفة في العراق لا يمثل خطرا جسيما على العراقيين الابرياء وحسب (بغض النظر عن معتقداتهم الدينية) وإنما يمثل تهديدا على الإنسانية كلها."

وقالت المنظمة إن مئة ألف شخص وقعوا على النموذج من أنحاء متفرقة من الهند ونظموا مظاهرات "ضد الارهاب" في دلهي ومدن أخرى.

وترغب المنظمة في حماية المقدسات الشيعية الموجودة في مدن عراقية مثل كربلاء وسامراء وكركوك إلى جانب وقف ارتفاع أسعار خام النفط الذي توقف نتيجة للأزمة مما قد يعود على الهند بالضرر الشديد.

وقال ديلاوار عباس وهو عضو في المنظمة "إذا احتاجوا للمساعدة سنكون مستعدين في هندوستان (الهند). إذا كانت الدولة الاسلامية في العراق والشام اليوم في العراق فإنها قد تصبح في الهند غدا."

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)

عن رويترز ايضاً... 


"رويترز" تنتخب الأسد في دمشق وتسقط في بئر الدفاع عن "الديكتاتور"
2014-06-04
لأن الشيء بالشيء يذكر، فقد ذكرتني المادة المدبجة لأم الوكالات "رويترز" عن "الانتخابات الرئاسية" بموضوع كنت أؤجل الحديث عنه مرارا وتكرارا، يدور حول عدم مهنية وسائل إعلامية كبيرة، فضلا عن جهلها، وسطحيتها المدقعة التي...     التفاصيل ..

إيثار عبد الحق - زمان الوصل
(122)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي